احتفى بالمسرح الموريتاني و خيمة طنجة
عرض مسرحية "لافاش" بمهرجان الداخلة الدولي في المغرب
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
ابراهيم بنادي من الرباط: تواصلت في مدينة الداخلة (أقصى جنوب المغرب) فعاليات الدورة السابعة لمهرجان الداخلة للمسرح الحساني، تحت شعار "المسرح الحساني ودسترة الحسانية" بعرض مسرحية "لافاش" (البقرة) لفرقة جمعية القنطرة من مدينة طنجة ( شمال).
وقال مخرج المسرحية عبدو جلال في تصريح لـ"إيلاف" عبر الهاتف ان المسرحية تدور حول شخصية نافذة تضيع منها بقرة، وبعد البحث عثر على البقرة عند احد العاملين البسطاء وإسمه "بناقص" وهو رجل متزوج وزوجته حامل.
وبأمر من الشخصية النافذة تحول البقرة الى الطبيب البيطري للكشف عنها، ليتبين ان البقرة حامل ، وهنا تصدر أوامر أخرى بأن يجري "بناقص" تحاليل طبية جينية لتبين ان "بناقص" عاقر، وهنا يفتح ملف اخر مع زوجته عن مصدر حملها. وبعد التحقيق تنهار الزوجة وتعترف بأن الشخصية النافذة هي اب الجنين، وهنا يفتح محضر ثان مع الشخصية النافذة.
وبعد البحث معه ادلت الزوجة بدليل مادي. وللتعرف على هذا الدليل المادي كان من اللازم تدخل الشرطة العلمية.
وبما أن المسرحية تدور في نهاية الأسبوع فان الشركة العلمية كانت مجازة . وأمام كل هذا يتفق الجميع على معاينة الدليل المادي، وهنا تنهار الشخصية النافذة ويعترف ان البقرة ليست في ملكيته بل يملكها شخص نافذ أكثر منه أوكله مهمة العناية بالبقرة، وهو في الأصل لايملك شيئا مثله مثل "بناقص" وأن الشخصية التي أوكلت له المهمة وضعت له وشما على مؤخرته، وهو الشيء الذي رفض ان يراه الاخرون، وهنا تأتي أوامر خارجية لا يعرف مصدرها بأن تعطى البقرة لـ"بناقص" ليرعاها بدل الشخصية النافذة الي أمر بالاعتراف ببنوة الجنين.
ويضيف مخرج المسرحية ان "الغاية من العرض هي كشف ظاهرة الريع والامتيازات التي تعطى لأشخاص من دون غيرهم ، وبأن المسألة ليست مسألة استحقاقات".
من جهته، قال طارق الرامي رئيس جمعية القنطرة ل" إيلاف" ان المسرحية هي نتاج مجهودات الجمعية التي أعادت الروح لبعض محترفي المسرح في مدينة طنجة الذين هجروا المسرح لسنوات.
وتتبارى على جوائز المهرجان أربع مسرحيات، هي مسرحية "هوما من هوما" لفرقة أوتاد الركح، ومسرحية "بقايا زمن" لجمعية سيدات الصحراء، ومسرحية "ماسمعني الفالي" لفرقة الحبشي، ومسرحية "لاكاسامار" لفرقة بروفا للفنون المشهدية.
ويترأس لجنة تحكيم المهرجان الاعلامي والناقد المسرحي الحسين الشعبي، وتتكون اللجنة من ميمونة السيد، و حجيبة ماء العينين، و ميلود بوشايد،وباه النعمة.
وتتميز الدورة السابعة للمهرجان، الذي تنظمها جمعية أنفاس للمسرح والثقافة، بشراكة مع المجلس الوطني لحقوق الإنسان، ووزارة الثقافة، وبدعم من السلطة المحلية والمجالس المنتخبة بجهة الداخلة وادي الذهب، بالانفتاح على القطر الموريتاني من خلال مشاركة مركز الدراسات الصحراوية "بأطر" وجمعية المسرحيين الموريتانيين، وثلة من الصحفيين والإعلاميين.
وصنف القائمون على برنامج الدورة السابعة للمهرجان فقرات وفعاليات المهرجان إلى فئات اختارت الرجوع إلى الخيمة ورمزيتها التراثية ودلالاتها الثقافية والمعرفية ليضم المهرجان ثلاث خيام (الخيمة الأولى للاحتفالية، والثانية باسم خيمة طنجة، والثالثة باسم خيمة موريتانيا) تحتوي كل خيمة على عروض مسرحية وأنشطة ثقافية وفنية.
وبدوره، قال سالم بلال رئيس جمعية أنفاس المنظمة للمهرجان لـ"إيلاف" إن برمجة هذه الدورة تميزت بالقوة من حيث عدد الأنشطة الثقافية، "ويبقى علينا الان تنزيلها والعمل على إنجاحها"، مشيرا إلى أن إدارة المهرجان برمجت أنشطة فنية وثقافية إضافة إلى العروض المسرحية المشاركة.
وأضاف بلال أن إدارة المهرجان برمجت أيضا احتفاء بالمدرسة الاحتفالية، من خلال أنشطة متعددة تنسجم وتتناغم مع هذه المدرسة، من بينها قراءات شعرية من ديوان "زاد ناس" للشاعر محمد سالم بابا الري، إيمانا من المهرجان بأهمية الشعر الحساني كمادة أدبية أصيلة، مشيرا إلى أنه في إطار التكوين في المسرح تمت برمجة ورشات تكوينية صباحية في إعداد الممثل من تأطير بشير اركي.
وشدد بلال على أن إدارة المهرجان واعية بأهمية حضور الوفد الفني القادم من طنجة ، ولذلك خصصت له احتفالا بخيمة طنجة، ينم عن العلاقة الوطيدة بين شمال المغرب وجنوبه، وسيتم بخيمة طنجة افتتاح رواق الكتب المتخصصة التي أصدرها المركز الدولي للفرجة بطنجة.
وفي الإطار الثقافي نفسه، أكد بلال أنه، في إطار الاحتفال بخيمة موريتانيا، تمت برمجة تقديم وتوقيع كتاب "الأمل بثلاثة أبعاد - نصوص مسرحية حسانية" لمركز الدراسات الصحراوية "بأطر"، مشيرا إلى أنه تمت برمجة لقاءات تواصلية مع الفنان الموريتاني السيد لمرابط ولد الزين، ومع باقي أعضاء الوفد الموريتاني من أجل التواصل المنشود بينهم وبين الجمهور المغربي في الأقاليم الجنوبية.
من جانبه،أكد مدير المهرجان توفيق شرف الدين، أن هذه الدورة ستعرف مشاركة عدد من الفرق المسرحية الحسانية الناجحة، التي تتبارى على جوائز المهرجان، وفرق مسرحية وطنية وعربية وفعاليات فنية وثقافية من دول عربية إضافة إلى برامج ثقافية وفنية متكاملة، تتضمن أنشطة ثقافية، وتنظيم ندوة ثقافية حول موضوع "المسرح الحساني والامتداد الإفريقي"، وحضور لرموز المسرح المغربي والعربي، وقراءة في كتب مسرحية صادرة حديثا، ولقاءات فنية، ومعارض، وسهرات تراثية محلية.
وأشار شرف الدين إلى أن هذه الدورة التي تستمر الى غاية 17 من أبريل( نيسان) الجاري ستعرف مشاركة سبع فرق مسرحية تصنف ثلاثة منها خارج المسابقة، وهي مسرحية "الصعلوك" لفرقة أنفاس للمسرح والثقافة، ومسرحية "لافاش" لفرقة القنطرة من طنجة، ومسرحية "حبل غسيل" لجمعية المسرحيين الموريتانيين.