صحف عربية تتناول دور روسيا في الصراع السوري، وقانون "جاستا المسيس"
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
قسم المتابعة الإعلامية
بي بي سي
أبرزت الصحف العربية بنسختيها الورقية والإلكترونية التطورات الميدانية في سوريا، ولاسيما في حلب، كما اهتمت الصحف بتداعيات رفض الكونغرس الأمريكي لفيتو الرئيس باراك أوباما على قانون يفتح الطريق لأسر ضحايا هجمات سبتمبر لمقاضاة السعودية.
ونبدأ من الشأن السوري، حيث هاجمت صحيفة الراية القطرية التدخل الروسي، قائلة إن إعلان المرصد السوري لحقوق الإنسان عن مقتل 9364 شخصاً بينهم 3804 مدنيين في سوريا جرّاء الغارات التي تشنها روسيا منذ بدء تدخلها العسكري قبل عام "يؤكد أن روسيا شريكة أساسية في جرائم الحرب الجارية في سوريا، كما يؤكد أنها ليست وسيطا نزيها في مساعي الحل السلمي، باعتبارها طرفا أساسيًا في الأزمة".
وطالبت الصحيفة بالبحث عن وسيلة "لملاحقة روسيا جنائيا في المحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب جرائم حرب وإبادة جماعية في سوريا".
ويرى سميح صعب في النهار اللبنانية أن تحذير الولايات المتحدة لروسيا من هجمات جهادية على المصالح والمدن الروسية وكذلك التلميح بأن دولا خليجية قد تُزود المعارضة السورية بصواريخ أرض-جو محمولة على الكتف بأنه "ينطوي على تذكير بحال الاتحاد السوفيتي في أفغانستان في الثمانينيات من القرن الماضي".
وأضاف أن كل التحذيرات الأمريكية لروسيا تندرج تحت عنوان مفاده "نحن الأمريكيون قادرون على جعل سوريا أفغانستان جديدة بالنسبة إلى روسيا، بينما لا تملك موسكو مهما زجت من قوات أدوات الحسم الكامل للنزاع السوري"، وبالتالي فإن الحصيلة هي "استمرار الحرب التي لا قدرة للكرملين على دفع تكاليفها المادية".
ويشير إلى أن هذا من وجهة النظر الأمريكية "وضع مثالي لواشنطن لتكرر انتصارها في الحرب الباردة الثانية".
ويؤكد الكاتب أن الولايات المتحدة "لا تبدو في عجلة من أمرها لوقف النزف الروسي وخصوصاً إذا ما تمكنت من تحويله نزفاً لروسيا وإيران وحزب الله".
أما محمد صالح الفتيح في السفير اللبنانية فيرى أن الفصائل المسلحة التي تقاتل الحكومة السورية قد تلقت "ضربة كبيرة عندما دخلت القوات الروسية ميدان الحرب السورية"، مشيرا إلى أن "القصف الجوي الكثيف الذي استهدف مواقع هذه الفصائل أجبرها على الانكفاء لفترة غير قصيرة".
وحول ما إذا كان حصول الفصائل المسلحة على مضادات الطائرات سيغير ميزان القوى وسيحول سوريا إلى أفغانستان، استبعد الفتيح أن يقود هذا إلى "تكرار السيناريو الأفغاني"، مشيرا إلى الفارق الجغرافي بين الطبيعة الجبلية الوعرة لأفغانستان التي وفرت حماية للمقاتلين وجعلت الطائرات الحربية قريبة نسبيا لمرمى صواريخ "ستينغر".
ويؤكد أن هذه الطبيعة "غير متوفرة في الميدان السوري الذي يعتمد بالدرجة الأولى على المواجهات البرية". وأشار إلى أن حصول الفصائل على صواريخ "غراد"، التي يتراوح مداها بين 20 إلى 40 كيلومترا، يتطلب قرارًا سياسيًا، وبالتالي يستبعد أن تقدم الولايات المتحدة كميات من هذه الصواريخ لمقاتلي المعارضة.
"قانون معيب"وننتقل إلى صحيفة عكاظ السعودية التي وصفت قانون "العدالة ضد رعاة الإرهاب" أو اختصارا "جاستا" بأنه "قانون معيب"، متهمة من وصفتهم "باللوبي المناهض لسياسة المملكة بتصعيد الموقف وقيادة حملة الابتزاز".
وأضافت عكاظ في افتتاحيتها أن هذا الأمر "سيقود الرياض إلى استخدام حقها السيادي والقانوني والسياسي والاقتصادي في التصدي لهذه الهجمة التي تستهدف الإضرار بمصالحها الحيوية".
أما أحمد الفراج في صحيفة الجزيرة السعودية فقد وصف القانون بأنه "كان مسيسًا من البداية".
وأضاف "أن ما يستفز حقاً، هو أنّ معظم أعضاء الكونغرس، الذين صوّتوا لنقض فيتو الرئيس، كانوا طوال الخمسَ عشرةَ سنةً الماضية، مقتنعين بأنّ المملكة لا علاقة لها بأحداث سبتمبر، بل إنّ البارزين منهم، أقروا دوماً بأنّ المملكة ذاتَها هي أكبرُ ضحايا الإرهاب".
ودعا الكاتب إلى عدم القلق وإلى الاستعانة بأفضل المحامين، مضيفًا أن "الأهم هو إعادة النظر في أداء إعلامنا الخارجي، وممثلينا الدبلوماسيين، وكبح جماح المتطرفين، الذين أوصلونا بشطحاتهم، التي تندّر عليها الإعلام العالمي، إلى هذه المرحلة، فلعلّنا نفعل!".
وإلى صحيفة النهار اللبنانية، إذ يرى سركيس نعوم أن العلاقة بين الرياض وواشنطن كانت متردية قبل نقض الكونغرس لفيتو أوباما.
وقال إن العلاقات بين البلدين منذ أحداث سبتمبر "لم تتعافَ... رغم المحاولات التي بذلتها الرياض وواشنطن للمحافظة على الحلف التاريخي بين الدولتين الذي أرساه الملك المُؤسِّس عبد العزيز آل سعود والرئيس الأميركي روزفلت".
وأشار إلى أن الدولتين اتخذتا طُرقًا مختلفة ومُتباعدة في تعاطيهما لتطورات ثلاثة مهمة حصلت في الشرق الأوسط في السنوات الأخيرة، هي "الربيع العربي، وصعود الإسلام السياسي والإرهاب المستند إليه والاتفاق النووي مع إيران".
وأضاف أن تسلسل الأحداث في المنطقة أدى إلى "جدل وشكوك بين حكومتي الدولتين، كما ضَعُفت عند الاثنتين القدرة على التحفّظ أو على ضبط الأعصاب وعدم البوح بالخلافات أمام الملأ".