أخبار

تقدم "واضح" في تطبيق الهدنة في سوريا

-
قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

بيروت: يشهد تطبيق اتفاق وقف الاعمال العدائية في سوريا "تقدما واضحا"، وفق ما اعلن موفد الامم المتحدة ستافان دي ميستورا الخميس، تزامنا مع انخفاض ملحوظ في حصيلة القتلى المدنيين منذ سريان الهدنة قبل ستة ايام.

وقال دي ميستورا للصحافيين في جنيف في ختام لقاء لمجموعة العمل حول المساعدات الانسانية المخصصة لسوريا "الوضع الميداني يمكن تلخيصه بانه هش. ان نجاح (وقف الاعمال العدائية) ليس مضمونا انما هناك تقدم واضح. اسألوا السوريين".

وتعقد مجموعة العمل حول وقف الاعمال العدائية في سوريا وفق دي ميستورا اجتماعا الخميس لتقييم مسار وقف اطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ السبت بموجب اتفاق روسي اميركي مدعوم من الامم المتحدة.

واكد دي ميستورا أن "مستوى العنف في البلاد انخفض بشكل كبير. وبشكل عام، فإن وقف (الأعمال العدائية) صامد". واعترف في الوقت ذاته باستمرار وجود "نقاط عديدة حيث تتواصل المعارك، بما في ذلك في حماه وحمص (وسط) واللاذقية (غرب) ودمشق" لكنه قال ان هذه المعارك تبقى "محصورة".

ودخل اتفاق وقف الاعمال العدائية حيز التنفيذ في مناطق سورية عدة منتصف ليل الجمعة السبت. ويستثني الاتفاق تنظيم الدولة الاسلامية وجبهة النصرة اللذين يسيطران حاليا على اكثر من نصف الاراضي السورية. ولا يزالان يتعرضان لضربات قوات النظام وروسيا او التحالف الدولي بقيادة واشنطن.

وتقتصر المناطق المعنية بالاتفاق على الجزء الاكبر من ريف دمشق، ومحافظة درعا جنوبا، وريف حمص الشمالي وريف حماة الشمالي ومدينة حلب وبعض مناطق ريفها الغربي (شمال).

- اتهامات متبادلة -

وتعد هذه الهدنة الاولى من نوعها منذ اندلاع النزاع بين قوات النظام والفصائل المعارضة اللذين يتبادلان والدول الداعمة لهما، الاتهامات بشأن خرق وقف اطلاق النار.

وسجلت وزارة الدفاع الروسية الخميس 44 انتهاكا لوقف اطلاق النار خلال الساعات الاربع والعشرين الاخيرة، حصلت في حلب ودمشق واللاذقية ودرعا وحماه.

في المقابل، تحدث رياض حجاب المنسق العام للهيئة العليا للمفاوضات الممثلة لاطياف واسعة في المعارضة السورية، الخميس عن "توثيق أكثر من مئة خرق للهدنة في خمسة أيام"، محذرا من ان "الهدنة على وشك الانهيار إذا لم تكن هناك تدخلات دولية مسؤولة للحد من العنف الذي لم يتوقف".

وشكك في "جدية النظام وحلفائه في توفير البيئة الملائمة للمفاوضات واستعدادهم للدخول في عملية انتقال سياسي"، مشيرا الى ان المساعدات الانسانية على سبيل المثال "لم تدخل إلا الى مناطق محدودة" في سوريا.

واوضح دي ميستورا الخميس ان "المساعدة الإنسانية ووقف الأعمال العدائية كانت مهمة جدا" لكنها "ليست شروطا مسبقة" في العملية السياسية.

ومن المفترض أن تُستأنف محادثات السلام السورية في جنيف في التاسع من آذار/مارس.

ودعا الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون الخميس "روسيا والنظام السوري الى وضع حد فورا للهجمات على مجموعات المعارضة المعتدلة"، وفق اعلان صدر اثر قمة فرنسية بريطانية عقدت في اميان في فرنسا.

ويبحث كاميرون وهولاند والمستشارة الالمانية انغيلا ميركل وقف اطلاق النار مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال مؤتمر عبر الهاتف غدا الجمعة.

واتهمت منظمة العفو الدولية في تقرير الخميس روسيا وقوات النظام بانها "استهدفت بشكل متعمد ومنهجي مستشفيات ومرافق طبية خلال الاشهر الثلاثة الاخيرة"، لافتة الى انها وثقت "ست هجمات متعمدة على الاقل على مستشفيات وعيادات ومراكز طبية في ريف حلب الشمالي" في تلك الفترة.

وقالت "فيما كان اتفاق وقف اطلاق النار الهش قيد الاعداد، كثفت القوات الحكومية السورية وحلفاؤها هجماتها ضد المرافق الطبية".

- انقطاع الكهرباء -

وعلى رغم الخروقات المحدودة، ينعكس وقف اطلاق النار هدوءا على المناطق السورية المشمولة بالاتفاق وكذلك على حصيلة القتلى اليومية.

وافاد المرصد السوري لحقوق الانسان عن مقتل 73 مدنيا في الايام الخمسة الاخيرة في كافة انحاء سوريا، 24 منهم في المناطق المشمولة بوقف اطلاق النار. واشار مدير المرصد رامي عبد الرحمن الى "انخفاض ملحوظ" في حصيلة القتلى المدنيين مقارنة مع مقتل 63 مدنيا الجمعة الماضي قبل يوم من سريان الهدنة.

وتحدث مراسلو فرانس برس في المدن الرئيسية عن هدوء استمر لليوم السادس على التوالي، مع تسجيل اقبال على الاسواق وحركة طبيعية في الشوارع لا سيما في مدينة حلب.

وفي مدينة داريا التي تسيطر عليها فصائل معارضة جنوب غرب دمشق، قال الناشط شادي مطر ان الطلاب نعموا بيوم دراسي عادي، موضحا انه "قبل بدء الهدنة كان الطلاب يبدأون يومهم الدراسي عند السادسة صباحا قبل بدء سقوط البراميل المتفجرة ولم يكون يومهم الدراسي يستمر اكثر من ساعتين، اما اليوم فهم يمضون خمس ساعات كاملة في المدرسة".

وفي مؤشر على تداعي البنى التحتية جراء النزاع المستمر منذ خمس سنوات، شهدت كافة المحافظات السورية الخميس انقطاعا عاما للكهرباء استمر لاكثر من ثلاث ساعات من دون تحديد اسبابه، تزامن مع اعطال جزئية طرات على خدمات الانترنت العامة والخاصة.

وافاد مصدا في وزارة الكهرباء بعد الظهر عن عودة تدريجية للتيار الكهربائي بعد تحديد اسباب العطل المفاجئ على ان تنهي ورش الصيانة عملها في مهلة اقصاها منتصف الليل.

وتشهد سوريا نزاعا داميا تسبب منذ منتصف آذار/مارس 2011 بمقتل اكثر من 270 الف شخص وبدمار هائل في البنى التحتية ونزوح وتشريد اكثر من نصف السكان داخل البلاد وخارجها.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف