أخبار

تعميم لا يعكس الواقع

البيض الفقراء صوتوا لترامب والنساء والسود لهيلاري؟

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

نيويورك: الطبقة العاملة من البيض خلف دونالد ترامب، والاقليات والنساء خلف هيلاري كلينتون؟ قد لا يكون هذا التعميم دقيقا حيث ان استطلاعات الرأي عند خروج الناخبين من مكاتب الاقتراع تظهر واقعا مغايرا مع خطوط انقسام تذكر بتلك التي سادت حملة بريكست.

هل فعلا حقق ترامب فوزا كبيرا بسبب دعم الرجال البيض من الطبقات العاملة له؟

ما اظهره تحليل استطلاعات الرأي عند خروج الناخبين من مكاتب الاقتراع الذي اجرته شبكة "اي بي سي" ان ترامب فاز فعلا الى حد كبير بفضل اصوات شريحة الرجال غير الحائزين اجازات جامعية. لكن قاعدته الناخبة اوسع من ذلك بكثير.

فقد تمكن قطب العقارات الاميركي من الحصول على تأييد الناخبين البيض بشكل عام ونال نفس الهامش (+20 نقطة) الذي حققه الجمهوري ميت رومني في 2012 بحسب معهد بيو للتحليل.

وهذه القاعدة الناخبة أيدت بشدة موقفه الغاضب تجاه الطبقة السياسية على غرار الدكتور رولاندو شوما سييو من ضاحية وايت بلاينز الثرية في ولاية نيويورك الذي قال لوكالة فرانس برس "كلينتون تأتي من المؤسسة السياسية، هي الحكومة القديمة نفسها، لم نعد بحاجة لهذا الامر".

هل حققت هيلاري كلينتون فعليا الفوز لدى القاعدة الناخبة من النساء؟

كان يعتقد ان التجاوزات العديدة التي ارتكبها ترامب والفضيحة التي سببها شريط فيديو يعود لعام 2005 تحدث فيه بابتذال عن طريقة التحرش جنسيا بالنساء، ستؤدي الى تراجع موقعه. واذا كانت هيلاري كلينتون فازت فعليا بغالبية اصوات النساء (54% مقبال 42% لدونالد ترامب) فان الفارق لم يكن اكبر بكثير مما حققه باراك اوباما في 2008 و 2012.

وقال سام ابرامز استاذ العلوم السياسية في معهد ساره لورانس "ليس فقط لم تستفد هيلاري كلينتون من موجة تاييد نسائية، وانما لم يواجه ترامب عقبة كبرى بسبب سلوكه حيال النساء. لقد تبين ان النساء لم يتراجعن بكثافة عن تاييده".

من جهتها قالت جاين ويلر المتحدرة من مدينة لوبوك في تكساس "لقد تحدثنا كثيرا عن النساء، وانا لا اوافق على موقف ترامب في هذا المجال. لكن قلقي الاساسي كان الاستقرار الاقتصادي وترامب هو الشخص القادر على توفيره لنا".

ماذا حصل مع اقليتي السود والمتحدرين من اصول لاتينية الذي كانوا ابرز ورقة في ايدي كلينتون؟

لقد فازت وزيرة الخارجية السابقة فعلا بغالبية ساحقة من اصوات هاتين المجموعتين مع فارق 80 نقطة لصالحها لدى السود. لكنها لا تزال بعيدة عن الارقام القياسية التي حققها باراك اوباما في 2008 (91 نقطة) و2012 (87 نقطة) بحسب معهد التحاليل "بيو"، او الحماسة التي اثارها اول رئيس اسود.

وحطم المتحدرون من اصول لاتينية ارقاما قياسية بنسبة المشاركة. ورغم التصريحات المسيئة في بعض الاحيان التي ادلى بها ترامب بحق المكسيكيين فان حوالى 30% من المتحدرين من اصول لاتينية صوتوا له، اي اعلى بنقطتين مما ناله ميت رومني في 2012 وهي نتيجة "مفاجئة" او حتى "مثيرة للصدمة" بحسب ما قال ديفيد كوهن الاستاذ في جامعة اكرون (اوهايو) الذي اكد في الوقت نفسه صعوبة تحليل اصوات المتحدرين من اصول لاتينية بسبب تنوعهم الواسع.

هل كان هناك فارق بين المدن والارياف؟

اظهرت استطلاعات الرأي عند خروج الناخبين من مكاتب الاقتراع ان كلينتون حققت افضل اداء في المناطق المدنية الكبرى مثل فيلادلفيا واتلانتا فيما صوتت المناطق الاقل مدنية في هاتين الولايتين بكثافة لصالح ترامب.

وقال سام ابرامز "يشبه الامر بعض الشيء ما حصل اثناء بريكست" في اشارة الى قرار بريطانيا الخروج من الاتحاد الاوروبي. واوضح "هناك عالم خارج السواحل الشرقية والغربية لا يريد احد ان يوليه اهتماما. انه الانقسام الواضح بين المدينة والريف وقد تجلى اكثر من اي وقت مضى".

واضاف "هذا لا يعني انقساما بين المناطق الريفية البيضاء والمدن الاكثر اختلاطا، لان المناطق الريفية متنوعة ايضا اتنيا، انه اقتصاد الخدمات والمعرفة الذي تحولنا اليه: الوظائف التي تؤمن رواتب عالية هي في المدن الكبرى، وبالنسبة اليهم الصعود الاجتماعي ينجح".

في المقابل وفي المناطق الاقل مدنية، يواجه المواطنون صعوبة كبرى ماليا ويشعرون باستياء نجح ترامب في استثماره.

كيف صوت الشباب؟

لم تصوت هذه الشريحة بكثافة. ورغم انهم صوتوا بغالبيتهم لكلينتون بحسب معهد "بيو" فان الفارق هنا كان اقل مقارنة مع النسبة التي حققها اوباما في 2012.

وقال سام ابرامز ان اوباما اثار حماسة كبرى لدى الشباب لكن كثيرين اعتبروا ان النتائج لم تكن بحجم التوقعات مضيفا "بالتالي فان كثيرين ايدوا بيرني ساندرز (منافس كلينتون في الانتخابات التمهيدية للديموقراطيين) الذي اختفى من السباق. وحين يتوقف الشباب عن الالتزام بشيء ما ، نعلم جيدا انه من الصعب اعادتهم اليه". 

وقالت كاي جيمس التي جاءت من جورجيا للدراسة في جامعة نيويورك انها صوتت للمرة الاولى الثلاثاء ، لصالح هيلاري كلينتون.

واضافت صباح الاربعاء "كنت متحمسة جدا، والان اشعر بالهول من فكرة ان يقود شخص يعلن عنصريته ويناهض النساء بلدا حرا".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف