أخبار

لدعم الإصلاحات وتكريم ذكرى ضحايا الحكم العسكري

أوباما في الأرجنتين بعد زيارته التاريخية لكوبا

-
قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
بعد زيارته التاريخية إلى كوبا، وصل الرئيس الأميركي باراك أوباما الأربعاء إلى الأرجنتين للتعبير عن دعمه للحكومة الإصلاحية وتكريم ذكرى ضحايا الحكم العسكري الديكتاتوري (1976-1983) بعد أربعين عامًا على الانقلاب.   بوينوس ايرس: التقى الرئيس الاميركي باراك أوباما الاربعاء في بوينوس ايرس الرئيس الارجنتيني الجديد موريسيو ماكري (وسط-يمين) لنسج علاقات جديدة بين الولايات المتحدة والارجنتين بعد 12 عاما من الخلافات.

ووصل باراك أوباما عند الساعة 11,00 (14,00 تغ) الى القصر الرئاسي في ساحة بلازا دي مايو لمحادثات مع نظيره الارجنتيني وتوقيع اتفاقات ثنائية في مجال الامن ومحاربة تبييض الاموال والتجارة والاستثمارات.

ويعقد الرئيسان مؤتمرا صحافيا مشتركا عند الساعة 13,00 (16,00 تغ). وهي المرة الاولى التي يقوم فيها رئيس اميركي بزيارة رسمية الى الارجنتين منذ زيارة بيل كلينتون في العام 1997.

واثار موعد زيارة أوباما جدلا في بوينوس آيرس اذ يصادف ذكرى بدء اول حكم ديكتاتوري عسكري في البلاد قبل اربعين عاما. لكن موافقة واشنطن على طلب قديم برفع السرية الدفاعية عن وثائق الجيش ووكالة الاستخبارات المركزية (سي آي ايه) ادت الى تخفيف حدة التوتر على ما يبدو.

وكان ماكري ومعه "امهات وجدات ساحة مايو"، رموز النضال ضد الحكم العسكري، يطالبون بذلك.

وخلال الحرب الباردة بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي، دعمت واشنطن باسم مكافحة الشيوعية، الانظمة الديكتاتورية العسكرية في اميركا اللاتينية وخصوصا المجموعة العسكرية التي حكمت الارجنتين.

وفي رسالة وجهها الى الرئيس أوباما، طلب الارجنتيني ادولفو بيريز ايسكيفيل حائز نوبل للسلام، بالاعتراف بتواطؤ الولايات المتحدة مع الحكم العسكري الذي بث الرعب باخفاء آلاف المعارضين. وقال انه في هذه الحالة "نرحب بكم".

وكتب ايسكيفيل في رسالته انه "في 1976 عندما كنت تبلغ من العمر 14 عاما بدأنا المرحلة الاكثر مأسوية في تاريخنا (...) مع تمويل للبناء العقائدي وتنسيق من الولايات المتحدة".

وسيتوجه الرئيس الاميركي صباح الخميس الى حديقة الذاكرة حيث حفرت على الحجر اسماء آلاف من ضحايا الحكم الديكتاتوري.

وسيغادر العاصمة الارجنتينية ظهر الخميس مع بدء مسيرة المواكب الى ساحة مايو لاحياء ذكرى مرور اربعين عاما على انقلاب 1976.

وقال وزير حقوق الانسان الارجنتيني كلاوديو افروخ ان "تورط الولايات المتحدة ليس موضع شك". واضاف الوزير في حكومة ماكري "بعد ذلك حدث تغيير مهم مع جيمي كارتر" الذي وصل الى السلطة في 1977.

والمح الامين العام للمؤتمر الاسقفي الارجنتيني كارلوس مالفا في نهاية الاسبوع الماضي الى ان فتح ارشيف الكنيسة حول الحكم الديكتاتوري الارجنتيني قريب جدا ايضا. وقال ان "تنظيم الوثائق يستغرق بعض الوقت".

وقال المتحدث باسم الكرسي الرسولي فيديريكو لومباردي ان العمل على فرز الارشيف "قد ينتهي خلال الاشهر المقبلة" مضيفا "بعد ذلك، يجب درس التوقيت والشروط" من اجل الرجوع الى الارشيف.

دعم للرئيس ماكري

وترى المؤرخة ايما سيبوتي ان أوباما هو وريث "خط ديموقراطي" ويجب تمييزه عن الجمهوريين مثل جيرالد فورد (1974-1977) او رونالد ريغن (اعتبارا من 1981) الاقرب الى العسكريين.

واصبح لدى أوباما والولايات المتحدة في بوينوس آيرس محاورا اكثر ليونة بعد 12 عاما من حكم الرئيسين اليساريين نستور كيرشنر وزوجته كريستينا، في قطيعة مع واشنطن. وكانت السياسة الاقتصادية الحمائية لهما تثير استياء الاسواق.

وكان الزوجان كيرشنر يتهمان الولايات المتحدة بانها مسؤولة عن الازمة الاقتصادية التي شهدتها البلاد في 2001 بعد سياسات اقتصادية مفرطة في الليبرالية اتبعتها حكومة الرئيس كارلوس منعم.

وكما هو الامر في كوبا، يبدو انها مرحلة مصالحة. فماكري يريد تعزيز العلاقات الثنائية مع الولايات المتحدة وجذب الاستثمارات الاميركية الى الارجنتين. وقد الغى في الاشهر الاخيرة مراقبة اسعار الصرف والقيود المفروضة على الاستيراد وسمح للشركات الاجنبية باخراج ارباحها الى بلدانها.

ويبدو في الوقت نفسه ان النزاع القديم الذي يعود الى الازمة الاقتصادية في 2001، في طريقه للتسوية.

وتنوي واشنطن الاستفادة من انتخاب ماكري لتوسيع تأثيرها في الارجنتين ثالث اقتصاد في اميركا اللاتينية حيث تتراجع الحكومات المعادية للولايات المتحدة بسرعة.

وفي كوبا دعا أوباما الكونغرس الاميركي الذي يهيمن عليه الجمهوريون الى رفع الحظر المفروض على هافانا منذ 1962، مؤكدا انه "عبء على الشعب الكوبي (...) وعبء على الاميركيين الذين يريدون العمل والاستثمار في كوبا".

وقال الرئيس الاميركي "جئت الى هنا لادفن آخر بقايا الحرب الباردة في الاميركيتين".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف