أخبار

في ظل مباركة النواب وتضامن وسائل الإعلام

الكويت: استياء شعبي من سقوط استجواب وزير الصحة

وزير الصحة الكويتي
قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
سؤال سيطر على الشارع الكويتي خلال اليومين الماضيين، الذي استغرب عبور الوزير الاستجواب مرور الكرام، وسط مباركة غالبية النواب وتهليل الصحف المحلية على غير إرادة المواطن، الذي ترقب بشغف جلسة الاستجواب.&مارغريت الفلاسي من الكويت: الأمر الذي زاد المواطنين حيرة، هو أن محاور الاستجواب الخمسة تعكس واقع وزارة الصحة في الكويت بلا مزايدة، والتي شملت الأخطاء الطبية، وشراء الأدوية والمستلزمات الطبية بأسعار مصطنعة، والتلاعب في العقود وتضليل الجهات الرقابية، هدر المال العام والفساد المالي والإداري واستغلال المنصب الوزاري ومشروع الربط الآلي بين الوزارة ومكاتب الصحة الخارجية.&ووفقا لآراء العديد من المواطنين، فإن المحور الخامس المتعلق بانتحال شخص حاصل على معهد تجاري صفة طبيب، لمدة خمسة أشهر متواصلة، وحده كان كفيلاً بسحب الثقة من الوزير، لما يعكسه من التردي الاداري الواضح في الوزارة، حيث واصل الطبيب المزيف عمله في المستشفى الأميري بمساعدة مسؤولين فيها، وهو ما اعترفت به الوزارة بعد فصلها طبيبين تأديبياً، وإعفاء رئيس قسم الحوادث في "الأميري"، على خلفية الحادث، مع احالة الطبيب خريج المعهد للنيابة.&&تشويه للحكومة&وأشاروا الى القرار الشجاع الذي اتخذته وزيرة الصحة السابقة، معصومة المبارك، عندما أعلنت استقالاتها وتحملها المسؤولية السياسية، على خلفية حريق في مستشفى الجهراء ، وهو الحادث الذي يبدو اقل وطأة مما حدث في عهد العبيدي من الأخطاء الطبية، التي راح ضحيتها عدد من المواطنين الأبرياء.&واعتبر الشارع الكويتي خروج الوزير من الاستجواب دون قرار بسحب الثقة منه، أو حتى توصيات لتصحيح المخالفات الجسيمة في وزارته، تغاضيا صريحا من نواب الأمة، وتجاهلا واضحا من الحكومة عن آلام ومشاكل المواطنين، ما يعزز نظرية المؤامرة، التي تشكك في أن الاستجواب من أوله لآخره كان مسرحية لتعويض دور المعارضة شبه الغائب في المجلس، وتخفيفاً للضغوط والانتقادات الموجهة للحكومة.&وهو ما عبر عنه أحد المواطنين بالقول: "هذا الاستجواب اختبار حقيقي لهذا المجلس، ان لم يتم طرح الثقة بالوزير أو الاستقالة بعد الاستجواب، فستكون وصمة عار يتحملها النواب المساندون للوزير وستحسب نقيصة في حق هذا المجلس"، وأضاف: "على رئيس الوزراء &إقالة الوزير حتى لو لم يتم طرح الثقة به، فبقاؤه كوزير بعد الاستجواب يعد تشويها لمجلس الوزراء".&وأشارت مصادر مطلعة الى بعض الأدوات التي استخدمها الوزير في كسب جولة الاستجواب بالبساطة التي ظهرت عليها وهي كما يلي:&• استغلال إمكانيات الوزارة في ترغيب العديد من النواب، عبر عمليات التوظيف وموافقات العلاج في الخارج، وهو ما ظهر جليا خلال الجلسة، وفقا لبعض الآراء، على شكل تأييد واضح للوزير ضد مقدمي الاستجواب اللذين فشلا في جمع العدد الكافي لسحب الثقة منه.&• غياب عدد من النواب عن جلسة الاستجواب يعد هروباً من تحمل المسؤولية أمام الشعب وإفساحاً للمجال أمام الوزير في تجاوزه بسهولة.&• الدعم الاعلامي منقطع النظير الذي حظي به الوزير، قبل وبعد الاستجواب، اعتماداً على شراكة مصالح مترامية الأطراف، تربط الوزارة مع ملاك غالبية الصحف من رجال الأعمال، توثقها مناقصات ومشروعات الصحة في مختلف المناطق.&ووفقا للمصادر ذاتها، فإن العبيد قد نجح في تجاوز الاستجواب، لكن الأيام المقبلة قد يكون لها رأي أخر، حيث إن تداعيات وأصداء الاستجواب في الشارع ما زالت متفاعلة، فيما تبقى الآمال معلقة على قرار الحكومة بإقالة الوزير وتصحيح ما فشل في تحقيقه النواب لناخبيهم، وإلا وضعت نفسها في مربع واحد مع المجلس الذي غالباً ما يتهم في أوساط المعارضة بأنه برلمان الحكومة.

&

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف