دعا دول المنطقة الى التعاون ونبذ الصراعات والعدوان
العبادي: الخطاب التحريضي والطائفي ما يخيفنا بعد داعش
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
«إيلاف» من لندن: قال رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي اليوم ان ما يخيف بلاده في مرحلة ما بعد تنظيم داعش هو استمرار الخطاب التحريضي والتسقيطي والطائفي المقيت الذي مازال البعض متمسكا به وأشار الى ان العراق يخوض حربا شرسة في ظروف معقدة مؤكدا ان رفع العلم العراقي في الموصل قريب داعيا دول المنطقة الى التعاون ونبذ الصراعات والعدوان والتدخل في شؤون الآخرين.
وقال العبادي في كلمة له الى العراقيين تابعتها «إيلاف» لمناسبة إحياء مراسم أربعينية استشهاد الامام الحسين في كربلاء بمشاركة ملايين المسلمين من داخل العراق وخارجه والتي صادفت الاثنين «نعاهد الله ونعاهدكم على السير في طريق الاصلاح الذي استشهد دونه الامام الحسين، وانتصر بدمه على سيوف الظالمين والفاسدين، ونعاهدكم على استعادة وتحرير كل ارض العراق وتطهيرها من رجس الارهاب" .
واضاف « لقد اثبتم في وسط المواجهة والدفاع المقدس انكم شعب التضحية والجود بالنفس وقدمتم خيرة الرجال فداءً للعراق، وأثبتم ايضا في هذه المناسبة وفي غيرها أنكم شعب كريم ومضياف وموائده مفتوحة على طول الآف الكيلومترات للزائرين الوافدين من كل انحاء العالم". واشار الى ان شعوب العالم تتحدث اليوم باعجاب عن كرم العراقيين مثلما تتحدث بإعجاب عن انتصاراتهم التي تتحقق رغم النفقات الهائلة للحرب والضائقة المالية.
معركة شرسة في ظروف معقدة
وحيا « القوات الأمنية الشجاعة التي تقاتل وتحرر المدن والاراضي شبرا شبرا في ظروف معقدة ومعركة شرسة وفي الوقت نفسه تؤدي واجب حماية المواطنين وملايين الزائرين دون شكوى او كلل رغم صعوبة المهمات المتعددة التي تقوم بها في آن واحد».
وقال ان هذه القوات البطلة من جميع الأصناف والتشكيلات (جيش وشرطة اتحادية ومكافحة ارهاب وحشد شعبي وبيشمركة وعشائر) تقاتل اليوم دفاعا عن العراق بمعنويات واندفاع عاليين وتتوحد ويتوحد خلفها شعبنا بكل مكوناته، وشدد بالقول «إن شعبنا يعيش في أفضل حالات الوحدة والتماسك وأبناء المدن المحررة ينتظرون بشوق وصول القوات العراقية لتحريرهم من داعش". وقال "جيشكم وقواتكم البطلة ايها العراقيون اصبح مرحبا به في كل مدن العراق وهو الضمان الأكيد لوحدة العراق والحامي لشعبه والمدافع عن سيادته الوطنية".
تحذير من تخريب الانتصارات
وحذر العبادي من محاولات تخريب الانتصارات على داعش قائلا «ان هذه الوحدة وهذه الانتصارات الباهرة من الطبيعي ان لاتروق للذين تسببوا عن قصد او إهمال بسقوط المدن بيد عصابة داعش وتدمير القوات المسلحة وسيحاولون تخريب ما أنجزناه بكل ما أوتوا من قوة، لكنهم لن ينجحوا فقد ادرك شعبنا من يعمل لمصلحته ومن يعمل لهدف غير نبيل ولمجد وهمي زائل .
وأضاف "بعد ان تمكنا من وأد الفتنة وتحرير الاراضي خلال فترة قصيرة أطلوا برؤوسهم من جديد بعد ان انكفأوا نتيجة لما سببوه من دمار وتحريض، والآن يريدون العودة من جديد لممارسة النهج نفسه الذي تسبب بتمزيق العراق وشعبه وتضييع المدن وتهجير ابنائها".
وأوضح ان من أسماهم الاعداء والمرجفين سيحاولون صرف الانظارعن الانجازات والانتصارات والتقليل منها بشتى الاساليب، وسيحاول الارهاب واذنابه اللجوء الى اسلوبه الجبان في استهداف المدنيين لتحقيق الغرض نفسه كما فعلوا في جريمتهم النكراء في التفجير الاجرامي في منطقة الكرادة بعد الانتصارات البطولية لقواتنا في تحرير الفلوجة ولذلك يجب اليقظة والحذر من هذه المحاولات الجبانة ومن الذين سببوا الفتن والدمار، ونقول لهم لن نسمح بذلك ولن نرضى بتفرقة العراقيين مرة أخرى".
مواصلة الاصلاحات
واضاف العبادي قائلا « اننا حين نرفع شعارات الامام الحسين يجب ان ندافع عن المظلوم ونقف بوجه الظلم والفساد وتبديد الثروة الوطنية، وأن نوحّد شعبنا ليعيش ابناؤه بمختلف مكوناتهم إخوة يجمعهم حب الوطن، فكلنا عراقيون يجمعنا الوطن وإن اختلفنا في الدين والقومية والمذهب".
وأشار الى أن الإصلاح ومحاربة الفساد مهمة وطنية لن نتراجع عنها فلولا الإصلاحات لما تحققت هذه الانتصارات وما كان يمكن أن تتحقق ، وسنواصل طريق الاصلاح مهما كانت الصعوبات والتحديات" .
وبين قائلا "يجب ان يدرك الجميع ان سرّ قوة العراق هو في وحدة شعبه وتكاتفه وفي حفاظه على تنوعه الحضاري والديني والقومي والمذهبي".
دعوة السياسيين للكف عن الخطاب التحريضي
ودعا العبادي السياسيين وغيرهم الى "الكف عن الخطاب الذي مكّن داعش من تفريق العراقيين والاستيلاء على مدنهم وإلحاق دمار وخسائر بشرية ومادية هائلة ولا خوف من مرحلة ما بعد داعش الا في استمرار الخطاب التحريضي والتسقيطي والطائفي المقيت الذي ما زال البعض متمسكا به للأسف الشديد".
وعاهد رئيس الوزراء العراقيين قائلا "نعاهدكم بأن أوان قطف النصر الكبير قد اقترب وكما عاهدناكم على تحرير تكريت وبيجي والرمادي والفلوجة وكل الاراضي التي اغتصبتها عصابة داعش .. فنعاهدكم ان نينوى ستعود الى ارض الوطن وأن قواتكم البطلة تقترب من زف البشرى برفع العلم العراقي فوق الموصل، ونعاهدكم ان دولة داعش المزعومة الى زوال وانها تتلاشى ولا مكان لها في العراق" .
وبين ان "هذا النصر صنعته وحدة العراقيين حين اختلطت دماؤهم في معركة التحرير والذين يقاتلون ويستشهدون اليوم هم العراقيون بشيعتهم وسنتهم، مسلمين ومسيحيين ، عربا وكردا وتركمانا وايزيديين وشبكا واشوريين وكلدانا وصابئة .. وكل عراقي غيور على وطنه .. وأن كل مدينة وبيت سيعود الى اهله ولابد ان تنتهي معاناة شعبنا من الارهاب لنبدأ بإعادة الاستقرار والاعمار وانهاء معاناة النازحين والمهجرين فقد خسر العراق الكثير من ابنائه وموارده وثرواته وضاعت على شعبنا العديد من فرص البناء والتطور بسبب الارهاب وتبديد الثروة والتناحرات السياسية" .
التعاون ونبذ الصراعات والعدوان
واضاف "ان رسالتنا للعالم ولدول المنطقة هي الدعوة للتعاون على البر والتقوى وليس التعاون على الإثم والعدوان فالمنطقة تعيش حالة صراع نسعى للخروج منها ليعيش الجميع بوئام وسلام ولايجوز ان تصرف موارد الدول وتدمر الشعوب في الحروب والصراعات والتدخل في شؤون الآخرين والاعتداء على الارض والسيادة الوطنية" .
وقد شارك أربعة ملايين عراقي واجنبي بينهم اكثر من مليون ايراني في مراسم اربعينية الامام الحسين بكربلاء التي وصلت ذروتها الليلة الماضية وصباح اليوم الاثنين حيث اعلنت الحكومة عطلة رسمية في أنحاء البلاد.
وتعد زيارة الأربعين إحدى أهم الزيارات للمسلمين الشيعة حيث يخرجون من محافظات الجنوب والوسط أفرادا وجماعات مطلع شهر صفر سيرا على الاقدام إلى كربلاء (110كم جنوب بغداد) في حين تستقبل المنافذ الحدودية والمطارات مسلمين شيعة من مختلف البلدان العربية والإسلامية للمشاركة في زيارة أربعينية الإمام الحسين ثالث أئمة الشيعة الاثني عشرية ليصلوا في العشرين من الشهر ذاته الذي يصادف الزيارة أو عودة رأس الحسين ورهطه وأنصاره الذين قضوا في معركة كربلاء عام 61 للهجرة، وأصبحت هذه الممارسة أو هذه الشعيرة تقليداً سنويا بعد انهيار النظام السابق الذي كان يضع قيودا صارمة على ممارسة الشيعة لشعائرهم.