أخبار

قد نعتقد أنها تحتاج سنوات... لكنها باتت أقرب مما نتصور

توقعات في العلوم والتكنولوجيا قد تتحقق في 2017

-
قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

إبتسام الحلبي من بيروت: كتّاب "التلغراف" يشاركون القرّاء تنبؤاتهم العلمية والتكنولوجية للعام 2017، ابتداء من ظهور الذكاء الاصطناعي وصولاً إلى الاكتشافات الجديدة في بحوث السرطان وأول عملية زرع رأس بشري.

ظهور تقنية التعرف على الهوية البيومترية، من بصمات الأصابع إلى المسح الضوئي للوريد

فكّر في كلمة مرور من المستحيل أن تنساها وفي الوقت نفسه من غير الممكن أن ينجح أي شخص في تخمينها. هل هذا مستبعد جدًا؟ على الاطلاق. فقد اتّضح أنّك ولدت مع واحدة: جسمك.

من تركيبة بصمات الأصابع إلى أنماط لون العيون، وسجلات الأسنان، وحتى بنية العروق، فهويّاتنا البيولوجية فريدة من نوعها - والتكنولوجيا التي تستطيع تحديد هويتنا من خلال مسح الإبهام أو القزحية لم تعد حكراً على الخيال العلمي.

في الواقع، إنّ التكنولوجيا البيومترية أو الحيوية ليست جديدة، لكنها أصبحت الآن جزءًا مألوفاً من حياتنا. فيمكنك مثلاً فتح قفل هاتفك المحمول ما إن يقرأ بصمات أصابعك، وكذلك صارت البنوك تستخدم تقنية التعرف على الصوت كإجراء احترازي، كما أنّ جوازات سفرنا تحتوي على رقائق تحديد الهوية، ما يساعد على التخلّص من الانتظار المزعج في الطوابير الطويلة المصطفّة في المطارات.

ولكن هذه ليست سوى البداية. تخيل أنك تدخل إلى حانة وتضع إصبعك على ماسح ضوئي للوريد، فتعرف الآلة الطرفية على الفور ما هو شرابك المفضل وتطلبه لك، وبعد ذلك تسحب المال من بطاقة ائتمانك.

قد يبدو لك أنّ هذه المبتكرات لن تظهر إلا بعد سنوات طويلة، لكنّ شركة Sthaler البريطانية قد بدأت بالفعل بتجربة &تكنولوجيا "FingoPay". علماً أنّ مصادقة الوريد &- من بين أمثلة أخرى متعددة - هي أكثر أمانًا من أي رمز تعرفة شخصي PIN: فاحتمال أن يمتلك شخصان مختلفان تركيبة الأوردة نفسها لا تتعدى 1 على 3.4 مليارات.

إنّ التكنولوجيا الحيوية الموثوقة قادرة على مساعدتنا لقطع شوط كبير نحو القضاء على التزوير والغش، فربما من السهل الحصول على كلمة مرور شخص ما أو رخصة القيادة الخاصة به، ولكن من الصعب جداً سرقة قزحية عينه أو بصمته (غير أنّه ليس مستحيلاً).&

وتجدر الإشارة إلى أنّ جميع التكنولوجيات الجديدة لها إيجابياتها وسلبياتها. فبينما نمضي جزءاً من حياتنا على الانترنت بشكل متزايد، تزداد مخاطر تسلل الهاكرز إلى حياتنا.

في العام الماضي مثلاً، تعرّضت مليارات الحسابات الإلكترونية للاختراق، فأصبح من الضروري توفير قدر أكبر من الأمن. ولكن علينا الحذر مما نتمناه. فصحيح أنّ فوائد التكنولوجيا مبهرة، غير أنّ السلبيات المحتملة مقلقة. فالعالم الذي يحتوي على كاميرات مراقبة CCTV قادرة على &تحديد هوية الأشخاص فوراً من خلال تقنية التعرف على الوجه أو عن طريق تحليل طريقة السير، قد يكون مزعجاً بقدر ما هو مطَمئن. إنه عالم جديد شجاع. وينبغي أن نكون كذلك بدورنا.

الذكاء الاصطناعي سيبلغ مرحلة النضوج في العام 2017، مع المساعدات الرقمية وروبوتات الدردشة

لطالما كان الذكاء الاصطناعي مفهوماً هائماً في عالم أثيري لا يمكن تحديده، وحتى الآن، شكّلت استخدامات التكنولوجيا الجديدة نوعاً من اللغز، مقدّمة وراء الكواليس تحسينات لا يمكن ملاحظتها فوراً.

لا شك في أنّ هذه التطبيقات، بما فيها البحث الذكي على غوغل وخوارزميات أخبار فيسبوك، قد حسّنت واجهات استخدام الكمبيوتر، لكنّ المستخدمين معذورون لعدم ملاحظتها.

بدأ هذا يتغيّر في نهاية 2016 تقريباً، وسيتمّ تذكّر هذا العام على أنّه فترة اختراعات المساعدات الرقمية، حيث شاهد العالم روبوت ديب مايند "ألفا غو" التابع لغوغل يتغلّب على بطل العالم في لعبة غو، ورأى الآلات تتعلّم قراءة الشفاه والكتابة وحتى تشخيص الأمراض بدقة أكبر من البشر. والأهم من ذلك، كان العام 2016 هو الذي أعطانا فكرة أولى عن الطريقة التي سيبدّل فيها الذكاء الاصطناعي روتيننا اليومي بشكل كبير، مع تحوّل أجهزة الكمبيوتر الذكية إلى جزء لا يتجزأ من حياتنا.

ويمثل إطلاق أمازون إيكو، وهو عبارة عن متحدث رقمي قائم على الذكاء الاصطناعي يستجيب للأوامر الصوتية، أولى التقنيات التي غزت الاستخدام الاجتماعي. أما جملة "اليكسا، كم من الوقت سيستغرقني للوصول الى العمل اليوم؟" فقد أصبحت بالفعل تفاعلاً مألوفاً في البيت في الصباح عند الاستعداد للخروج.

وسيواجه المساعدون الرقميون منافسة قوية في العام 2017، فمن المتوقع أن تقوم شركات أمازون، وغوغل، ومايكروسوفت، وأبل، وفيسبوك بإطلاق نسخها الخاصة.

ومن المترقّب أنّ غوغل، التي صنعت أول هاتف لها يتضمّن هذه التكنولوجيا الجديدة، ستطلق المتحدّث الرقمي المشغّل بالصوت في وقت مبكر من السنة الجديدة، بينما ستواصل مايكروسوفت تطوير قدرات كورتانا، في حين أنّ AirPods التابعة لشركة أبل ستمكّننا من الاتصال بـ"سيري" فيما نسير في الشارع. &

وبالإضافة إلى التفاعل معنا من خلال الصوت، سيظهر الذكاء الاصطناعي أيضًا على شكل روبوت - "روبوت دردشة" - يمكنك مراسلته في تطبيقات مثل ماسنجر فيسبوك وغوغل ألو.

وسوف يساعدك أيضًا عن طريق مسح الرسائل والتطبيقات من أجل جدولة الاجتماعات، وتحديد الأولويات في قوائم المهام وتقديم المعلومات التي ستحتاج إليها في وقت مبكر، مثل تعليمات السفر.

هذه التطورات ستترافق جنبًا إلى جنب مع النمو في الذكاء الاصطناعي للشركات، حيث ستجهّز المؤسسات القانونية والشركات الأمنية ووكالات التسويق نفسها بالكمبيوترات الذكية.

ويشمل ذلك برنامج امن الكومبيوتر القادر على محاربة الهجمات السيبرانية تلقائيًا، وإجراء بحوث قانونية وتحليل أعراض المريض، من دون أي تدخّل بشري.

مع هذه التطورات - وأكثر &- في انتظارنا،&من المقرّر أن يتم تطوير صناعة الذكاء الاصطناعي بنسبة 300% في العام 2017. وإذا تذكّرنا الـ 2016 على أنّه عام الاختراعات، ما الذي ستطبعه سنة 2017 في ذاكرتنا؟ &

ربما ستشهد الـ 2017 تطور المساعدات الرقمية ونضوجها: القوة الكامنة وراء كل شيء، من المحامص الذكية التي تعرف متى نرغب في تناول الإفطار إلى الآلات التي يمكنها تحديد المرض بدقة أكبر من الأطباء.

2017 سنة الاكتشافات العلمية الكبيرة، من أول عملية زرع رأس إنسان إلى بحوث جديدة عن السرطان

في عام مضطرب شهد انقلاب الرأي العام ضد ما يسمى بـ"الخبراء"، وتهديد تمويل البحوث بسبب البركسيت، ليس من المستغرب أن يكون العلماء غير واثقين بما يخبئه المستقبل.&

ولكن، ثمة تلميحات أن العام 2017 قد يكون مميزاً باكتشافاته وابتكاراته. للمرة الأولى في بريطانيا، سيولد أطفال من الحمض النووي التابع لثلاثة أشخاص، حيث بدأت هيئة التخصيب وعلم الأجنة تمنح التراخيص للعيادات. هذه التقنية، التي اكتشفتها جامعة نيوكاسل، تستخدم الحمض النووي الخاص بأم ثانية متبرّعة، وذلك من أجل علاج الأطفال من أمراض مثل ضمور العضلات.

