واشنطن تدعو إلى عدم التخلي عن الهدنة في سوريا
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
بيروت: دعا المبعوث الاميركي الخاص الى سوريا مايكل راتني الاثنين الفصائل المقاتلة في هذا البلد الى عدم التخلي عن الهدنة الهشة المعمول بها في سوريا منذ نهاية فبراير.
وهددت 39 فصيلا مقاتلا قبل يومين باعتبار اتفاق وقف الاعمال القتالية "بحكم المنهار تماما" ومنحت الطرفين الراعيين له اي موسكو وواشنطن مهلة 48 ساعة لالزام قوات النظام وقف هجماتها على مناطق عدة قرب دمشق وخصوصا داريا المحاصرة.
وتوجه راتني في بيان الى الفصائل المقاتلة بالقول "لقد اطلعنا على بيانكم بشأن الهدنة وقلقكم البالغ حيال الوضع في داريا والمناطق الاخرى في سوريا (...) الا اننا لا نعتقد ان التخلي عن الهدنة من شأنه ان يخدم وضع الفصائل المسلحة او الآلاف من عامة السوريين".
واضاف "اذا انسحبت الفصائل المسلحة من الهدنة، فان (الرئيس السوري بشار) الاسد وداعميه سيدّعون ان ذلك يخولهم مهاجمة كل قوى المعارضة دون اعتراض دولي". واقر راتني بان الهدنة "في وضع غير مثالي (...) وتتعرض لضغط شديد جدا"، معتبرا ان "التخلي عنها سيكون خطأ استراتيجيا".
ودعا راتني الفصائل المسلحة الى "التأكيد بشكل واضح (...) على انكم مستمرون في التزامكم بالهدنة وبمحاربة الارهاب وبانتقال سياسي سلمي".
ويسري منذ 27 شباط/فبراير الماضي وقف للاعمال القتالية في سوريا عملا باتفاق اميركي روسي، الا انه شهد انتهاكات في مناطق عدة قرب دمشق كما انهار في مدينة حلب في 22 نيسان/ابريل حيث قتل نحو 300 مدني خلال اسبوعين.
وبهدف منع انهيار وقف الاعمال القتالية، فرضت روسيا والولايات المتحدة اتفاقات تهدئة مؤقتة قرب دمشق وحلب. وشنت قوات النظام هذا الشهر هجوما في الغوطة الشرقية وعلى داريا المحاصرة منذ العام 2012 والواقعة بمحاذاة مطار المزة العسكري.
وبعد يومين من منع دخول قافلة مساعدات تحمل حليب اطفال وادوية الى داريا، قصفت قوات النظام في منتصف مايو المدينة بشكل كثيف. وتدور منذ ذلك الحين اشتباكات متقطعة مع الفصائل المقاتلة، وتحدث موقع "المصدر" الاخباري المقرب من النظام السوري عن "عملية عسكرية ضخمة" لاستعادتها خلال الايام المقبلة.
وفي 19 مايو، سيطرت قوات النظام السوري ومقاتلون من حزب الله اللبناني على بلدة دير العصافير وتسع قرى في محيطها في جنوب الغوطة الشرقية.
روسيا تدعو الى وقف اطلاق النار في داريا وفي الغوطة الشرقية
من جانبها، دعت روسيا الى وقف اطلاق النار لمدة 72 ساعة اعتبارا من الخميس بين النظام السوري والمعارضة في داريا والغوطة الشرقية حيث تواصلت المعارك رغم اعلان هدنة هشة في 27 شباط/فبراير.
واعلن مدير مركز التنسيق الروسي في سوريا سيرغي كورالينكو "من اجل احلال الاستقرار تدعو روسيا الى هدنة لمدة 72 ساعة في داريا وفي الغوطة الشرقية"، اعتبارا من الخميس، بحسب بيان صدر عن وزارة الدفاع ونشر ليل الاثنين الثلاثاء.
ودعا كورالينكو المعارضة السورية مجددا الى الانسحاب من المناطق الخاضعة لسيطرة جهاديي جبهة النصرة. واشار الى ان المجموعات المسلحة في الغوطة الشرقية وفي احياء من دمشق رصت صفوفها واعادت التسلح وتستعد لشن هجوم.
واكد كورالينكو ان "هذه الاستنتاجات والتقديرات اكدها القصف المتواصل الذي يتعرض له الجيش السوري في الغوطة الشرقية والاحياء السكنية في دمشق". وفي ما يتعلق بحلب (شمال)، اشار كورالينكو الى ان جبهة النصرة حشدت مجموعة من ستة الاف مقاتل لشن هجوم على نطاق واسع لتطويق القوات الحكومية المنتشرة في المدنية.
وتفرض قوات النظام حصارا على داريا المدينة الاستراتيجية الواقعة على مسافة 10 كلم جنوب غرب دمشق، وتحاول منذ اواخر العام 2012 استعادتها من ايدي المجموعات المسلحة. وتاتي دعوة روسيا غداة نداء وجهته واشنطن الى موسكو لتمارس ضغوطا على النظام السوري ليتوقف عن قصف المعارضة والمدنيين في حلب وفي ضواحي دمشق.
وتشرف موسكو وواشنطن اللتان تتراسان مجموعة الدعم الدولية لسوريا على احترام وقف اطلاق النار منذ 27 شباط/فبراير علما بانه تعرض لانتهاكات متكررة وواسعة النطاق في مناطق عدة ابرزها حلب في شمال سوريا.
ولم تنجح الدول العشرين الاعضاء في مجموعة الدعم الدولية لسوريا في تحويل وقف الاعمال القتالية الهش الى هدنة دائمة بين النظام السوري والمجموعات المعارضة. واقترحت روسيا الاسبوع الماضي على الولايات المتحدة شن غارات جوية مشتركة ضد المجموعات الجهادية في سوريا وهو ما استبعدته واشنطن على الفور.