قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
استعدت العاصمة المصرية القاهرة لاستقبال العاهل السعودي الملك سلمان بعد غد الاثنين في زيارة رسمية وصفتها الخارجية المصرية بأنها تاريخية وتقضي على أي تشكيك في العلاقات بين السعودية ومصر. القاهرة: نفى المستشار أحمد أبو زيد، المتحدث باسم وزارة الخارجية، ما تردد عن تأجيل زيارة العاهل السعودي الملك سلمان إلى القاهرة، مؤكدًا أن الزيارة ستكون في موعدها الاثنين المقبل وأن ما أثير عن تأجيلها شائعات لا أساس لها من الصحة، مضيفا في تصريحات تليفزيونية أن هذه الزيارة تاريخية وتقضي على أي تشكيك في العلاقات بين المملكة السعودية ومصر. وقد وصلت الى القاهرة في منتصف الأسبوع الماضي طائرتان قادمتان من المملكة، تقلان وفدا من الديوان الملكي، استعدادا للزيارة المرتقبة لخادم الحرمين الشريفين، كما استقبلت القاهرة وفدا من المراسم الملكية، لمتابعة ترتيبات الزيارة المهمة.
زيارة تاريخية وتعتبر القنوات الرسمية المصرية أن زيارة الملك سلمان للقاهرة هي زيارة تاريخية بكل المقاييس، ﻷنها اﻷولى منذ تولي الملك سلمان مقاليد الحكم، حيث قال وزير الخارجية المصري في تصريحات لوسائل إعلام محلية إن الكل ينتظر زيارة العاهل السعودى لمصر على المستوى الشعبي؛ لكونها تمثل رمزًا للعلاقة الخاصة التي تربط البلدين، موضحًا أن الزيارة ستشهد استعراضًا لكل القضايا التي تهم البلدين وكل ما يتعلق بتحقيق الاستقرار ومواجهة التحديات القائمة. وأضاف أن هناك طموحات كبيرة وقيادات واعية تدرك حاجات المنطقة في هذه اللحظة الحرجة، وهي لحظة غير مسبوقة في تاريخ العالم العربي بما تشهده من تحديات كثيرة والاضطرابات التي تواجهها والتشاحن الإقليمي، وهي تحديات لا يمكن التعامل معها إلا إذا وقفت مصر والمملكة صفًا واحدًا وفي خندق واحد. وحول طبيعة العلاقات المصرية السعودية، والتي يحاول البعض التشكيك في متانتها، أكد شكري أنه لا بد من إدراك أن مجيء الملك سلمان في زيارة إلى مصر يؤكد مدى أهميتها، مضيفًا أن هذا ما حدث على مدى الفترة الماضية، من خلال مجلس التنسيق المشترك والعمل الكثيف الذي جرى، وإعداد الاتفاقات التي تم إنجازها بالفعل حتى يكون لزيارة الملك الزخم الذي تستحقه وتترجم حجم العلاقات.
خصوصية العلاقة بين المملكة والقاهرة وشدد وزير الخارجية المصري على أن العلاقة الاستراتيجية القائمة بين مصر والسعودية تعززت في ظل قيادة الملك سلمان والرئيس السيسي وأخذت أشكالا وصيغًا واضحة تعكس الإقرار لوضع قائم والحرص على استمرار تعزيزه، قائلًأ: "لكن هذا لا يمنع وجود تداول وتشاور وتبادل لوجهات النظر بصورة مستمرة في ما بيننا حول اﻷسلوب اﻷمثل لتحقيق هذه اﻷهداف، ولا ضرر في ذلك ﻷننا نقوم بأدوار داعمة لبعضها البعض، وليس بالضرورة أن تتطابق وجهات نظرنا تمامًا، وإنما المهم هو أن نعزز من رؤيتنا التي تفضي إلى تحقيق مصالحنا وأهدافنا من خلال توزيع اﻷدوار فيما بيننا". ونوه شكري بأن مصر لا تتدخل في أي توجه أو سياسة تراها المملكة تحقق مصلحتها، والحال كذلك يابنسبة إلى المملكة تمامًا، وقال: إننا لم نرصد أي موقف سعودي يتعارض مع ما نراه يحقق مصالح مصر، ودومًا نجد أن موقف الدولتين يعكس الشراكة الاستراتيجية بينهما. وكان السفير السعودي في القاهرة أحمد بن عبدالعزيز قطان قد أكد أن هذه الزيارة تأتي في ظل الاهتمام الكبير الذي يوليه الملك سلمان بمصر حكومة وشعبا، وحرصه على تعزيز التعاون المستمر بين البلدين في كافة المجالات.
زيارات القمة وقد استقبلت مصر العاهل السعودي من قبل عندما آتى لحضور المؤتمر الاقتصادي في مدينة شرم الشيخ في نهاية آذار/مارس 2015 حيث تم استقباله بمجرد دخول طائرته المجال الجوي المصري، ورافق الطائرة الملكية 4 مقاتلات مروحية من سلاح الجو المصري. كما كانت السعودية هي الدولة الأولى التي يزورها الرئيس السيسي عقب تولية رئاسة مصر في الأول من آذار/مارس 2015 لتهنئة الملك سلمان بوليه سدة الحكم بالمملكة، أعقبها زيارة ثانية لحضور القمة أسبا، وثالثة لحضور فعاليات اختتام مناورة رعد الشمال، التي شاركت فيها مصر بقوة، كما شاركت من قبل في التحالف العربي الذي تقوده المملكة لعودة الشرعية اليمنية، مرورأ بمشاركتها في أول اجتماع لرؤساء أركان الدول المشاركة في التحالف الإسلامي العسكري أخيرًا.
الدعم السعودي لمصر وتعتبر السعودية من أكبر الدول الخليجية الداعمة لمصر، وقدمت بعد 30 حزيران/يونيو إلى جانب الدعم السياسى للنظام الجديد 2 مليار دولار وديعة فى البنك المركزى المصرى لدعم الاحتياطي النقدي، إضافة إلى 700 مليون دولار منتجات بترولية. كما أمر الملك سلمان في منتصف كانون الأول/ديسمبر الماضي بمساعدة مصر في تلبية احتياجاتها البترولية على مدى السنوات الخمس المقبلة وزيادة الاستثمارات السعودية هناك لتصل إلى أكثر من 30 مليار ريال (ثمانية مليارات دولار)، وأن يتم الإسهام في توفير احتياجات مصر من البترول لمدة خمس سنوات"، ودعم حركة النقل في قناة السويس من قبل السفن السعودية. وفي تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي حضر الملك سلمان والرئيس السيسي مراسم التوقيع على محضر إنشاء مجلس التنسيق السعودي المصري لتنفيذ إعلان القاهرة، الذي وقعه الأمير محمد بن سلمان ولي ولي العهد السعودي خلال زيارته لمصر في نهاية تموز/يوليو الماضي، والذي سيتولى الإشراف على تقديم المبادرات وإعداد الاتفاقيات ومذكرات التفاهم والبرامج التنفيذية، ومن بينها استكمال عملية إنشاء القوة العربية المشتركة.
مدينة وجامعة باسم الملك سلمان وتقديرا للدور السعودي والدعم الذي يوليه العاهل السعودي لمصر فقد تم اطلاق اسم الملك سلمان على مشروع مدينة (6 أكتوبر) الجديدة المقامة على مساحة 10 آلاف فدان، وهو ما أعلنه وزير الإسكان السعودي في مطلع كانون الثاني/يناير الماضي خلال لقاء الفرص الاستثمارية في مصر بمشاركة وزير الإسكان المصري مصطفى مدبولي. كما أطلقت محافظة جنوب سيناء " جامعة الملك سلمان" في طور سيناء، والتي وافق عليها الرئيس عبد الفتاح السيسي أمس الجمعة على زيادة مساحتها إلى 205 فدان بدلاً من 150 فدانا لتضم الجامعة عدد من الكليات مثل السياحة والهندسة والطب والثروة السمكية والتعدين. وسيقوم الملك سلمان بزيارة للمحافظة خلال زيارته المرتقبة لمصر لتوقيع اتفاقيات لتنمية وتطوير المحافظة. ويأمل البلدان أن تفتح الزيارة التاريخية للملك سلمان إلى مصر آفاقا كبيرة للتعاون بين البلدين في شتى المجالات، وتعزز مواجهة التحديات الخارجية، ومكافحة الإرهاب، وسبل توحيد الصف العربي.