الأمن في مطار شارل ديغول موضع شك
الطائرة المصرية... سقطت أم أسقطت؟
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
إيلاف من باريس: ينتظر الجانبان الفرنسي والمصري تحليل حطام الطائرة المصرية التي عثر عليها شمال الإسكندرية لتحديد سبب سقوطها، أثناء رحلة لها من باريس إلى القاهرة بعد خروجها من الأجواء اليونانية، على الرغم أن الجانبين الفرنسي والمصري رجحا فرضية الإعتداء الإرهابي دون تأكيدها.
&
فرضية الإعتداء الإرهابي
&
إن فرضية الإعتداء الإرهابي تطرح إحتمالات، منها زرع قنبلة على متن الطائرة إن كان في مطار رواسي شارل ديغول، وهو المطار الذي أقلعت منه الطائرة المصرية أو المطارات التي زارتها الطائرة قبل أن تحط في باريس منها أريتريا والقاهرة وتونس مع استبعاد فرضية إسقاطها بصاروخ لأن المنطقة التي سقطت فيها الطائرة المصرية بعيدة كل البعد عن سيناء التي تنشط فيها الجماعات المتطرفة.
&
في باريس، فتحت السلطات تحقيقا لمعرفة عملية التفتيش التي خضع لها ركاب الطائرة و الحقائب في مطار رواسي شارل ديغول حيث تفرض السلطات إجراءات امنية مشددة في ظل حالة الطوارئ المفروضة بعد اعتداءات باريس الإرهابية.
وإن لا يخضع المسافرون في مطار رواسي شارل ديغول لتفتيش قبل دخولهم حرم المطار، لكن ينتشر الجيش وعناصر الأمن في أروقته وسط إجراءات أمنية غير اعتيادية يتبعها عناصر شرطة الحدود الذين يراقبون جوازات السفر وتمكنهم&حالة الطوارئ من الإطلاع على كامل بيانات الركاب الرسمية، إضافة إلى بوابات التفتيش الآلي التي يمر عبرها المسافرون قبل التمكن من الوصول إلى صالة الإنتظار.
&
هل هي إجراءات أمنية كافية اليوم في ظل التهديد الإرهابي؟
&
يقول فريدريك أنسيل أستاذ محاضر في معهد باريس للعلوم السياسية، وخبير في الشؤون الإرهابية في حديث لـ "إيلاف": "ما زالت عملية الدخول إلى مطار رواسي شارل ديغول سهلة إذ لا نخضع لتفتيش عند مدخل المطار وما يطرح جدلية هي ما مدى فعالية بوابات التفتيش الآلي؟ وإن كان هناك تواطؤٌ من قبل بعض العاملين في المطار وهذا بحد ذاته يعتبر كارثة كبرى، وخيرُ مثال على ذلك ما حصل للطائرة الروسية التي أسقطت فوق جزيرة سيناء بعد زرع أحد العاملين في مصر قنبلة على متنها، ولكن هذه تظل فرضية ويجب أن يكون هناك إعادة دراسة للإجراءات الأمنية إن كانت آلية و حتى الطاقم البشري المشرف عليها".
&
وكانت السلطات الفرنسية رصدت جنوحا نحو التطرف لدى العديد من العاملين في مطاري رواسي شارل ديغول و أورلي.
الأمن في شارل ديغول موضع شك
وقد أعلن مدير مطارات باريس أوغوستين دو رومانيه أن 70 من أصل 85000 &عامل في مطاري رواسي و أورلي نُزعت منهم الإستمارات التي تمكنهم من الوصول إلى المناطق الأكثر أمانا في المطارين، وقد وجه مذكرة إلى وزير الداخلية الفرنسي برنار كازينوف يطالب فيها بزيادة قوات الأمن في المطارات القريبة من باريس.
مع العلم أن شركات خاصة &تتولى مهمة التدقيق الأمني&في مطار رواسي شارل ديغول لأن الدولة لا يمكنها ان تقوم بذلك لوحدها.
&
وفي غياب أي تأكيد يدعم فرضية الإعتداء الإرهابي أو يدحضها، يرى فرديريك أنسيل بأنه يجب أن تكون هناك مراقبة دورية للفريق الأمني العامل في المطارات الدولية، وفي ديمقراطية مثل فرنسا نحن امام معضلة أساسية ألا وهي أنه لا يمكننا إقالة أو عدم تمكين فرنسيين من أصول مهاجرة ومن ديانات غير المسيحية من العمل في الوظائف الحساسة و إن قمنا بذلك فهذا سيؤدي إلى جدل كبير في فرنسا.
&
و تسير السلطات الفرنسية بالتعاون مع إدارة المطارات الباريسية خبراء من شأنهم مراقبة الركاب لكشف من تظهر عليهم سلوكيات مشبوهة في وقت ما زالت فيه بعض المطارات الفرنسية تفتقر إلى آليات المسح الضوئي الكفيلة بكشف إن كان هناك من مادة متفجرة يخفيها أحد الركاب أو الفريق العامل في صالات الإنتظار الأخيرة قبل التمكن من الصعود إلى الطائرة.
&
إن كان هناك دافعٌ إرهابي وراء سقوط الطائرة المصرية لماذا لم يتم حتى الآن تبني الإعتداء المفترض؟
&
يقول فرديريك أنسيل 'إنه في عودة سريعة لطريقة تبني الجماعات المتطرفة الإعتداءات والهجمات الإرهابية نلاحظ أنها لا تتبنى مباشرة الهجمات، وبالنسبة إلى تنظيم داعش نحن أمام جماعة إرهابية ليس لديها قواعد، و إن ليس هناك بيان فهو ليس عاملا يدعم فرضية الاعتداء الإرهابي أو يدحضها، وبالتالي يجب علينا أن ننتظر ما سيحمله التحقيق لمعرفة إن كان اعتداء&إرهابيا من عدمه.
يتابع: "لكن لن يفاجئني إن تبنت التنظيمات المتطرفة عملية إسقاط الطائرة المصرية، وستدخل العملية في إطار الدعاية الإعلامية لها وعملية التبني هي أشبه بعملية اعتراف، وهي ليست أبدا دليلا".
&
فرنسا و مصر: حليفان إستراتيجيان ضد الإرهاب
&
إن فرنسا ومصر &يعتبران &شريكين استراتيجيين في الحرب ضد الإرهاب، إذ تشارك فرنسا في التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا والعراق و تقود عدة عمليات عسكرية في أفريقيا، فيما يقود الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي حملة امنية ضد الجماعات المتطرفة في سيناء التي ضاعفت عملياتها منذ عزل الرئيس الإسلامي محمد مرسي.
&
لماذا باريس والقاهرة مهددتان؟
&
يقول فرديريك أنسيل إن "مصر مهددة لأن نظام عبد الفتاح السيسي يقود حملة شرسة ضد الإرهاب و المتطرفين و نستطيع أن نتحدث عن حرب أهلية حقيقية تشهدها &منطقة شبه جزيرة سيناء، ومصر تبقى معرضة أكثر من غيرها لهجمات الحركات المتطرفة في مسعى للقضاء على الموسم السياحي و البترول في سيناء و زعزعة قناة السويس، أما فرنسا فهو لما تمثله من قيم إنسانية: فرنسا العلمانية، فرنسا المساواة بين الرجل و المرأة و فرنسا حامية الأقليات ومن هنا فرنسا كانت دائما تمثل كل ما تسعى التنظيمات المتطرفة للقضاء عليه".
&
وحذر المدير العام للإستخبارات الفرنسية الداخلية باتريك كالفار في مداخلة له امام لجنة الدفاع الوطني في الجمعية الوطنية، إن فرنسا هي الدولة الأكثر تعرضا للتهديد الإرهابي، لأن تنظيم داعش يعد لإعتداءات جديدة في فرنسا عبر استخدام مقاتلين له متواجدين على الأراضي الفرنسية ردا على الهزائم التي مُني بها التنظيم مؤخرا في سوريا و العراق، موضحا أن 400 فرنسي او مقيم في فرنسا يشاركون في عمليات امنية تحت لواء تنظيم الدولة الإسلامية، فضلا عن وجود 244 عادوا إلى فرنسا من ساحات القتال في سوريا والعراق وجود أكثر من 818 شخصا أبدوا رغبة في الإنضمام إلى التنظيم المتطرف، و حذر خاصة من إمكانية إندلاع إشتباكات طائفية يسعى التنظيم لإشعالها ويبقى التطرف الخطر الكبير الُمحدق بالجمهورية الفرنسية ويجب ان لا يكون الرد عليه امنيا، لأن ذلك سيضع فرنسا امام حائط مسدود، فالأمن هو كجهاز إسعاف &ومهمته هي ايصال المريض إلى المستشفى دون معالجته.&
&