هل حقاً قتله تشرشل أم بدّل حياته ليصبح ستالين؟
اللورد كتشنر... حياة حافلة وموت غامض
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
على الرغم من مرور مئة عام على رحيله، لا يزال غرق هوراشيو هربرت كتشنر أو اللورد كتشنر، القائد الأعظم للجيش البريطاني ورجل دولة، لغزًا تاريخيًا تحاك حوله العديد من الأخبار والتحليلات.
لندن:&شكلت صورة& اللورد& كتشنر القيادية، المأخوذة من على غلاف مجلة، والتي ظهرت على ملصقات التجنيد منادية "بلدكم بحاجة إليكم!، محل تقدير، وهي التي شجعت أعداداً ضخمة من المتطوعين وأثبت أنها واحدة من أكثر صور الحرب ديمومة، والتي تم نسخها ومحاكاتها&عدة مرات. وحظيت صورة هذا الملصق، الذي رسمه المصور ألفريد ليت، بشعبية قوية، وهو نفس الفنان الذي نسخ صورة جيمس مونتغمري على ملصق العم سام، والتي استخدمها الجيش الأميركي أيضًا في الحرب العالمية الأولى.
اشتهر كتشنر عام 1898 لانتصاره في معركة أم درمان وتأمين السيطرة على السودان، بعدها مُنح لقب "لورد كتشنر من الخرطوم"؛ كرئيس للأركان. وقد لعب دوراً محورياً في حرب البوير الثانية،&وعند مطلع الحرب العالمية الأولى، سرعان ما عيّن رئيس الوزراء أسكويث اللورد كتشنر وزيراً للحربية؛&مخالفة لرأي مجلس الوزراء، توقع كتشنر بنشوب حرب طويلة ستستمر ثلاث سنوات على الأقل، تتطلب جيوشاً جديدة ضخمة لهزيمة ألمانيا، وتسفر عن وقوع أعداد كبيرة من الضحايا قبل انتهائها. فعمد إلى تأسيس "الجيوش الجديدة" كوحدات منفصلة، ونظم أكبر جيش متطوعين شهدته بريطانيا والعالم، وأشرف على توسع كبير لإنتاج الخامات لقتال ألمانيا على الجبهة الغربية.&
غرق كتشنر في 5 يونيو 1916 عندما أُغرقت السفينة "تش إم إس هامپشير" غرب جزر أوكلاند (اسكتلندا). كان كتشنر في طريقه إلى روسيا لحضور مناقشات لكن السفينة أصيبت بلغم ألماني. كان واحداً من بين ما يزيد عن 600 قتيل على ظهر السفينة.&
نظريات المؤامرة
بعد الحرب، ظهرت العديد من نظريات المؤامرة، إحداها نظرية اللورد ألفرد دوگلاس، والتي تفترض وجود صلة بين وفاة كتشنر، ومعركة يوتلاند البحرية، متهماً ونستون تشرشل بأنه جزء من مؤامرة إغتيال كتشنير. إلا أن&تشرشل كسب دعوى تشهير رفعها ضد دوگلاس الذي قضى ستة أشهر في السجن. وفي زعم آخر أن هامپشير لم تصب بلغم على الإطلاق، لكنها غرقت بسبب متفجرات كانت موضوعة في السفينة بواسطة الجمهوريين&الايرلنديين.
عام 1926، زعم محتال يدعى فرانك پاور في صحيفة صنداي ريفيري أن جثمان كتشنر عثر عليه صيادون نرويجيون. أعاد پاور النعش من النرويج وجهزه للدفن في سانت پول. عند هذه المرحلة، تدخلت السلطات وفُتح النعش في حضور الشرطة والطبيب الشرعي. وُجد أن الصندوق يحتوي على القطران فقط للوزن. أثار هذا الزعم غضباً شعبيًا عارمًا، لكنه لم يخضع للمحاكمة.
وفي السياق نفسه ، أعلن الجنرال إريش لودندورف، جنرال الإمداد والتموين ورئيس مشترك (مع فون هيندنبورك) للجهود الحربية الألمانية، بأن عناصر شيوعية روسية تعمل ضد القيصر فضحت خطط كتشنر لزيارة ألمانيا. وقال إن كتشنر قُتل "بسبب قدرته"، حيث كان يُخشى من أن يساعد الجيش الروسي القيصري على التعافي.
