تفكيك مخيم كاليه يتواصل وازمة المهاجرين العالقين في اليونان تتفاقم
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
كاليه: تواصل الثلاثاء في مدينة كاليه الفرنسية تفكيك قسم من مخيم اللاجئين الراغبين بالانتقال الى بريطانيا، في حين تزداد ازمة المهاجرين العالقين في اليونان تفاقما بعد رفض الكثير من البلدان عبورهم الى شمال أوروبا.
وتعتبر ازمة المهاجرين هذه الاخطر منذ الحرب العالمية الثانية، وباتت تشغل الولايات المتحدة التي تزداد الضغوط عليها لدفعها الى اقرار تسوية للازمة السورية وبالتالي لازمة اللاجئين.
وتواصلت الثلاثاء اعمال تفكيك قسم من المخيم العشوائي في مدينة كاليه في شمال فرنسا، حيث يتجمع لاجئون سوريون وافغان وسودانيون، في اجواء من التوتر ووسط انتشار امني واسع بعد مواجهات الاثنين بين الطرفين.
وخاطب مسؤول في المخيم مجموعة من السودانيين قائلا "عليكم ان تجمعوا اغراضكم وان تغادروا، لان الشرطة قادمة". الا ان احد اللاجئين رد عليه بالقول "لقد عرفنا السجون والتعذيب وانتم لا تخيفوننا".
تفكيك بطيء
ومساء الاثنين هاجم نحو 150 مهاجرا السيارات العابرة باتجاه بريطانيا في كاليه قبل ان تفرقهم الشرطة بالقنابل المسيلة للدموع. وهدات الاوضاع ليلا في المخيم ولا تزال السلطات الفرنسية مصرة على نقل المهاجرين الى مراكز استقبال موزعة على الاراضي الفرنسية.
وقال فنسان برتون احد ممثلي الحكومة في شمال فرنسا في تصريح صحافي "سنأخذ الوقت اللازم ولو استغرق الامر ثلاثة اسابيع او شهرا". وندد وزير الداخلية الفرنسي برنار كازنوف ب"تحرك حفنة من ناشطي "نو بوردرز" (لا حدود) المتطرفين والعنيفين".
ويقيم في المنطقة المطلوب تفكيكها من المخيم بين 800 والف مهاجر، حسب الحكومة، في حين تقول جمعيات ان عددهم يصل الى 3450 شخصا.
وعلى بعد الاف الكيلومترات من كاليه لا يزال نحو سبعة الاف مهاجر عالقين على معبر ايدوميني اليوناني الحدودي نتيجة القيود التي فرضتها دول اوروبية عدة وبينها مقدونيا على دخولهم. وقررت دول عدة حصر الدخول بعدد يومي محدد، من دون ان يكون هناك اتفاق اوروبي بهذا الصدد.
وبعد ان كان العبور الى مقدونيا محدودا جدا الاحد تمكنت مجموعة من نحو 300 عراقي وسوري بينهم نساء واطفال الاثنين من خرق طوق الشرطة اليونانية وتدمير قسم من السياج الشائك. والقت الشرطة المقدونية باتجاههم القنابل المسيلة للدموع.
واعربت المفوضية الاوروبية الثلاثاء عن "قلقها الشديد" ازاء هذه الحوادث. وبررت مقدونيا استخدام الغاز المسيل للدموع بالقول انه جرت "عملية تسلل عنيفة" من قبل اشخاص رفضوا تسجيل اسمائهم او التوجه الى مراكز الاستقبال.
من جهته قال وزير الخارجية المقدوني نيكولا بوبوسكي في رسالة الكترونية الى وكالة فرانس برس "حاول مئات الشبان من المهاجرين الدخول بالقوة الى الاراضي المقدونية من اليونان" مضيفا ان "الخيار في هذه الحالة بسيط، فاما ان تنسحب الشرطة وتسمح للمهاجرين بالدخول من دون ان يسجلوا او تمنعهم من الدخول بشكل غير شرعي".
واكد ان قرار المنع اتخذه "عناصر من الشرطة من ذوي الخبرة". كما اعلن المتحدث باسم الجيش المقدوني توني جانيفسكي لوكالة فرانس برس تعزيز عدد الجنود على الحدود مع اليونان "دعما لدوريات الشرطة".
واعلنت كرواتيا الثلاثاء انها تدرس جديا تعزيز اجراءات الرقابة على حدودها. وقال وزير الداخلية فلاهو اوربيتش في تصريح صحافي "سنفعل ذلك على الارجح".
وكانت سلوفينيا سمحت في تشرين الاول/اكتوبر الماضي لجيشها بمساندة الشرطة على طول الحدود مع كرواتيا والبالغ طورها 670 كلم. وفي مقابلة مع صحيفة هاندلسبلات الالمانية الاقتصادية تخوف وزير الخارجية المقدوني من نشوب خلافات بين دول المنطقة بسبب المهاجرين.
وقال "علينا ان نتنبه كثيرا لعدم قيام نزاعات بين الجيران في حال تعزيز الاجراءات على الحدود" قبل ان يضيف "ان سلوفينيا ترسل المهاجرين غير الشرعيين الى كرواتيا، وكرواتيا ترسلهم الى صربيا، وصربيا ترسلهم الى مقدونيا ... الخ" معربا عن تخوفه من "ان يتحول هذا السيناريو الى حقيقة في حال تدفق اعداد كبيرة من اللاجئين".
وحسب منظمة اطباء بلا حدود فان عدد المهاجرين الحالي في ايدوميني هو اربع مرات اكثر من قدرات المخيمين القائمين قرب المعبر على الاستقبال، ولا بد للكثيرين من المبيت في الحقول.
ويتجمع عدد من اللاجئين مباشرة امام بوابة المعبر على امل ان يكونوا اول العابرين في حال الموافقة على انتقالهم الى مقدونيا. وبعضهم لا يزال على هذه الحالة منذ ثلاثة ايام.
وبين اللاجئين السوري فيصل البالغ من العمر ثلاثين عاما والمبتور الساقين نتيجة اصابته بقذيفة في دمشق. واكد انه يسافر بساقين اصطناعيين بمساعدة صديق.
ومقدونيا هي الدولة الاولى التي يتوجب المرور بها في الطريق الى اوروبا الوسطى والشمالية بعد وصولهم الى الجزر اليونانية من تركيا.
تحد عالمي
واعلنت المفوضية العليا للاجئين الثلاثاء ان نحو 130 الف لاجىء وصلوا منذ مطلع العام الحالي الى اوروبا بعد عبورهم البحر المتوسط، اي اكثر من عدد الذين عبروا خلال الاشهر الخمسة الاولى من العام الماضي.
واطلقت اليونان صفارة الانذار الثلاثاء. فقد قالت اولغا جيروفاسيلي المتحدثة باسم الحكومة"نحن لم نعد قادرين على مواجهة هذا العدد الكبير من اللاجئين".
وسلمت السلطات اليونانية في اثينا خطة "طارئة" الى الاتحاد الاوروبي لتنظيم استقبال نحو مئة الف لاجىء بكلفة تصل الى 480 مليون يورو، حسب ما اوضحت المتحدثة. وتستقبل اليونان حاليا نحو 23 الف لاجىء.
وامام الخلافات المستشرية بين الدول الاوروبية في طريقة مواجهة ازمة الهجرة باشر رئيس المجلس الاوروبي دونالد توسك في فيينا جولة على عدد من دول المنطقة ستشمل ايضا الخميس والجمعة تركيا قبل ان يشارك في قمة اوروبية في السابع من اذار/مارس في بروكسل تشارك فيها تركيا.
وفي اطار الاعداد لهذه القمة يستقبل الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الجمعة في باريس المستشارة الالمانية انغيلا ميركل.
اما وزير الخارجية الاميركي جون كيري فاعتبر ان "ازمة اللاجئين عالمية ولم تعد تحديا اقليميا بل باتت اختبارا لنا جميعا".