اليونان تتهم مقدونيا بالاستخدام المفرط للقوة ضد المهاجرين
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
آثينا: اتهم رئيس الحكومة اليونانية الكسيس تسيبراس الاثنين مقدونيا بانها تصرفت بشكل "معيب" الاحد عندما صدت بالقوة والقنابل المسيلة للدموع مئات المهاجرين الذين كانوا يحاولون عبور الحدود بالقوة بين اليونان ومقدونيا.
وقال تسيبراس في تصريح ان قوات الامن المقدونية استخدمت "الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي بمواجهة اشخاص لم يشكلوا اي تهديد ولم يكونوا مسلحين" مضيفا "انه لامر معيب جدا للمجتمع الاوروبي ولبلاد تريد ان تكون جزءا منه".
وكان مئات المهاجرين من اصل نحو 11 الفا يضيق بهم الطرف اليوناني من الحدود مع مقدونيا حاولوا العبور الى مقدونيا الاحد، ما دفع قوات الامن المقدونية الى استخدام القنابل المسيلة للدموع لصدهم، في حين قالت اليونان انه تم ايضا استخدام الرصاص المطاطي، الامر الذي نفته سكوبيي.
من جهتها اتهمت وزارة الداخلية المقدونية "الشرطة اليونانية بانها لم تحاول التدخل لانهاء هذه الاحداث". واكدت منظمة "اطباء بلا حدود" انه حصل بالفعل استخدام للرصاص المطاطي.
وقال المتحدث باسم المنظمة جوناس هانسن الموجود في المكان لوكالة فرانس برس "لقد عالجنا ما بين 30 و40 شخصا من الرجال و ايضا من النساء والاطفال اثر اصابتهم بالرصاص المطاطي في انحاء مختلفة من اجسادهم، بينهم ثلاثة اطفال تقل اعمارهم عن عشر سنوات اصيبوا في الرأس".
ومن اصل 260 جريحا كان اثنان لا يزالان الاثنين في المستشفى. واعربت المفوضية العليا للاجئين عن "قلقها الشديد" ازاء هذه الاحداث التي تميزت "بالاستخدام المكثف للغاز المسيل للدموع" من دون ان تشير الى مسألة الرصاص المطاطي.
"مقدونيا تتهم منظمات غير حكومية"
واعربت المفوضية العليا للاجئين والمفوضية الاوروبية عن الامل بنقل المهاجرين في ايدوميني الى مخيمات افضل تجهيزا في اليونان، او افساح المجال امامهم للاستفادة من برنامج اعادة الاسكان في دول عدة في الاتحاد الاوروبي.
وعاد الهدوء الى ايدوميني الاثنين. وقال الشاب السوري محمد البالغ ال18 من العمر بينما كان يستعد للصعود الى سيارة "مضى شهران على وجودي هنا ولم اعد احتمل. الوضع البارحة كان اشبه بساحة حرب مع القنابل المسيلة للدموع والقنابل الصوتية. فهمت بان الحدود لن تفتح".
وتوافقت اثينا وسكوبيي على تحميل مطلقي الشائعات عن قرب فتح الحدود، مسؤولية احداث الاحد.
وقال يورغوس كيريتيس المتحدث باسم المكتب اليوناني للتنسيق بشأن ازمة الهجرة ان احداث الاحد تعود لتوزيع بيانات بالعربية السبت تعلن ان الحدود مع مقدونيا ستفتح للسماح للمهاجرين بالانتقال الى دول اوروبية اخرى. واكد ان السلطات اليونانية حاولت ضبط الناشطين من المهاجرين في المخيمات لتجنب انتشار هذه المعلومات غير الصحيحة.
وكانت الشائعات عن قرب فتح الحدود وراء محاولة واسعة للعبور الى مقدونيا في الخامس عشر من اذار/مارس الماضي ما ادى ايضا الى صدها بالقوة. وتوفي يومها ثلاثة افغان غرقا لدى محاولتهم عبور احد الانهار.
وحمل مسؤول مقدوني كبير طالبا عدم كشف اسمه المسؤولية "لمنظمات غير حكومية تحض المهاجرين على الدخول الى مقدونيا عبر توزيع منشورات عليهم" بهذا الصدد، مضيفا "حسب علمنا فان الاشخاص الذين تسببوا باحداث الاحد هم انفسهم الذين تسببوا باحداث اذار/مارس الماضي".
وطالب هذا المسؤول بتقديم "مساعدة كبيرة" لبلاده التي تستقبل اكثر من الف لاجىء في مخيم تابانوفشي في شمال مقدونيا، واكثر من مئة في مراكز استقبال في جيفجليا في الجنوب.
واضاف "ننتظر لنعرف ما اذا كانت اليونان ستستعيدهم طبقا للقاعدة المعمول بها بانهم يجب ان يعودوا الى البلد الذي دخلوا منه الى مقدونيا". وتؤكد اليونان انها تستقبل على اراضيها نحو 53 الف مهاجر ولاجىء.
وفي العشرين من اذار/مارس الماضي دخل الاتفاق بين تركيا والاتحاد الاوروبي حيز التنفيذ، وينص على اعادة كل المهاجرين الذين يصلون بعد هذا التاريخ الى تركيا، وينطبق ذلك على نحو سبعة الاف شخص يتوزعون حاليا على عدد من الجزر اليونانية.
ورغم هذه المشاكل فان دفق المهاجرين الى تراجع بشكل واضح، ولم يسجل بين الاحد وصباح الاثنين في اليونان سوى وصول 18 شخصا.