أخبار

معاناة عائلة عراقية هربت من معقل "الجهاديين" في الفلوجة

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

بغداد: يروي ابو مروان، وهو من المدنيين القلائل مع زوجته وابنائه الثلاثة الذين تمكنوا من الفرار من مدينة الفلوجة، معقل تنظيم الدولة الاسلامية في غرب العراق، معاناة السنتين مع الجهاديين وصعوبة عملية الفرار.

وتمكن حوالى عشرين الف شخص، أغلبهم من اطراف مدينة الفلوجة (50 كلم غرب بغداد)، من الهرب الى مناطق آمنة منذ انطلاق العمليات العسكرية لاستعادة المدينة من قبضة الجهاديين في 23 ايار/مايو. 

واستطاع ابو مروان (40 عاما) وعائلته مغادرة الفلوجة هذا الاسبوع، فيما عشرات الاف المدنيين ما زالوا محاصرين داخلها. 

وفي ما يأتي رواية الرجل في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس: 

"لم نهرب من الفلوجة عندما سيطرت داعش عليها في نهاية عام 2013.

"كنا نتوقع ان الازمة ستنتهي في غضون اسابيع او اشهر، لكن المسلحين اخذوا يشددون على الاهالي ويفرضون عليهم قوانين وفتاوى وبدأوا بنشر حواجز وزرع قنابل في الشوارع. 

"استمر ذلك طوال عامي 2014 و2015 قام خلالها التنظيم باغلاق جميع مداخل ومخارج الفلوجة بحواجز اسمنتية وعبوات ناسفة. (...) وتدهورت اوضاعنا المعيشية مع بداية هذا العام".

وتفاقم الوضع مع بدء هجوم القوات الحكومية على الفلوجة، فقرر مروان الفرار.

"قمت وأحد جيراني بالاتصال بشخص يدعى ابو عمر، احد رموز داعش المعروف ب+والي+ القسم الجنوبي من الفلوجة، من اجل تسهيل هربنا من المدينة. في المقابل نقوم بتهريب زوجته معنا"، مشيرا الى ان "الصفقة كانت معه للوصول بزوجته الى كركوك" شمال بغداد. 

تنظيم "داعش يطلق على زوجات المسلحين اسم +اتباع الدولة+ وعلى باقي نساء المدينة اسم +نساء العوام+".

عبور نهر الفرات

وتم الاتفاق مع "الوالي" خلال يومين، وجهز ابو مروان سيارته التي صعدت اليها عائلته وزوجة ابو عمر. 

"أوقفونا على العديد من حواجز التفتيش، لكننا عندما كنا نقول ان +ابو عمر أرسلنا+ تركونا نمر، ثم ظهر الوالي وهو يقود دراجة نارية امامنا ليفتح لنا الطريق، وطلب منا ان نبقى على مسافة مئة متر منه". 

"توجهنا بعدها الى منطقة زوبع القريبة من نهر الفرات". 

"على طول الطريق، كان هناك العديد من مسلحي داعش يحملون اسلحة ثقيلة ويتخفون داخل ملاجىء". 

وذكر احد القادة العسكريين في عملية تحرير الفلوجة، احد ابرز معاقل الجهاديين في العراق، بان نحو 2500 عنصر من تنظيم الدولة الاسلامية يدافعون عن الفلوجة. 

"عندما وصلنا عند نهر الفرات كان هناك عدد كبير من مسلحي داعش يتحكمون بحركة مغادرة العوائل التي تعبر نهر الفرات باتجاه منطقة عامرية الفلوجة" الى الجنوب من الفلوجة. 

"بعض العائلات كانت تنتظر منذ اربعة ايام لتعبر النهر، ودخل بعضهم في جدال مع المسلحين. 

"تركت سيارتي لداعش. وبعد جدال معهم حصلنا على زورق صغير لعائلتي ومعهم زوجة ابو عمر، لكن داعش لا يسمح بعبور الرجال مع النساء وطلبوا ان اعبر النهر سباحة". 

ووفقا للمجلس النروجي اللاجئين الذي يقوم بادارة معظم المخيمات التي لجأ اليها النازحون من الفلوجة، تمكنت مئات العائلات من الهرب عبر منطقة زوبع خلال الايام الماضية. 

وقتل بالرصاص عدد ممن كانوا في طريقهم لعبور النهر، فيما قضى آخرون غرقا، وفقا لمنظمات انسانية. 

حلويات ومياه شرب

"بعد عبورنا النهر، مشينا لمسافة قصيرة والتقينا بالجيش العراقي والحشد الشعبي.

"رحبوا بنا وقدموا لنا حلويات وعصائر وماء، ثم فصلوا الرجال عن النساء وقاموا باجراءات امنية وتفتيش حقائبنا". 

واستجوبت القوى الامنية مطولا الرجال عما اذا كان لديهم معلومات عن قادة الجهاديين في داخل الفلوجة. 

"بدأت القوات الامنية باطلاق سراح الرجال كبار السن ثم متوسطي العمر. اما الشباب فأبقوهم حتى ساعة متاخرة للتدقيق في اسمائهم ومقارتها مع معلومات في حاسوب محمول. 

"قلت لهم ان زوجة ابو عمر، القيادي في تنظيم داعش معنا، وتم استدعاؤها، ولا اعلم مصيرها".

اما ابو مروان وعائلته فسمح لهم بالمغادرة.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
جهاديون ام ارهابيون
عبدالله جمعة -

الى موقع ايلاف الرجاء كتابة الارهابيين وليس جهاديين ان دولة الخرافة