أخبار

إمام مسجد أبوجا: الهوية النيجيرية مخلوطة بالطينة المغربية

العاهل المغربي يجري مباحثات على انفراد مع رئيس نيجيريا

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

إيلاف من الرباط: أجرى العاهل المغربي الملك محمد السادس مباحثات على انفراد مع الرئيس  النيجيري محمدو بوخاري، اليوم الجمعة في القصر الرئاسي في أبوجا. وحل العاهل المغربي مساء أول من أمس في العاصمة النيجيرية، في زيارة دولة على رأس وفد رفيع المستوى، قادما من مدغشقر، في إطار جولته الأفريقية.

العاهل المغربي والرئيس النيجيري

وتعتبر هذه المرة الأولى التي يزور فيها ملك المغرب نيجيريا، التي تعتبر أكبر بلد من حيث السكان والحجم الإقتصادي في منطقة غرب أفريقيا. وتشكل هذه الزيارة طفرة جديدة في العلاقات المغربية مع منطقة غرب أفريقيا، إذ تخرج عن النطاق التقليدي للعلاقات مع الدول الناطقة بالفرنسية لتتمدد للدول الأفريقية الناطقة بالإنكليزية.

وشكل تزامن بداية زيارة العاهل المغربي لنيجيريا مع يوم الجمعة مناسبة لإعادة إكتشاف روابط روحية ودينية ضاربة في التاريخ بين البلدين، والتي طبعت اليوم الأول لزيارة العاهل المغربي بطابع روحاني بنفحات تاريخية، خصوصا عند أداء العاهل المغربي والرئيس النيجيري صلاة الجمعة بالمسجد الوطني في أبوجا.

العاهل المغربي خلال صلاة الجمعة

وأشار الدكتور إبراهيم أحمد مقري، إمام مسجد أبوجا الوطني، في خطبة الجمعة إلى أن "العلاقات المغربية -النيجيرية بعيدة الغور لدرجة أن الهوية النيجيرية مخلوطة بالطينة المغربية"، مذكرا بأن المغرب تربطه بهذه البلاد وشائج إيمانية تتمثل في وحدة المرجعية الدينية والمناهج التعليمية، ووحدة في العقيدة الأشعرية السنية، ووحدة في المذهب الفقهي المالكي، ووحدة في مناهج التزكية، وفي القراءة القرآنية، ونعتز بكون ذلك كله انحدر الينا من المغرب الشقيق". 

ورحب الخطيب بالعاهل المغربي، واصفا إياه بـ"أحد أغصان السلالة النبوية الطاهرة". وسرد الخطيب بعض الأحداث التاريخية التي نسجت العلاقات الروحية بين البلدين، كما ذكر أسماء بعض الأعلام المغاربة الذين ساهموا  في بناء ومد الحضارة والثقافة الإسلامية في نيجيريا، منذ عهد الموحدين. وتحدث عن حرص أجداد العاهل المغربي الملك محمد السادس على رعاية هذه العلاقات الروحية منذ بداية الدولة العلوية في المغرب، مشيرا إلى "لقاء الشيخ النيجيري عبد الله البرناوي مع تلميذه أحمد اليمني الذي قدم من فاس الى شمال نيجيريا، وكان ذلك في العام نفسه الذي ابتدأ فيه تاريخ الدولة العلوية الشريفة". 

كما أشار إلى أن "فن المعمار الإسلامي الافريقي مدين لعبقري العمران المغربي أبي إسحاق إبراهيم الساحلي". وأضاف الخطيب أن "هذه العلاقات الروحية والبشرية والثقافية لها عمقها التاريخي وأفقها البشري، ولا يستطيع أحد أن ينكرها أو يمحوها أو يضع العراقيل في طريقها"، مشيرا إلى أن "الكثيرين حاولوا ذلك فباؤوا خاسرين"، لأن أجداد العاهل المغربي "كانوا حراسا لهذه العلاقات الحميمة". وأوضح المقري أن زيارة العاهل المغربي، التي وصفها بـ"التجديدية المباركة"، تندرج في هذا السياق وتهدف إلى تمكين الوشائج الإيمانية وتجديد الأواصر الأخوية بين البلدين. وقال الخطيب في هذا الصدد "نحن على يقين بأن زيارتكم الميمونة لنيجيريا ستكون فتحا مبينا جديدا في هذه العلاقات وما ينتظر منها في البعث الروحي والفوائد التنموية في جميع مجالات التقارب والتعاون".

من جانبه، صرح رئيس هيئة الإفتاء في نيجيريا، الشيخ ابراهيم صادق الحسيني ، بأن الزيارة التي بدأها العاهل المغربي الملك محمد السادس ، لنيجيريا، دليل على تمسك المغرب بإحياء العلاقات التاريخية والروحية القديمة بين البلدين، وعلى عمق العلاقات التي تجمع البلدين في مختلف المجالات. وأشاد بالجهود التي يبذلها العاهل المغربي من أجل صون الإسلام، ومن أجل التنمية، وكذا استقرار ووحدة القارة الإفريقية .

وتضم نيجيريا حوالي 50 ألف مسجد، ويشكل المسلمون زهاء 60 في المائة من سكانها.

وعلى صعيد آخر، انطلق أول من أمس في أبوجا المنتدى الإقتصادي المغربي - النيجيري، الذي يهدف إلى بحث آفق التعاون الإقتصادي واستكشاف فرص الشراكات والأعمال. ويشارك في المنتدى وفد أعمال مغربي كبير يضم رؤساء كبريات الشركات والمجموعات الصناعية والمالية المغربية برئاسة مريم بنصالح شقرون، رئيسة الإتحاد العام لمقاولات المغرب. وخلال المنتدى، الذي ينظم على هامش الزيارة الملكية، ستقدم عروض حول بيئة الأعمال في البلدين، كما ستنظم لقاءات ثنائية بين رجال الأعمال لبحث فرص التجارة والاستثمار.

ويضم الوفد الرسمي المرافق للعاهل المغربي محمد بوسعيد، وزير الاقتصاد والمالية، وعزيز أخنوش، وزير الفلاحة والصيد البحري، وناصر بوريطة، الوزير المنتدب لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون، إلى جانب عدد من الشخصيات المدنية والعسكرية.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف