أخبار

السراج: هزم "الجهاديين" في ليبيا بتوحيد القوى العسكرية

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

طرابلس: اعتبر رئيس حكومة الوفاق الوطني الليبية فايز السراج في مقابلة مع وكالة فرانس برس ان هزيمة تنظيم الدولة الاسلامية في ليبيا لن تتحقق الا بوجود قيادة عسكرية موحدة تضم كل القوى المسلحة الناشطة في البلاد.

في موازاة ذلك، اكد السراج ان دولا لم يذكرها تقدم "مساعدات محدودة" ذات طابع "استشاري ولوجيتسي" الى قوات حكومته، داعيا المجتمع الدولي الى تسريع رفع الحظر المفروض على توريد الاسلحة الى هذه القوات.

وقال السراج ردا على اسئلة فرانس برس عبر البريد الالكتروني الاحد "اننا نؤمن بان لا حل لمحاربة هذا التنظيم الا من خلال قيادة عسكرية موحدة، تجمع تحت لوائها الليبيين من كافة انحاء البلاد".

وتنشط في ليبيا عشرات الجماعات المسلحة التي احتفظت باسلحتها عقب اطاحة نظام معمر القذافي في 2011، فيما ينقسم الجيش بين سلطتي حكومة السراج المدعومة من المجتمع الدولي ومقرها طرابلس، والحكومة الموازية في الشرق التي لا تحظى باعتراف دولي.

واستغل تنظيم الدولة الاسلامية الجهادي الفوضى الامنية التي تلت الاطاحة بنظام القذافي ليؤسس قاعدة خلفية في هذا البلد الغني بالنفط.

ومنذ ايار/الماضي، تخوض قوات موالية لحكومة الوفاق معارك مع التنظيم في سرت (450 كلم شرق طرابلس) في اطار حملة عسكرية تهدف الى استعادة المدينة الساحلية من ايدي التنظيم الجهادي الذي يسيطر عليها منذ عام.

وتحظى عملية "البنيان المرصوص" بدعم واسع في مدن الغرب الموالية لحكومة الوفاق، فيما تتجاهلها قوات الحكومة الموازية في الشرق بقيادة الفريق اول خليفة حفتر والتي تخوض بدورها معارك منفردة مع التنظيم المتطرف في مدينة بنغازي (الف كلم شرق طرابلس).

وترفض قوات حفتر دعوات حكومة السراج للانضمام الى هذه الحملة العسكرية، معتبرة ان القوات التي تحارب التنظيم في سرت وتتشكل من جماعات مسلحة تنتمي الى مدن عدة في غرب ليبيا، "مليشيات خارجة عن القانون".

مساعدة استشارية ولوجستية

وفي الاسابيع الاولى من العملية العسكرية، حققت القوات الموالية لحكومة السراج تقدما سريعا في سرت قبل ان يتباطأ الهجوم مع وصول القوات الى مشارف المناطق السكنية.

وقال السراج ان "البطء الذي حدث مؤخرا سببه الحرص على سلامة المدنيين، فالتنظيم لم يتورع في استخدام اعداد من المواطنين دروعا بشرية".

لكنه شدد على ان التنظيم "محاصر في مساحة محدودة، ونؤكد ان النصر الكامل هو عملية وقت نأمل ان يكون قريبا جدا".

ويقدر مسؤولون في القوات الحكومية اعداد المدنيين في سرت بنحو ثلاثين الف شخص بعدما غادرها اغلبية سكانها البالغ عددهم نحو 120 الفا مع سيطرة التنظيم الجهادي في حزيران/يونيو 2015.

وتحظى القوات الحكومية بمساعدة خارجية "محدودة" في معاركها مع التنظيم الجهادي، وفقا للسراج.

واوضح رئيس الحكومة "هناك مساعدات محدودة ذات طابع استشاري ولوجستي، وسبق ان رحبنا بمساعدة ودعم الدول الشقيقة والصديقة، ما دام ذلك الدعم في اطار طلب من حكومة الوفاق  بالتنسيق معها وبما يحافظ على السيادة الوطنية".

وطالب السراج المجتمع الدولي بتسريع رفع حظر التسليح المفروض على ليبيا حتى تتمكن حكومته من استيراد الاسلحة.

وقال "الاهم في نظرنا هو التعجيل بتنفيذ قرار رفع الحظر عن التسلح لتستكمل قواتنا ما ينقصها من اسلحة"، مضيفا ان حكومته تتطلع لشراء الاسلحة من "الدول التي توفر نوعية الاسلحة التى تستخدمها وتدربت عليها القوات المسلحة الليبية".

وتابع "لقد نجحنا بالتواصل والتوضيح والشرح في ان تكون الازمة الليبية على جدول اجتماعات الدول الكبرى" التي راى انها "ساهمت في الازمة بتخليها عن ليبيا بعد الثورة وعليها الان ان تصحح موقفها وان تساهم في ايجاد الحل".

"مصباح سحري"

انبثقت حكومة الوفاق الوطني من اتفاق سلام وقعته اطراف سياسية في المغرب في كانون الاول/ديسمبر الماضي لانهاء الصراع على السلطة المتواصل منذ الاطاحة بالقذافي، ونص على ان تقود هذه الحكومة مرحلة انتقالية تمتد لعامين تنتهي بانتخابات تشريعية.

وفي 30 اذار/مارس، وصل السراج واعضاء اخرون في الحكومة الى طرابلس رغم تحذير سلطات الامر الواقع السابقة وتهديدها بتوقيفهم، قبل ان تبدا حكومة الوفاق بتسلم الوزارات الواحدة تلو الاخرى مع تلاشي الحكومة الموازية في العاصمة واعلان غالبية الجماعات المسلحة في المدينة تاييدها للحكومة.لكن حكومة السراج وجدت نفسها امام لائحة طويلة من التحديات الامنية والاقتصادية السياسية تتمثل خصوصا في رفض الحكومة الموازية في شرق البلاد تسليمها السلطة قبل ان يمنحها البرلمان المعترف به دوليا الثقة وهو ما لم يتحقق بعد.

وقال السراج ان حكومته ورثت "مشاكل لا تحصى بعضها عمره خمس سنوات والبعض الآخر تراكم على امتداد اربعة عقود" من حكم القذافي، مضيفا "اينما اتجهنا ومنذ وصولنا الى طرابلس نصطدم بمشاكل".

وتعاني المصارف في ليبيا، اغنى دول افريقيا بالنفط والبالغ عدد سكانها نحو ستة ملايين نسمة فقط، من نقص حاد في السيولة، ويقف الاقتصاد على حافة الانهيار مع تراجع الانتاج النفطي بفعل الصراعات المسلحة وعدم القدرة على جمع الضرائب وغياب الاستثمارات.

ويرى السراج وهو مهندس معماري مولود في طرابلس عام 1960 ان ليبيا التي تبعد بضعة مئات من الكيلومترات عن اوروبا قادرة رغم ذلك على ان تنهض "من هذه الكبوة"، مضيفا "اذا فقدت هذا الايمان فلن ابقى دقيقة واحدة" على راس الحكومة.

وتابع "ليس لدينا مصباح سحري. لدينا جهدنا وهو مسخر لخدمة الوطن".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف