أخبار

تعرض لكره شديد تحول فيما بعد إلى إشادة وتعاطف

محمد علي كلاي... قصة صعود أسطورية

-
قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

لم تخفف التوقعات القائمة منذ سنوات بخصوص قرب وفاة نجم الملاكمة الأميركي، محمد علي كلاي، من حجم الفاجعة التي نتجت عن فقدان شخصية خيالية هي الأبرز في عصرها، والتي نجحت في فرض وتقديم نفسها بما تتمتع به من سمات، منها روح الدعابة الملموسة، التحدي السياسي، الشهرة العالمية والأصالة المطلقة.

القاهرة: ولد محمد علي باسم كاسيوس كلاي في كنتاكي، وكان طفلاً نحيفاً سريع البديهة، وبدأ يتعلم الملاكمة في سن الـ 12 لرغبته في الانتقام من تلك الإهانة التي تعرض لها بسرقة دراجته، التي كان يقدر سعرها بـ 60 دولاراً، ولم يكن بوسعه تحمل فقدانها.

الرياضي الأسمى&

وفي الأخير، بات محمد علي الشخص الأكثر شهرة على وجه الأرض، وبات يعرف بالرياضي الأسمى، لكونه يجمع بشكل خارق للطبيعة بين القوة، الارتجال والسرعة، فضلاً عن كونه نموذج ورمز للفخر العنصري، مقاتل، مشروع مقاوم، معاون، ناصح، انفصالي، اندماجي، كوميدي، ممثل، راقص وشخص شجاع للغاية.

وتحدثت في هذا السياق مجلة النيويوركر عن حملات الكره والشتائم التي تعرض لها محمد علي في بدايات حياته كملاكم حين قرر اعتناق الإسلام، خاصة وأنه كان شخصية أصلية بالنسبة لكثير من الأميركيين، حيث جاء قراره باعتناق الإسلام ليصدمهم.

من الكره... إلى التعاطف

كتب حينها الكاتب جيمي كانون "أنا مشفق على كلاي وأمقت ما يمثله". لكن بعد أن أصابه الشلل الرعاش خلال العقود الأخيرة بالتزامن مع تغير موقف البلاد تجاهه، بات مثار اهتمام العالم بشكل كبير، حيث بدأ يتعاطف معه كثيرون من كل مكان.

وبدأ يتعامل معه الناس حين يقابلونه في حفلات العشاء الخيرية، المطارات والفعاليات الرياضية كما يتعاملون مع البابا فرانسيس والدالاي لاما.

بدايات محمد علي المتواضعة كانت في لويزفيل، حيث يعيش في منزل بسيط بأحد الشوارع الذي تقطنه عائلات أخرى سوداء البشرة.

سمي باسم كاسيوس على اسم قائد عسكري كان يعيش في كنتاكي خلال القرن الـ 19 وكان لديه 40 من العبيد ثم قام بتحريرهم وإطلاق سراحهم عند عودته من الحرب في المكسيك.

ولفتت "النيويوركر" إلى أن مدينة لويزفيل، التي نشأ بها كاسيوس في أربعينات وخمسينات القرن الماضي، كانت مدينة تحكمها قوانين جيم كرو العنصرية. كما أن والده كان يلقب بـ "رجل الأحلام المحبطة"، حيث لم يكن يثق بالبيض وكان يشعر بأنه منع من أن يكون رسام لوحات بدلاً من الإشارات واللوحات الإعلانية. كما كان يشرب الخمر بكميات كبيرة وكانت تتحول أحياناً المرارة التي يشعر بها لحالة من الفوضى. في حين أن والدة محمد علي، أوديسا، كانت مصدر الراحة بالنسبة لطفلها، كما أنها كانت أول من اكتشفت أن طفلها مُتحدث ولديه يد يسري سريعة الحركة.

الصعود الكبير

مشوار صعوده وتألقه بدأ من التدريب حتى تمكن من الفوز بالميدالية الذهبية في أولمبياد روما عام 1960، ليحظي بعدها على إشادة خاصة من ايفان ليبلينغ، الذي كان يعتبر أرقى الكتاب المتخصصين في رياضة الملاكمة آنذاك.

كان محمد علي محور الاهتمام في خضم الحديث عن الحقوق المدنية، حرب فيتنام، والقوة السوداء، ففترة تألقه بين عامي 1964 و1980 كانت بمثابة القصة التي لم يكن لأي كتاب أن يستوعبها، نظراً لكثر ما شهدته تلك الفترة من انتصارات، أزمات، نهايات، نهايات زائفة، تحولات، اعتداءات مضحكة، محاكمات ومشاهد مأساوية.&

وختمت المجلة بتأكيدها على أن الشيء الوحيد الطبيعي عن مسيرة محمد علي مع الملاكمة هو أنه استمر فيها لمدة طويلة وانتهى به الحال مصاباً، بينما تم تضخيم كل شيء آخر من حوله، بما في ذلك انجازاته الرياضية، لأسباب ليس أقلها أنها تحققت بمخاطرة تعرضه لأذى جسدي رهيب.
&
أعدت "إيلاف" هذا التقرير نقلا عن مجلة "نيويوركر" الأميركية. للإطلاع على المقال الأصل إضفط هنا
&

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف