أخبار

البعد عن الوطن والانعزال يدفعهم إلى صالات الميسر

نصف المهاجرين إلى ألمانيا مقامرون

-
قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

إيلاف من برلين: يكشف تقرير اتحاد مكافحة الإدمان الاتحادي 2016 وجود 200 ألف مدمن على الميسر في ألمانيا، يضاف إليهم 300 ألف يمارسون ألعاب الميسر يوميًا، ومهددين بالتحول إلى مدمنين مع الوقت. وتبلغ نسبة المهاجرين بين هؤلاء المدمنين نحو 40 في المئة، على الرغم من أن نسبتهم إلى السكان في ألمانيا لا تتجاوز 8,3 في المئة.

منتشر بين الأتراك

حذر التقرير من تفشي الإدمان على الميسر بين أبناء المهاجرين، وبين الأتراك بالذات، على الرغم من انهم من الجيل الثالث والرابع في ألمانيا، خصوصًا من الفئة العمرية (25-30 عامًا). ولهذا، طالب مراد غوزاي الحكومة الاتحادية، وهو عضو قيادة مجلس الجالية التركية في هامبورغ، بتعيين مفوض خاص في شؤون الإدمان عند المهاجرين في البرلمان الألماني وفي برلمانات الولايات المحلية. ومعروف أن هناك مفوضاً لشؤون الإدمان في البرلمان الألماني الاتحادي.

تعود مطالبة غوزاي إلى أن الأتراك يجدون صعوبة بالغة، لأسباب دينية واجتماعية، في مفاتحة الآخرين والأطباء والمرشدين الاجتماعيين بإدمانهم على الميسر. وتعتبر لعبة القمار بين الأتراك من المحظورات وهي ممارسة شبه سرية لأن معظم ممارسيها من الرجال، على الرغم من تدين نسبة عالية منهم.

وعمومًا تبدو أسباب تفشي الإدمان على الميسر بين الأتراك شبيهة بأسباب تفشي السكري بينهم. وسبق لمستشفى شاريتيه برلين أن نشر في نهاية تسعينيات القرن الماضي دراسة حول انتشار داء السكري بين الأجانب يشي بزيادة تصاعدية في نسبة المرضى منهم مقارنة بالألمان.&

كما السكري

كانت المفاجأة هي أن المعانين من السكري بين الأتراك المقيمين في ألمانيا هم ضعف هذه النسبة في تركيا نفسها، إذ يعاني 6 في المئة من السكان الأتراك في الأناضول داء السكري، لكن المرض ينتشر بين المهاجرين منهم إلى ألمانيا بنسبة 12 في المئة. وحينها، عبر الأطباء عن قناعتهم بأن تغيّر بيئة المعيشة، والمحيط البيئي والاجتماعي والغذائي، والبعد عن الوطن، وحالة القلق، وضعف القدرة على الاندماج في المجتمع، أسباب زيادة انتشار السكري بين الأتراك المقيمين في ألمانيا.

والمشكلة أن إدمان الميسر بين الجالية التركية، وتعدادها نحو 3 ملايين، على الأجهزة الاوتوماتيكية في الصالونات ينتشر أساسًا بين ذوي الدخول المنخفضة منهم، ويؤدي في كثير من الأحيان إلى انهيار العائلات.&

يبدأ في الشباب

ذكرت مارلين مورتلر، مفوضة الحكومة الألمانية لشؤون الإدمان، أن إدمان الميسر يبدأ في مرحلة الشباب، من خلال اللعب على الماكينات الآلية، لينتهي في مرحلة النضوج على طاولات البوكر والروليت، إذ تفاقمت المشكلة بسبب ألعاب الكومبيوتر للأطفال والمراهقين على الانترنت، لأن بداية إدمان الميسر تبدأ مع هذه الألعاب التي يخصص لها الشباب الألماني 24 يورو شهريًا على الانترنت. وتتراوح أعمار المدمنين بين 16 و64 عامًا، لكن حصة الشباب بينهم، وخصوصًا بين 16 و30 عامًا، هي الحصة الأكبر.

وهذا ليس كل شيء، فاتحاد مكافحة الإدمان يتعامل مع مدمني الميسر كما يتعامل مع مدمني المخدرات والكحول والانترنت. ومن يتصفح موقع الاتحاد الإلكتروني يلاحظ معاناة خبرائه توسع نطاق الميسر بعد تسلل الروليت والبوكر إلى بيوت الناس عن طريق الانترنت. والمعتقد أن سحب المال اتوماتيكيًا على الانترنت وتبذيره أسهل بكثير من صرف المال النقدي.

ويقدر ابو ذر سيفك، احد مرشدي مركز مكافحة الإدمان في هامبورغ، أن نسبة ادمان الميسر بين المهاجرين اليافعين ترتفع إلى 10 في المئة. ويضيف أن صالات القمار تحولت إلى ملتقى للعاطلين عن العامل والمهمشين اجتماعيًا والمستعصين على الاندماج في المجتمع، يجذبهم أصحاب صالات اللعب من طريق توفير الأطعمة والمرطبات مجانًا.

"المستوردون"

يقول سيفك إن الكثير من المدمنين هم من "الأزواج المستوردين"، بمعنى أنهم عمال ماهرون أو طباخون جيدون يُستقدمون من تركيا إلى ألمانيا وفق عقد زواج صوري ينتهي حال وصول "الزوج" إلى ألمانيا وحصوله على الإقامة الدائمة، فيبقى بلا مدرسة ولا علاقات غير ارتياد المقاهي التركية وصالات لعب الميسر. وهؤلاء ينفقون ما يحصلونه من أجر قليل (غير رسمي) يوميًا على مكائن "الحظ". فكلما زادت حالة الفقر، وزادت حالة عدم الاستقرار، كلما زاد هوس لعب سحبات اللوتري وارتفعت معه حالات اللعب على الأجهزة الاوتوماتيكية.

تحدث كريستوف هوتلر، الباحث النفسي في شؤون الادمان، عن علاقة ظاهرة بين الفقر والميسر، فأحدهما يقود إلى الآخر، ويعاني نحو مليوني شخص يعيشون في ألمانيا، معظمهم من النساء والأطفال، إدمان معيليهم. ومن الواضح هنا أن الإدمان على الميسر ينتشر بين الذكور من الأتراك وحدهم، لأسباب اجتماعية واضحة.

التناقض مع طبيعتهم الدينية

أجرت مؤسسة "كاريتاس" الكاثوليكية الخيرية دراسة حول المدمنين بين المهاجرين توصلت فيها إلى وجود تناقض ظاهر بين لعب الميسر وتعاليم الدين، إذ وصف 54 في المئة ممن شملتهم الدراسة أنفسهم بأنهم "متدينون جدًا"، إضافة إلى 41 في المئة وصفوا أنفسهم بأنهم "متدينون". وترتفع نسبة "المتدينات جدًا" إلى 57 في المئة. وقال 73 في المئة منهم إنهم لا يأكلون لحم الخنزير، و62 في المئة لا يشربون الكحول، لكنهم يلعبون الميسر بشكل منتظم. وفشل معظمهم في تفسير هذا التناقض، ورفض الجميع تلقي الإرشاد من مركز مكافحة الادمان في جمعيات كاريتاس.

عمومًا يصرف الألمان 27 مليار يورو سنويًا في اللعب على ألعاب الكومبيوتر من خلال الانترنت أو في الصالات، منها مبلغ 4,1 مليارات يورو يخسرها المواطنون سنويًا على الأجهزة الأوتوماتيكية في الصالات والمقاهي. وأحصت هاوكة هولم من الجمعية الخيرية (كاريتاس) التابعة للكنيسة الكاثوليكية الألمانية أن مجموع ديون لاعبي الميسر في ألمانيا يرتفع إلى 12 مليار يورو، أي ما يعادل 24 ألف يورو لكل مدمن.

زادت الصالات&

قال تقرير مفوضية مكافحة الإدمان إن عدد صالات اللعب على الأجهزة الاوتوماتيكية زاد بنسبة 70 في المئة في ألمانيا، بين عامي 2000 و2008، يضاف إليها عدد لا يعرفه غير العالم بالغيب عن عدد مواقع اللعب على الانترنت. وزاد عدد الأجهزة في نفس الفترة، في الصالات والحانات والمقاهي، بنسبة 80 في المئة، مع العلم أن "الجمعيات الثقافية" التركية غير محتسبة ضمن هذه الإحصائية. ويعرف القاصي والداني في ألمانيا بوجود الآلاف من هذه الجمعيات الوهمية، التي تسجل رسميًا كجمعيات خيرية، ولا يجري فيها غير لعب الورق.

الوقاية خير من العلاج

تعتقد الحكومة الألمانية أن الوقاية في هذه الحالة خير من العلاج، وتخطط لوضع المزيد من الشروط المتشددة على أصحاب الصالات والمقاهي.&ارسلت مفوضة شؤون الادمان في البرلمان الألماني إلى الحكومة الألمانية خطة عاجلة لمكافحة ظاهرة إدمان الميسر، تنص على تفكيك أجهزة اللعب الإلكترونية في المقاهي والبارات ومحطات التزود بالبنزين وفي محطات القطار والمطارات في الحال، مع فرض شروط مشددة على صالات اللعب المتخصصة والكازينوات، مثل منع الشباب تحت سن 17 عامًا من اللعب.&

بحسب هذه المقترحات، من حق الشرطة السرية مستقبلًا التدخل لوقف أي شاب تحت سن 18 سنة يمارس هذه الألعاب، ومنع البالغ من اللعب في كافة أرجاء ألمانيا إذا تكررت خسائره.

وتفيد خطط الوقاية من الميسر بضرورة عدم منح إجازة نصب أجهزة في الأحياء السكنية، وفي صالة تبعد أقل من 1000 متر عن أخرى. كما يُخطط لخفض الحد الأقصى للكسب من 500 يورو إلى 150 يورو، بهدف ضبط شهية الرواد على الميسر.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
ومعظم المساجين من هؤلاء
عراقي لاجيء -

جميع الجرائم والسرقات والمخدرات والتحرش هي مهنتهم , يجلبون الأسوأ معهم لأنها في جذورهم , تستاهل ميركل هؤلاء الحثالات !!؟..