لاجئون محتجزون في مخيم يوناني يفضلون العودة إلى أوطانهم
غموض لا يزال يلف تطبيق اتفاق الهجرة الأوروبي التركي
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
يعبّر اللاجئون المكدسون في مخيم موريا اليوناني والمحتجزون بداخله عن سخطهم من ظروف إقامتهم وأوضاعهم الإنسانية السيئة ويتمنون أن يتم ترحيلهم مجددًا إلى أوطانهم، علمًا أن معظم اللاجئين الجدد هم من الباكستانيين والأفغان، أو يقترحون العودة إلى تركيا، حيث فرص العمل أكثر توافرًا.
ليسبوس: يلخص الأفغاني توفيق الغموض السائد في اليونان حول أوضاع المهاجرين العالقين في هذا البلد منذ بدء تطبيق الاتفاق بين الاتحاد الأوروبي وتركيا بهدف وقف الهجرة عبر بحر إيجه، بالقول: "نعلم أننا نواجه خطر الترحيل، لكن كيف ومتى؟، يبقى الأمر لغزًا".
يتحدث هذا الموظف السابق في وكالة "يو اس ايد" الانسانية الاميركية في افغانستان من وراء السياج في مخيم موريا، حيث يحتجز لاجئون ومهاجرون وصلوا الى جزيرة ليسبوس منذ بدء تطبيق الاتفاق في 20 اذار/مارس.
التدفق مستمر
اكتفت نائبة وزير الخارجية الاميركي المكلفة الادارة والموارد هيذر هيغينبوتوم بالقول بعد زيارة موريا، "نريد الحصول على اكبر قدر من المعلومات" حول طريقة تطبيق الاتفاق. لكن "الوضع غير واضح" في الوقت الحالي. ويشير الشرطيون والمسؤولون الحكوميون والعاملون الانسانيون الى اوضاع معلقة في جزيرة ليسبوس، المحطة الاولى في اوروبا للهجرة، التي بدأت في العام الماضي. والسبب هو تسرع اوروبا لتطبيق خطة معقدة مثيرة للجدل في نظر قانون اللجوء، بعد يومين من تبنيها.
وينتظر اكثر من 1400 مهاجر جديد في مخيم موريا القادر على استيعاب الفي شخص. لكن توافد المهاجرين مستمر، رغم تراجع اعدادهم، وتم احصاء وصول 300 صباح الثلاثاء في ليسبوس، رغم تعهد تركيا بوقف تدفق اللاجئين، ونشر قوات من حلف شمال الاطلسي بين الضفتين.
وقال متطوع موجود في الميناء: "اليوم تتولى فرقاطة يونانية مهمة الدورية، وبالتالي تتراجع مراقبة الاتراك". وقالت حباب من حلب، وهي في الثلاثين عالقة في موريا مع زوجها، "لا أرغب في البقاء هنا، ولا العودة الى تركيا، فليسمحوا لنا بالرحيل، لم نرتكب أي سوء".
استياء وغضب
وحذر بوريس شيشيركوف، المتحدث باسم المفوضية العليا للاجئين في ليسبوس، من ان تكدس المهاجرين في موريا في ظروف معيشية صعبة "يولد الاستياء والغضب". وقالت حباب وتوفيق إن خلافات تقع في المخيم بين السوريين والافغان لدى توزيع الاغذية أو الاسرة.
وبعد تظاهرة اولى الخميس، استقبل عشرات الاشخاص في المخيم المسؤولة الاميركية بصيحات "الحرية" وسط حراسة امنية مشددة. وعلى غرار منظمات أخرى غير حكومية، علقت المفوضية العليا للاجئين بعض انشطتها في موريا لتجنب الظهور بمظهر من يغطي الاحتجاز داخل المخيم الذي يضم ايضا اطفالاً وحوامل ومرضى.
وتحاول فرق المفوضية العليا تقديم معلومات للمهاجرين، الذين لا يتلقون من السلطات إلا وثيقة عن اوضاعهم كمحتجزين، من دون التطرق الى أي حق محتمل لهم باللجوء. ولم يصل الى ليسبوس أي من العناصر الـ2300 الموعودين في اطار تعزيزات اوروبية الى اليونان لدعم دائرة الهجرة اليونانية العاجزة عن التعامل مع هذه الاعداد.
العودة أفضل
ولم تبدأ اليونان ولا تركيا الاصلاحات التشريعية المطلوبة وفقًا للاتحاد الاوروبي ليبقى الاتفاق ضمن اطر القانون الدولي. وقالت حباب، وهي من اصل كردي، "في هذه المرحلة افضل العودة الى سوريا". وقال اندرياس اندريانوبولوس من منظمة "براكسيس" غير الحكومة إن السوريين نادرون بين الوافدين الجدد، وهم خصوصًا من الافغان والباكستانيين.
اما توفيق فهو مستعد للاسوأ، أي للعودة الى تركيا، "حيث هناك على الاقل فرص عمل، ولم يتم استغلالنا". وتساءل "لكن لماذا تركونا ندفع آلاف الدولارات للمهربين لاعتقالنا لاحقًا؟".
ورئيس بلدية ليسبوس سبيروس غالينوس من هذا الرأي ايضًا، ويعتبر الاتفاق "غير عادل وغير منطقي". وقال "على اوروبا حماية هؤلاء الاشخاص، والا تتركهم يقعون بأيدي المهرّبين. كان يجب منذ البداية توزيع المهاجرين على الاتحاد الاوروبي انطلاقًا من تركيا ومن شأن ذلك ان يسمح ايضًا بمراقبة دخول الجهاديين الى اوروبا بشكل افضل".