الرئيس المصري يجري مداخلات تلفزيونية للحديث عنهم
منعم ونهى وإسلام... حكايات مع السيسي!
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
يعتبر الرئيس عبد الفتاح السيسي، أول رئيس مصري يجري مداخلات مع برامج "التوك شو"، للحديث عن قضايا أو توضيح ما يثار بشأن بعض الحالات الإنسانية، واعتبر مراقبون أن تفاعل الرئيس مع الإعلام يؤشر الى متابعته الدقيقة للأوضاع في البلاد وإيمانه العميق بدور الإعلام في التنمية والتواصل بين الحكام والشعوب.
القاهرة: منعم سعد الدين، كابتن فريق كرة السلة للمعاقين، ونهى عباس، رئيس تحرير مجلة "نور" التي يصدرها الأزهر للأطفال، وإسلام جاويش رسام الكاريكاتير، المتهم بالاساءة للنظام، ثلاث شخصيات مختلفة أجبرت الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، على اجراء مداخلات مع برامج تلفزيونية على القنوات الفضائية، للحديث معهم، ما اعتبره مراقبون مؤشراً الى اهتمام الرئيس بالفئات الثلاث وهم المعاقون، والأطفال والشباب.
منذ أن تولي السيسي الحكم، وهو يؤمن بأن الإعلام شريك في صناعة التنمية والإستقرار، ومن هذا المنطق، أجرى مداخلة تليفونية مساء أمس، مع الإعلامي عمرو أديب في برنامجه "القاهرة اليوم"، وتحدث عن قضية إلقاء القبض على رسام الكاريكاتير إسلام جاويش، بتهمة الإساءة للدولة، وقال السيسي إنه غير غاضب من جاويش، وقال: "أنا والله ما بزعل من حد، ومفيش حاجة اسمها بشر كلهم على قلب رجل واحد، وأنا والله مش زعلان لا من جاويش ولا غيره، وأنا رضيت تولي المسؤولية، ولازم أتحمل تبعاتها".
وتابع: "ساعات بيبقى في نقد مش فيه معلومات كاملة عن القرارات التي تتخذ، التوازن بين مكافحة الإرهاب وحقوق الإنسان يحتاج لجهد دقيق، وأنا عمري كله للفقراء والغلابة، ومش محتاج حد يوصيني عليه".
وأضاف: "أنا عمري والله ما زعلت من حد، ولكن بزعل على حالنا اللي وصلت لكده، في كل حته فيكي يا مصر فيها أمور، ولكن أنا مش عايز أزعل المصريين وأكسر خواطرهم، وأشيلهم الهم أكثر ما هما شايلين، والبلد دي كادت تنهار في 2011، وكانت هتبقى بقايا دولة، والدولة دي اتسابت 50 سنة، من سنة 67 وإحنا عايشين في أشلاء دولة، وكادت تنهار لولا ستر ربنا".
كما تحدث عن حادث مقتل 74 شاباً في استاد بورسعيد في العام 2012، أثناء مباراة لكرة القدم، بمناسبة الذكرى الرابعة للحادث المعروف إعلامياً بـ"مذبحة استاد بورسعيد"، وقال السيسي: "أنا كنت موجود في موضوع الألتراس بتاع مذبحة بورسعيد، ومفيش حاجة اتمسكت، ومفيش حقيقة واضحة بجلاء نقدر نطمئن لها، في حد مخبي حاجة أو حد مش عارف حاجة ممكن يكون ده حصل".
&لجنة من شباب الألتراس
ودعا الرئيس إلى ضرورة تشكيل لجنة من شباب الألتراس لعرض نتائج التحقيقات عليهم، وقال: "يا شباب الألتراس رشحوا عشرة منكم بتثقوا فيهم ويتم إطلاعهم على النتائج اللي تم التواصل إليها حتى الآن، والموضوع مش سر، ولازم يطلعوا على كل شيء برعاية الرئاسة".
واعتبر السيسي أن الزحام يضيع الحقائق، وقال: "الفكرة كلها أنه في حالة العدد الكبير ممكن تضيع حقائق كتير، ولو قدر الله كان حد ولع في المدرج كانت الناس هتقول من جوه وكده، في الأعداد الكبيرة من البشر يصعب الوصول لحقائق، وده حصل في حاجات كتير من بعد 2011 مثل ماسبيرو وأحداث محمد محمود، وحريق المجمع العلمي، والصورة اللي بتتشاف غير التفاصيل اللي لازم نوصل لها".
وأكد إن دماء المصريين غالية عليه، وقال: "ضفر (ظفر) أي مصري غالي عليه، مش بتوع بورسعيد بس، وكلنا مسؤولين عن دماء أي مصر، والألتراس ميبصوش على إخواته في بورسعيد، ولكن على كل مصري".