كما زعم فردريك يوبرت دوكويسن، جندي وجاسوس من البوير، أنه اغتال كتشنر بعد محاولة فاشلة سابقة لقتله في كيپ تاون. وتقول قصة دوكويسن أنه تظاهر بأنه الدوق الروسي بوريس زاكرڤسكي عام 1916 وانضم لكتشنر في اسكتلندا، ويضيف: وبينما كنت برفقة كتشنر على متن السفينة "هامبشير"، اشرت لغواصة ألمانية& للقيام بإغراق الطراد، وتم انقاذي بواسطة الغواصة".
وتقول شائعات أخرى عن نجاة اللورد كتشنر من الإنفجار، حيث من المحتمل أن يصبح زعيم الإتحاد السوفياتي جوزيف ستالين، في حين تقول نظرية مؤامرة أخرى إن القائد العسكري كان عضوًا في الماسونية، وساعده هذا التنظيم السري على بدء حياة جديدة.
تحت&المجهر&
وفي حين&يستمتع البعض بتلك النظريات التي تروي تفاصيل موت اللورد كتشنر، إلا أن للمؤرخين رأياً آخر، وهم غير مقتنعين بها. وقال أستاذ التاريخ "براد فراوت" الذي صدر له مؤخراً كتاب بعنوان "كيتشنر بطل وليس بطلاً'': "كانت نظريات المؤامرة - جزئياً- نتيجة للصدمة التي شعرت بها الأمة ونتيجة للسرية التي أحاطت بمهمة كيتشنر وفي المكان البعيد الذي لقي به حتفه"، وأضاف في تصريح&لصحيفة&ذا ميرور: "وكان أيضًا إلى حد كبير نتيجة عدم إيجاد الجثة، وبالتالي لا يمكن أبدًا إثبات وفاته".
وقال فراوت: "كانت معركة جوتلاند قد انتهت للتو، وكتشنر كان يبحر في منطقة عالية المخاطر، حيث يعتبر مكان عبور&السفينة الملكية "هامبشير" حقلاً من الألغام ... لقد كانت كارثة بحرية كاملة، ولكن يبدو من غير المحتمل نظرية المؤامرة".
شخصية&فذة
حظي اللورد& كتشنر بشعبية كبيرة بين البريطانيين وبتركيزهم على شخصيته القيادية العسكرية . بدأ كضابط بسلاح المهندسين الملكي ثم عيّن حاكماً على المستعمرات البريطانية بمنطقة البحر الأحمر في عام 1886،&ومن ثم أصبح القائد الأعلى للقوات المسلحة بالجيش المصري في عام 1892.
قاد كتشنر حملة الغزو الثنائي (البريطاني &- المصري) على السودان عام 1898،&والتي تصدت لها قوات المهدية في موقعة كرري الشهيرة، والتي أسفرت عن نهاية الدولة المهدية.
في عام 1902&عاد إلى بريطانيا وأنعم عليه بلقب "نبيل"، وعين قائداً أعلى للقوات في الهند. غادر الهند في عام 1909 وحاز على لقب مارشال وعمل قنصلاً بمصر وعند اندلاع الحرب العالمية الأولى استدعي إلى بريطانيا ليعمل سكرتيراً لشؤون الحرب. يؤثر عنه قوله لمستشاريه: "لا يجرؤ أحدكم على تذكيري باللوائح والأعراف فهي إنما وضعت لإرشاد الأغبياء".
صراع مفتوح
في حين تربع كتشنر، الرمز العسكري، على عرش قلوب البريطانيين، إلا أنه لم يحظَ بشعبية بين زملائه من السياسيين والعسكريين. ويُعتقد أن نفوره من العمل ضمن فريق ، ساهم في نجاح زملائه من الوزراء الآخرين، نهاية المطاف، من إبعاده عن مسؤوليته لقيادة التعبئة الصناعية في بريطانيا، إلا أنه رفض التنحي من مجلس الوزراء.
ويعتبر ديفيد لويد جورج، رئيس الوزراء المستقبلي للمملكة المتحدة، احد أبرز وزراء الذين اصطدم معهم كتشنر، وهو الذي قال عنه ذات مرة: " المشكلة مع السياسيين أنهم على الرغم من أنهم يقسمون على إلتزام السرية، إلا أنهم وفور عودتهم إلى ديارهم يفضحون كل شيء لزوجاتهم. باستثناء لويد جورج الذي يذيع السر لأي شخص آخر".
ولعله ليس من المستغرب أن عندما اضطر لويد جورج إلى إلغاء بعثة دبلوماسية إلى روسيا، بسبب الصراع في ايرلندا الشمالية، سارع كيتشنر على انتهاز الفرصة ليقوم مقامه بتلك المهمة، وهو القرار الذي دفع حياته ثمناً له.
أعدت "إيلاف" المادة عن صحيفة "ديلي ميل"، الرابط الأصل: