كندا ليست محصنة ضد التطرف اليميني
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
جسيكا مورفي
بي بي سي نيوز، تورنتو
في منتصف ليلة بأوائل أكتوبر/تشرين أول الجاري، قام اعضاء في جماعة كوكلوكس كلان العنصرية بوضع حقائب مليئة بالمنشورات أمام عشرات المنازل بمدينتين بمقاطعة كلومبيا البريطانية.
وقبل ذلك في الصيف ألقيت منشورات مماثلة في أحد أحياء الجاليات.
وفي الأسابيع الأخيرة ظهرت أيضا لافتات مناوئة للمسلمين والسيخ في حرمين جامعيين في ألبرتا. ولم يتضح من وراء هذه الحوادث. ومازالت الشرطة تحقق في الأمر.
وتتعارض هذه الأحداث مع صورة كندا كمجتمع مفتوح متعدد الثقافات، والذي فتح مؤخرا الباب أمام أكثر من 30 ألف لاجئ سوري.
ولكن هذه الأحداث لم تكن مفاجئة لباحثين مثل جيمس إليس، والمرتبط بالشبكة الكندية لبحوث الإرهاب والأمن والمجتمع (TSAS).
وقال:" يبدو القلق على المستوى القومي من التطرف اليميني أقل من الأشكال الأخرى، وهذه رفاهية لا تستطيع كندا تحملها. فكل المؤشرات تؤكد بعث اليمين المتطرف والإرهاب في العالم الغربي، وليس هناك سبب خاص يحول دون وصول ذلك لكندا."
وقال إليس إن تصاعد النعرة المعادية للهجرة في الولايات المتحدة وأوروبا في الشهور الأخيرة جرأت المتطرفين اليمينيين في كندا، وهم أولئك الذين يظهرون تأييدا لعدم المساواة على أساس عنصري او عرقي ويؤمنون بالقومية العرقية وبالوسائل الراديكالية لتحقيق أهدافهم السياسية.
وكما هو الحال في كل مكان غذت هذه المشاعر أيضا المخاوف من عدم الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي.
وتشير التقديرات في كندا إلى وجود 100 جماعة يمينية متطرفة على الأقل نشطة في السنوات الأخيرة، وتتراوح ما بين خلايا صغيرة وكبيرة، وهي أكثر تنظيما، ويعتقد أنها تميل لأن تكون أقل عنفا من نظيراتها في الولايات المتحدة وأوروبا.
وقال:" هناك العديد من المواقف التي تولد فيها خطابات وموسيقى الكراهية هنا، وتؤثر في الناس في أماكن أخرى."
وكان قد عثر في أنحاء الولايات المتحدة من كارولاينا الشمالية إلى كاليفورنيا وبنسيلفانيا على منشورات مماثلة لتلك التي وزعت في كلومبيا البريطانية.
وقال المركز القانوني ساوثرن بافرتي، الذي يتخذ من ألاباما مقرا له ويتتبع المنظمات المتطرفة، إن الجماعات اليمينية المتطرفة في تزايد بأمريكا.
فبين عامي 2014 و2015 زاد عددها 14 بالمئة وزادت فروع الكوكلوكس كلان من 72 في عام 2014 إلى 190 في العام الماضي.
وقال الباحث ريان سكريفينس بجامعة سيمون فريزر في كلومبيا البريطانية، والذي يدرس الجماعات اليمينية المتطرفة في كندا، إن السلطات الأمريكية والأوروبية تتبع بشكل أفضل هذه الحركات من نظيرتها الكندية.
وأضاف قائلا:" إننا نعتقد بأن بلدنا هو المجتمع المثالي للتعددية لثقافية، ولكن ذلك غير صحيح."
وتوصل سكريفينس وزملاؤه إلى وقوع مئات الحوادث بين عامي 1980 و2015 في أنحاء البلاد، وقاموا بتوثيق اعتداءات لفظية وجسدية وتخريب له علاقة بهذه الجماعات.
وتنشط هذه الجماعات حول كبيك وغربي أونتاريو وألبرتا وكلومبيا البريطانية. وتتجه جرائم الكراهية في كندا صوب المسلمين واليهود والأقليات الملحوظة والسكان الأصليين.
وكان أنتوني ماكلير عضوا سابقا بمنظمة المقاومة الآرية البيضاء اليمينية المتطرفة. وهو يعمل الآن مع جماعة الحياة بعد الكراهية وهي منظمة أمريكية لا تهدف للربح أسسها أعضاء سابقون بحركة يمينية متطرفة عنيفة في الولايات المتحدة. وتكرس جماعة الحياة بعد الكراهية جهدها لمواجهة الأيديولوجية اليمينية المتطرفة.
وحذر ماكلير من النعرات التي يطلقها المرشح الجمهوري للرئاسة الأمريكية دونالد ترامب الذي دعا لحظر هجرة المسلمين للولايات المتحدة، كما حذر من أن الضغوط المتزايدة قد تغير ثقافة كندا رغم أنها لا تتعرض لضغوط اقتصادية مثل الدول الأخرى وبالتالي فإنها أقدر على تحقيق اندماج المهاجرين واللاجئين.
كما تعرضت السياسية الكندية كيلي ليتش، التي تنافس على زعامة حزب المحافظين، لانتقادات بسبب اقتراحها إخضاع المهاجرين لفحص على أساس غامض يعرف بـ "القيم الكندية."
وفيما تعرضت لانتقادات من منافسيها نفت ليتش أنها تستهدف مجموعة بعينها باختبار القيم، وفي الوقت ذاته أشارت استطلاعات الرأي إلى أن اقتراحها يحظى بدعم شعبي.