واعترف السيسي بأن الدولة تعاني من مشاكل منذ ثورة 25 يناير، وقال: "ما يحدث في الدولة مسار طبيعي لأن مصر في حالة ثورة منذ 4 سنوات، ولسه مشاكلنا متحلتش، ولسه لم ننتهي من كل شيء، ولكن علينا النظر لما يحدث من تقدم في المجالات".
دعم نور
لم تكن المرة الأولى التي يتحدث فيها السيسي لوسائل الإعلام المصرية هاتفياً، للتعليق على قضايا أو أحداث، وفي 22 يناير (كانون الثاني) الماضي، أجرى السيسي مداخلة مع الإعلامي أسامة كمال في برنامجه "القاهرة 360"، وأعلن دعمه لمجلة نور التي يصدرها الأزهر ومتخصصة في شؤون الطفل، وقال السيسي: "أقول للقائمين عليها اللي انتوا عاوزينه كله يقدم لتصل الفكرة إلى جميع أبنائنا".
وتابع: "سوف أدعم مجلة نور ونقوم بعمل الترجمة اللازمة لها". وجاءت مداخلة الرئيس استجابة، لمناشدة الكاتبة الصحافية نهى عباس، رئيس تحرير مجلة "نور"، بدعم المجلة والعمل على تطويرها.
أما المداخلة الأولى للسيسي، فكانت أيضاً من نصيب الإعلامي أسامة كمال، وعبر برنامجه "القاهرة 360"، وكانت للتواصل مع مجموعة من الرياضيين المعاقين، وجرت المداخلة في شهر ديسمبر (كانون الأول) 2014، وجاءت استجابة لدعوة قدمها على الهواء الكابتن المعاق منعم سعد الدين، لاعب فريق كرة السلة للمعاقين، الذي دعا السيسي لحضور الافتتاح، وقال السيسي خلال المداخلة: "يا منعم أنا في أول الكلام قلت لك الدعوة وصلت، لا يا حبيبي لا، عيني الاتنين لك ولكل اللي معاك". وأضاف: "وعاوز أقول إن إحنا مقصرين في حقكم يا ابني".
واستطرد السيسي: أنا عايز أقول لك على حاجة، إحنا بنتكلم على دولة، والدولة لما ترعى مواطنيها ده جزء من واجبها، صحيح يمكن تكون الظروف الاقتصادية ماتخليناش نعمل كل اللي إحنا عاوزينه أو كمان اللي إحنا بنتمنى نعمله لهم، لكن أنا بقولك إحنا كنا بنجري في كل المشروعات اللي بنعملها، وبيبقى الهدف القدرة على خدمة أبناء مصر وطبعا اللي على رأسهم ذوو القدرات الخاصة مش هقول الاحتياجات".
وقال: "أنا مش عايز أقول كلام مرسل كده، لكن إحنا على الأقل هنحاول ننفذ بكل ما لدينا من قدرة وبإرادة حقيقية للدولة على الأقل كل ما أقره الدستور، فالدستور يعني وضع لفئات المجتمع وعلى راسهم الفئة دي، حقوق لابد إن إحنا نتحرك ولابد إن إحنا نتحرك، ثم زي ما سمعت الدكتورة غادة بتقول إن المجتمع ممكن يساهم في ده، والحقيقة عشان نكون منصفين إن الدولة لوحدها يمكن ما تقدرش دلوقتي تساهم بالشكل اللي يليق بالناس دي، لكن مش عاوز أختم كلامي غير إني أنا أقول يا رب أنت مطلع علينا، وتعلم نوايانا، وأنا هفكر كل اللي بيسمعوني إن النبي محمد صلى الله عليه وسلم بيقول للضعاف ضعاف الأمة بهم ترزقون وبهم تنصرون، بهم ترزقون وبهم تنصرون".
وقال سامح عباس، الأستاذ في جامعة قناة السويس، لـ"إيلاف" إن اتصال السيسي بالبرامج في الفضايات من أجل التعليق أو التواصل مع ثلاث شخصيات من فئات مختلفة، وهم منعم سعد الدين، الشاب المعاق الذي يقود فريق كرة السلة، ونهى عباس رئيس تحرير مجلة نور للأطفال، وإسلام جاويش الشاب رسام الكاريكاتير المتهم بالاساءة للنظام، يؤشر الى اهتمامه بفئات الأطفال والشباب والمعاقين بوجه خاص، كما يؤشر الى متابعته الدقيقة لبرامج التوك شو، والإعلام عموماً، وإيمانه بدوره في الاستقرار والتنمية.