وكذلك، يستعدّ البروفيسور سيرجيو كانافيرو، وهو طبيب أعصاب إيطالي، لتنفيذ أول عملية زرع رأس إنسان في غضون عام. وستكون أول مريضة تخضع لها هي الروسية فاليري سبيريدونوف (31 عاماً)، التي تعاني من مرض فيردنغ هوفمان، أي مرض الهزال العضلي.

كما أنّ أدوية جديدة لعلاج مرض الزهايمر ستدخل مرحلة التجارب النهائية، ما يعني إمكانية اكتشاف علاج للخرف. فقد أظهرت النتائج الأولية لعقار أدوكانوماب أنه يزيل الترسبات اللاصقة من الدماغ ويحسن الذاكرة.

وفي الوقت نفسه، ستبدأ تجارب على نطاق واسع في الولايات المتحدة والصين لإجراء تعديل جيني على الحمض النووي لمرضى السرطان، ما يعني إمكانية حلول عهد جديد من "القص واللصق" البشري، حيث يتم القضاء على الأمراض عن طريق إعادة كتابة الشيفرة الوراثية.

في العام الماضي، أعلنت شركة مايكروسوفت افتتاح أول مختبر لها مصمّم لإيجاد علاج لمرض السرطان عن طريق فكّ شيفرات الخلايا المريضة بحيث يمكن إعادة برمجتها. قد تظهر النتائج الأولى في العام 2017. &ويعمل الباحثون على جهاز كمبيوتر مصنوع من الحمض النووي، سوف يعيش داخل الخلايا ويبحث عن العيوب الجسدية، ثم يعيد تشغيل النظام.

قد تتم أيضاً زراعة القمح المعدّل وراثياً في بريطانيا. ويأمل العلماء البدء بالتجارب التي يمكن أن تعزز إنتاجية محاصيل الحبوب بنسبة تصل إلى 40%.
أما في أميركا الجنوبية، فستحمل ملايين البعوض بكتيريا مكافحة زيكا وسيتم إطلاقها في البرازيل وكولومبيا. الأمل هو في أن تتزاوج هذه الحشرات مع البعوض المحلية وتنشر بكتيريا الولبخية Wolbachia ، مقلّلة من خطر نقلها للمرض.

وكذلك، ينوي المستكشف البريطاني، السير رانلف فينس، استكمال "ذا بيغ وان" بحلول شهر مايو، في محاولة ليصبح أول متسلّق يصل إلى أعلى جبل في كل قارة. هو في الـ72 من عمره، لذا لا ينبغي أن يفقد أحد منّا الأمل.

أعدّت "إيلاف" هذا التقرير بتصرّف نقلاً عن "التلغراف".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
يبدو أمرا مذهلا
ibrahim -

يبدو أمرا مذهلا أن نتأمل في فضاء الانجازات العلمية بمستوى قياسي يصل بنا إلى إجراء جردة سنوية لبيان عظمة القفزات العلمية التي تغير نمط حياتنا، لكن هذا فقط ايها السادة هو الجانب المشرق، أما الجانب الآخر فيقول إنه مع كل هذا التقدم المتسارع وما تزال ثمة قائمة طويلة من الأمراض بلا علاج، فهل وجد العلماء طريقة لترميم وإصلاح الأعصاب التالفة التي تسبب الشلل بكل أنواعه لاسيما الحركي؟ هل وجد العلماء علاجا لحزمة بشعة من الأمراض النفسية المتسعصية كالأو سي دي الكآبة والفصام للمرضى غير المستجيبين للعقاقير الحالية وهم نسبة كبيرة؟ هل هناك أمل لمرضى ضغط الدم والسكري والسرطان نفسه الذي تبقى الدعاية عن إمكانية علاجه أكبر مما هو متحقق فعلا؟ هل هناك بارقة امل هل في تحديث جدي للصادات الحيوية التي بدأ عدد منها يعمل بفاعلية اقل تجاه البكتيريا؟ وماذا عن الفيروسات هذه الكائنات شبه الحية التي تضرب بقوة بين حين وآخر من دون وجود أي علاج ناجع لها.. والقائمة تطول.