أخبار

الشركة الايطالية ستقوم بأعمال الصيانة لمدة 18 شهرًا

توقيع عقد مع "تريفي" لمنع انهيار سد الموصل

-
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

وقع العراق اليوم عقدًا مع شركة تريفي الايطالية لصيانة سد الموصل خلال 18 شهرًا بكلفة 273 مليون يورو في مهمة تقضي بمنع انهياره.

لندن: قال مصدر عراقي إن العراق وقع عقدًا مع شركة إيطالية لصيانة سد الموصل خلال 18 شهرًا. وأضاف المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه أن "التوقيع سيتم بحضور عدد من الشخصيات الرسمية، اضافة إلى عدد من سفراء الدول".

وتتخوف الحكومة العراقية حاليًا من انهيار السد بعد ان توقفت عملية التحشية والصيانة له خلال سيطرة داعش عليها خلال الفترة الماضية.

التحسب لأي خطر محتمل

ويوم أمس صادق مجلس الحكومة في جلسة برئاسة رئيسه حيدر العبادي على الاجراءات الاحتياطية المتخذة لصيانة سد الموصل وأكد ان الحكومة تقوم بمسؤوليتها وواجبها في اتخاذ الاجراءات اللازمة لضمان سلامة المواطنين والتحسب لأي خطر محتمل مهما كانت درجة التوقع لحالة السد.

كما اصدرت في وقت سابق بياناً رسمياً يوضح الإرشادات اللازمة لتلافي مخاطر انهيار السد مؤكدة أن المخاطر التي تشير إلى انهياره "ضعيفة للغاية ونادرة الحدوث ". ودعت سكان المناطق المحاذية لمجرى نهر دجلة إلى تجنب خطر اندفاع مياه الفيضان إلى مناطقهم.

وكانت مشكلة سد الموصل قد بدأت بعد الانتهاء من إنشائه عام 1986 عندما بدأت عمليات تقوية الأسس عبر التحشية عن طريق الحقن بالكونكريت وبشكل يومي بسبب تآكل الأرضية التي أنشئ عليها والتي تعتبر غير صالحة لإنشاء السدود عليها حيث تعتبر عملية التحشية هي التي مكنت من المحافظة على جسم السد والمنشآت الملحقة به لغاية الآن.

وأنشئ سد الموصل من قبل شركة ألمانية إيطالية مشتركة على بعد 30 كم شمال غرب مدينة الموصل عاصمة محافظة نينوى (375 كم شمال بغداد) فيما قدرت الشركة عمر السد بنحو 80 عاما. ويقع سد الموصل على مجرى نهر دجلة ويبلغ طوله 3.2 كيلومترات وارتفاعه 131 مترا ويعتبر أكبر سد في العراق ورابع أكبر سد في منطقة الشرق الأوسط.

وبحسب المعطيات المترشحة من مسؤولي وزارة الموارد المائية فإن الشركة الايطالية طلبت إمهالها 6 اشهر للبدء بأعمالها بعد إبرام العقد الذي تشترط معه تسلمها مستحقاتها المالية لكن الحكومة العراقية تصر على بدء أعمال الصيانة في غضون شهر واحد.

وتنطلق دعوات ملحة في العراق حاليا للإسراع بحسم ملف سد الموصل تزامناً مع ارتفاع مناسيب مياه نهر دجلة وقرب موسم الربيع اذ يتوقع ارتفاع مخزون السد إلى 8 مليارات متر مكعب. وتتلكأ الحكومة العراقية بصرف مليار دينار عراقي (حوالى مليون دولار) شهرياً لأعمال الصيانة إضافة إلى مخصصات مالية اخرى يتقاضاها فنيون وخبراء عراقيون يعملون في هذه المنشأة الحساسة.

وكان مجلس الوزراء العراقي تحدث الأحد الماضي عن احتمالات انهيار سد الموصل فوصفها بـ"الضعيفة" لكنه أصدر دليل إرشادات لمواجهة احتمال انهيار السد داعيا سكان المناطق المحاذية لمجرى نهر دجلة إلى الانتقال لمناطق مرتفعة.

أخطر سد في العالم

ويعاني سد الموصل الذي شيّد في عهد الرئيس العراقي السابق صدام حسين من مشكلة بنيوية دفعت المهندسين في الجيش الأميركي إلى وصفه بأنه اخطر سد في العالم في تقرير نشر عام 2007.

ومنذ إنشائه يعاني سد الموصل تشققات وصدوعا بسبب إنشائه على أرض جبسية ما استلزم حقنه بشكل يومي بمادة اسمنتية خاصة لمعالجة التشققات والصدوع لكن أعمال الصيانة توقفت منذ احتلال "داعش" مدينة الموصل في حزيران (يونيو) عام 2014 وسيطرته على السد.

وفي تصريح له اواخر الشهر الماضي قال اللفتنانت جنرال شون ماكفرلاند قائد قوات التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة لقتال تنظيم داعش إن السلطات العراقية أدركت احتمال انهيار السد الذي تحتاج أساساته إلى حقن بانتظام للحفاظ على سلامة هيكله. وأضاف "ان احتمال انهيار السد شيء نحاول حسمه الآن وكل ما نعرفه أنه إذا انهار فسينهار بسرعة وهذا أمر سيئ".

وبدأ مسؤولون أميركيون في العراق الشهر الماضي بمعاينة السد لتحديد حالته وسط مخاوف من انهياره والتسبب بكارثة في مدينة الموصل. وقد سيطر تنظيم داعش بعد هجوم شنه في حزيران (يونيو) عام 2014 على مساحات كبيرة من محافظة نينوى الشمالية ومركزها مدينة الموصل ووصل إلى سدّها الواقع قبل استعادته ولكن اعمال الصيانة ظلت متوقفة ما زاد الخشية من انهيار السد الضعيف أصلا.

ويشارك الأميركيون الحكومة العراقية المعلومات التي جمعوها ويعملون على وضع خطة لإفراغ السد حيث كانت كوادر هندسية عسكرية قامت في وقت سابق بتثبيت اجهزة الاستشعار لكن عناصر داعش قاموا خلال سيطرتهم على السد بسرقة جميع المعدات وطرد جميع العاملين على شؤون السد. ويحذر الأميركيون من خطر حدوث كارثة كبرى في حال انهيار السد الذي قد يسبب موجة من المياه ارتفاعها 20 مترا قد تغمر مدينة الموصل.
&
مخاطر كارثية لانهيار السد

ويؤكد مختصون ان انهيار السد يعني اختفاء مدينة الموصل بالكامل ثم يستمر السيل في جرف مدن عراقية وقرى وقصبات حيث يقدر ارتفاع الماء في بغداد لمستوى أربعة أمتار ونصف المتر في المناطق المنخفضة منها.. وهذا يعني ان حياة اكثر من خمسة ملايين إنسان مهددة بالخطر.

لكن وزير الموارد المائية محسن الشمري ينفي تعرض السد للانهيار ويقول إن خبراء متخصصين في وزارته أكدوا في تقارير حديثة أن وضع السد طبيعي وليس هناك ما يهدده مؤكدا أن أعمال صيانته تجري بشكل طبيعي.

&ووفقا لتقديرات المختصين سيكون هناك حوالى خمسة ملايين عراقي بين غريق ومشرد خلال يومين فقط من انهيار السد اضافة إلى تلف محاصيل زراعية واراض قد تشكل 15% من اراضي العراق الصالحة للزراعة. اما الدمار المادي فتقدر كلمته باكثر من 200 مليار دولار إلى جانب اربع سنوات من العمل لإزالة آثاره التدميرية.

وقال مصدر عراقي مطلع ان السفارة الأميركية في بغداد وضعت ثلاث خطط لإجلاء رعاياها وموظفيها اثر التحذيرات المتكررة من خبراء هندسيين وجيولوجيين تابعين للجيش الأميركي قاموا بالغوص اسفل السد وقدموا تقريراً ختاميا ورد فيه ان السد قد وصل إلى مراحل متقدمة للغاية من التشققات و"على السفارة الاستعداد لأسوأ الاحتمالات".

وأشار إلى أنّ السفارة الأميركية تجري تدريبات على الإخلاء بمعدل مرة كل 10 أيام منذ ازدياد التحذيرات من انهيار سد الموصل فيما زادت عديد حمايتها للسد من 250 إلى 700 عسكري.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لاتخافوا سفينة اثيل قادمة
صوت المستضعفين -

لم يبقى الا القليل وينتهي اثيل واخوه اسامة من تحميل خيولهم عليها وبعدها سيأتون اليكم