دونالد ترامب في واشنطن سعيا للمصالحة مع القادة الجمهوريين
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
واشنطن: وصل مرشح الحزب الجمهوري المرجح للانتخابات الرئاسية الاميركية دونالد ترامب الخميس إلى واشنطن للقاء قادة الحزب الذين لا يزالون يترددون في دعمه في السباق الى البيت الابيض، بعد انتخابات تمهيدية تركت جروحا لم تلتئم بعد.
ووصل موكب الملياردير في وقت مبكر، قبيل الساعة التاسعة صباحا (13,00 ت غ) إلى مقر الحزب الجمهوري الذي يبعد بضع خطوات عن مبنى الكونغرس الذي كان محاطا بعشرات الكاميرات والصحافيين، وحيث كان ترامب على موعد مع رئيس مجلس النواب بول راين.
وحيا ترامب الصحافيين دون الإدلاء بأي تصريح. واستغل نحو عشرة محتجين هذا الحدث السياسي والإعلامي ليتظاهروا حول المبنى، حاملين لافتات كتب عليها "ترامب عنصري".
وقال دينيس رودريغيز (18 عاما)، وأصله من هندوراس، إن "الحزب الجمهوري ترك رجلا من دون قيمة، ولا كرامة أو أخلاق" في موقع سلطة.
ولا يسعى ترامب للحصول على وحدة صف ظاهرية حوله فحسب، فالخلافات عميقة والتحديات هائلة، سواء على الصعيد المالي اذ يتحتم على الحزب جمع مئات ملايين الدولارات، او على الصعيد السياسي اذ يخشى الجمهوريون ان يفقدوا غالبيتهم في الكونغرس في نوفمبر.
وفاجأ بول راين، الاربعيني المحافظ الذي باشر في أكتوبر تحديث صورة الحزب الجمهوري، الاوساط السياسية الاسبوع الماضي حين اعلن انه غير مستعد في الوقت الحاضر لدعم ترامب، في تصريح كان له وقع قنبلة، لا سيما وانه سيترأس مؤتمر الحزب الذي سيعين مرشحه رسميا بين 18 و31 يوليو في كليفلاند.
كما سيجتمع ترامب الخميس مع راينس بريباس رئيس اللجنة الوطنية الجمهورية، وزعيم الغالبية الجمهورية في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل، اللذان يدعمانه رسميا.
وقال ترامب الثلاثاء لشبكة "فوكس نيوز" التلفزيونية، متحدثا عن رئيس مجلس النواب "اكن الكثير من الاحترام لبول (راين)، وسنعقد اجتماعا جيدا جدا".
واضاف "المهم انه لم يسبق لاحد في تاريخ الحزب الجمهوري ان حصل على عدد الاصوات الذي حصلت عليه في الانتخابات التمهيدية".
غير ان المصالحة ستستغرق وقتا، نظرا الى عمق الخلافات القائمة. ففي ديسمبر، حين دعا ترامب الى منع المسلمين من دخول الولايات المتحدة، ندد به بول راين بشدة وقال "هذا ليس النهج المحافظ".
وقال راين الاربعاء "بعد انتخابات تمهيدية صعبة للغاية لم تنته سوى الاسبوع الماضي، الادعاء باننا موحدون من دون ان نكون كذلك حقا، سيقودنا الى حملة فاترة في الخريف". لكنه تعهد بالعمل من اجل توحيد صفوف الحزب وقال "هذه الانتخابات اهم من ان نخوضها بصورة فاترة".
ريغان عام 1980
وبعدما طرحت فكرة تقديم مرشح من خارج السباق لانقاذ صورة الحزب المحافظ، بات هذا السيناريو مستبعدا في المرحلة الراهنة، اذ يرى القادة الجمهوريون ان الحزب سيخسر اكثر ان استمروا في تقسيمه بدل ان يلتقوا حول ترشيح ترامب، ولو شكليا فحسب.
والمشكلة المطروحة الان على مسؤولين امثال ميتش ماكونيل هي مشكلة "ملحة": كيف يمكن انقاذ ما تبقى والحفاظ على الغالبية الجمهورية الضئيلة في مجلس الشيوخ؟ يعرب ماكونيل منذ اشهر عن امله في ان يكون مرشح الحزب توافقيا، حتى ينعكس التاييد له على المرشحين لمجلس الشيوخ الذين سيدرجون معه على بطاقات الاقتراع ذاتها في 8 نوفمبر.
وان كان فوز دونالد ترامب في الانتخابات التمهيدية شكل خيبة امل واضحة لماكونيل، الا انه اختار مرغما دعمه.
وقال الثلاثاء "اننا ندرك ان هيلاري كلينتون ستعني اربع سنوات اضافية من رئاسة باراك اوباما. وهذا سيكون كافيا لتوحيد الجمهوريين". وقام العديدون بالتقليل من خطورة الوضع، موضحين ان امام الحزب اكثر من شهرين للتحضير للمؤتمر، وان ستة اشهر تفصل عن الانتخابات الرئاسية.
وقال سناتور ايوا تشاك غراسلي (82 عاما) الذي انتخب في مجلس الشيوخ عام 1987 بالتزامن مع انتخاب الرئيس رونالد ريغان "لا افهم لماذا كل هذا اللغط، بعد اسبوع على فوز مرشح بالترشيح. في السياسة، الامور تستتب دائما في نهاية المطاف". واضاف "تذكروا، كان الجميع يعتقد ان ريغان سيقودنا الى الهزيمة".