نزاعات افغانستان القبلية تعطي دفعا لحركة طالبان
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
ترين کوت: تخوض افغانستان نزاعا مع حركة طالبان، غير انها تواجه ايضا صراعات على السلطة وانقسامات قبلية حتى بين صفوف القوات الحكومية، وهو ما كشفت عنه مؤخرا اقالة زعيم محلي.
وكان الزعيم القبلي رحيم الله خان رئيسا للشرطة في ولاية اوروزغان بوسط افغانستان، قبل اقالته الاسبوع الماضي.
وهو متهم بانه سمح بصورة متعمدة الاسبوع الماضي لعناصر طالبان بالسيطرة على طريق استراتيجي في اوروزغان من اجل تعزيز موقعه الخاص في المنطقة.
وعلى الاثر، علقت الحكومة مهامه، ما اجج التوتر في هذه المنطقة المضطربة.
واوضحت مارتين فان بيليرت الخبيرة في شؤون افغانستان في كابول ان "العديدين اشتكوا بان (رحيم الله) تخلى عمدا عن مراكز امنية (...) بهدف تقويض سلطة (مسؤوليه) وتعزيز مواقعه الخاصة".
وسقطت عشرات النقاط الامنية التي اقامتها الشرطة على الطريق العام الممتد لمسافة 150 كلم بين ترين كوت عاصمة اوروزغان، وقندهار الى الجنوب، ما قطع محورا حيويا للجيش ولاقتصاد المنطقة.
وتم استدعاء رحيم الله الى كابول حيث سيقال رسميا من منصبه، وفق ما علمت وكالة فرانس برس من مصادر مختلفة بينها الجنرال عبد الرازق قائد شرطة قندهار الذي ينسق الجهود لاستعادة السيطرة على الطريق.
غير ان اقالته تثير مخاوف من رد عنيف من قبيلة بوبلزاي التي ينتمي اليها والتي تسيطر على قوات الامن المحلية.
ويكشف هذا الوضع عن الصعوبات التي تواجهها حكومة كابول التي تخوض نزاعا مع حركة طالبان وفي الوقت نفسه صراعا مع زعماء الحرب والقادة القبليين الذي غالبا ما يؤججون الفوضى لتحقيق اهداف شخصية.
مصدر شقاقات
وولاية اوروزغان الجبلية النائية مهددة باي لحظة بالوقوع تحت سيطرة المتمردين الذين يطوقون مركزها ترين كوت.
وعزز طالبان مواقعهم الى حد بعيد في الاشهر الاخيرة في الولاية حيث احتلوا عشرات المواقع، بحسب مسؤولين امنيين.
ويبرر مراقبون واجهزة الامن تصاعد نفوذ المتمردين في المنطقة الى حد بعيد بمناورات ومخططات رحيم الله من اجل التمسك بالسلطة.
وسقطت عشرات المراكز الامنية المتقدمة الاخرى العام الماضي بايدي طالبان بعد ايام قليلة على اغتيال شقيق رحيم الله البكر مطيع الله، وهو كان قائد شرطة اوروزغان وكان يسيطر على المنطقة بقبضة من حديد.
وسقطت المراكز الامنية بعدما تخلى العديد من الشرطيين بكل بساطة عن مواقعهم، تاركينها و اسلحتهم لطالبان.
وبعدما سعت السلطات الى منع تعيين رحيم الله خلفا لشقيقه النافذ، اضطرت الى القبول بتعيينه مساعدا لقائد الشرطة، رغم افتقاره الى التدريب العسكري والى التعليم الاساسي.
غير انها بدلت موقفها في ما بعد. وزار وفد حكومي اوروزغان في الايام الاخيرة وقال احد قادة الولاية لوكالة فرانس برس طالبا عدم كشف اسمه ان اعضاء الوفد "اعلنوا ان رحيم الله مصدر كبير للشقاقات".
وتابع المصدر "انهم اوصوا وزارة الداخلية بطرده على الفور، وقبل هذا الاقتراح. غير انهم يتصرفون بحذر، لانه ما زال يملك نفوذا كبيرا بين انصاره".
"حمام دم"
لم يكن من الممكن في الوقت الحاضر الاتصال برحيم الله للحصول على تعليق، غير ان معاونيه اكدوا لفرانس برس انهم لم يتخلوا عن مواقعهم الا بعد معارك ضارية.
وقال القائد باشا، احد رجال رحيم الله، "قاتلنا لمدة 11 يوما من دون اي اسناد" مضيفا ان مقاتلي "طالبان كان لديهم بنادق موجهة بواسطة الليزر، ومن الصعب علينا مواجهتهم".
ولا يخفي القادة المتحالفون مع قبيلة بوبلزاي التي تمثل اقلية في اوروزغان، انهم يعتبرون من حقهم تولي قيادة الشرطة، وانهم لا يعتزمون اطلاقا التخلي عن ذلك.
وحذر الزعيم القبلي النافذ الحاج خودا رحيم خان، عم رحيم الله ، "سيقع حمام دم في ترين كوت اذا مضت الحكومة في تنفيذ اقالته".
وابدى حاكم اوروزغان محمد نظير خاروتي مخاوفه حيال هذا الوضع.
وقال "ان طالبان تستغل الخصومات المضرة بين القادة، فيغرقون بلادنا في الفوضى".