مآس جديدة مع تدفق عدد قياسي من المهاجرين الى ايطاليا

روما: قتل ثمانية اشخاص على الاقل وفقد العديدون الثلاثاء قبالة سواحل ليبيا، فيما بات عدد المهاجرين الذين وصلوا الى ايطاليا هذه السنة يقارب 170 الفا، العدد القياسي الذي سجل العام 2014.

وقال خفر السواحل الايطاليون الذين ينسقون عمليات الاغاثة في المنطقة أنه تم اسعاف 1400 مهاجر منذ الاثنين.

وأعلن خفر السواحل أن أحد طواقمهم عثر على سبع جثث في مركب مطاطي، كما اشارت منظمة "مواس" غير الحكومية المالطية الى وفاة شخص على مركب آخر أفاد الناجون فيه عن "العديد من المفقودين".

وتأتي هذه المأساة الجديدة اثر اسبوع اسود شهد مقتل 18 مهاجرا على الاقل وفقدان 340 ما يرفع الحصيلة الاجمالية لضحايا حوادث الغرق في المتوسط الى 4655 على الاقل هذه السنة بحسب مفوضية الامم المتحدة العليا للاجئين.

وعثرت فرق الاغاثة بين مساء الاثنين والثلاثاء على 12 مركبا متداعيا قبالة السواحل الليبية، هي مركب خشبي عليه أكثر من 450 راكبا، وخمسة زوارق مطاطية مكتظة بالركاب وستة قوارب خشبية محملة بعشرات الأشخاص.

وكان أحد الزوارق غارقا جزئيا حين تدخل مسعفو منظمة "مواس" الذين كانوا يقومون بدورية على متن سفينتهم "ريسبوندر" قبل الظهر وأغاثوا 117 راكبا عليه.

وقالت ماريا تيريزا سيتي المتحدثة باسم المنظمة المالطية لوكالة فرانس برس إن "الاطباء تمكنوا من انعاش اشخاص عديدين كانوا يعانون من هبوط في حرارة الجسد، لكن بالنسبة لأحدهم، كان الوقت فات".

وروى المهاجرون الذين بدوا منهكين وتحت وطأة الصدمة، أنهم شاهدوا الكثير من رفاقهم في الرحلة يغرقون أمام أنظارهم، وبينهم والدة طفلين انقذا، لكن لم يكن من الممكن بعد تحديد عدد المفقودين.

ويكدس مهربو المهاجرين عادة ما بين 120 و140 شخصا على هذا النوع من المراكب، وأحيانا عددا أكبر من ذلك. وكان 182 شخصا على متن أحد الزوارق الخمسة التي تم إسعافها الاثنين والثلاثاء.

لعبة حظ

قالت سيتي إن "عمليات الاغاثة أكثر تعقيدا بكثير هذه السنة. نلاحظ أن المهربين يخوضون سباقا لارسال المهاجرين على أي مركب ممكن، وكأنّها لعبة حظ حقيقيّة".

ومن الصعب جدا مكافحة مهربي المهاجرين. وفي هذا السياق، بدأت الثلاثاء محاكمة اريتري يشتبه بأنه زعيم شبكة هامة من المهربين، في باليرمو في صقلية، غير أن الجلسة رفعت بعد قليل، إذ طرحت النيابة العامة مسائل إجرائية فيما أكد الدفاع ان الرجل الذي مثل أمام القضاة ليس الرجل المطلوب.

ومع اسعاف 1400 مهاجر في اليومين الأخيرين، يرتفع العدد الاجمالي للمهاجرين الذين وصلوا ايطاليا الى 169900، ما يقارب العدد القياسي المسجل عام 2014 وقدره 170 الف مهاجر. وكانت وزارة الداخلية الايطالية أحصت في السابق 168500 مهاجر.

وتاتي الغالبية الكبرى من هؤلاء المهاجرين من افريقيا جنوب الصحراء، لكن كان هناك الكثير من العائلات السورية بين الذين اسعفوا الثلاثاء.

وان كان أكثر من نصف الوافدين الجدد في السنوات الأخيرة واصلوا طريقهم الى اوروبا الشمالية، الا ان المهاجرين باتوا الان محتجزين في ايطاليا حيث تضيق بهم مراكز الإيواء، بعدما أغلقت الحدود حكما مع فرنسا وسويسرا والنمسا.

وتحتشد اقلية من الوافدين الجدد على الحدود رغم إغلاقها، في ظروف مأسوية أحيانا.

وفقد مهاجر احتمى تحت جسر في فينتيميلي على الحدود الايطالية الفرنسية، حين ارتفع مستوى المياه في النهر.

وقتل شاب يرجح انه اريتري ليل الاثنين الثلاثاء حين صدمه قطار في ايطاليا فيما كان يحاول الصعود في مقطورة شحن متجهة الى النمسا من خلال نفق برينر في جبال الألب.

وعثر الاثنين على مهاجر شاب افغاني قضى بردا قرب الحدود البلغارية الصربية حيث كان يأمل في الانتقال الى غرب أوروبا.