فيسك يرصد رؤية العرب لخروج بريطانيا من أوروبا

إيلاف من دبي: يحلم العرب بالهجرة إلى أوروبا بل إن الآلاف يموتون وهم في طريقهم للوصول إلى القارة العجوز، بينما قرر البريطانيون الإنتحار "نقدياً ومالياً" على الأقل من أجل الخروج من أوروبا، إنها مفارقة كبيرة، تفتح المجال لسؤال مهم حول رؤية العرب للخروج البريطاني من التكتل الأوروبي سواء إقتصادياً أو سياسياً أو حتى على المستويات الإجتماعية وغيرها من الأبعاد التي تحكم العلاقة بين العرب والعالم.

يظل السؤال المحوري الآن: كيف يرى العرب خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي؟ سؤال يحاول الصحافي البريطاني الأشهر في المنطقة العربية روبرت فيسك تقديم إجابة له، حيث يعد فيسك واحداً من أكثر الشخصيات التي تدرك جيداً إنعكاس ما يحدث في الغرب على المنطقة العربية، فقد أمضى 30 عاماً في منطقتنا العربية دارساً وراصداً لما يحدث فيها من تطورات سياسية على المستويات كافة.

فيسك كتب عبر الإندبندنت راصداً ردة الفعل العربية تجاه الوداع البريطاني للقارة العجوز، فقال: "العرب يفضلون التفسيرات التاريخية حتى في ما يتعلق بأحداث الحاضر، فقد قال مغرد سعودي إن بريطانيا التي قسمت البلاد العربية منذ أكثر من قرن تتجرع الآن مرارة الإنقسام.

وعلى المستوى الإقتصادي، هناك حالة من الإرتياح في المنطقة العربية للخروج البريطاني، حيث يقول رجل أعمال سعودي إن ما يتم استيراده من بريطانيا سوف يصبح أقل كلفة وأرخص، كما أن العقارات اللندنية التي يسعى العرب الأثرياء دائماً للإستحواذ عليها، سوف تصبح في متناولهم أكثر وأكثر، مقارنة مع أي وقت مضى.

وتحدث فيسك عن رد فعل بعض الشخصيات الصحفية العربية من بينهم جمال خاشجقي، فعلق "فلاديمير بوتين يشعر بالسعادة لنجاحه في تقسيم أوروبا عبر أزمة اللاجئين التي تسبب في حدوثها في سوريا".&

فيما تحدث السوري فيصل القاسم على نحو مثير للسخرية، فكتب "في بريطانيا عندما قال الشعب لا، غادر كاميرون فوراً، لكن في سوريا غادر الشعب حينما قال لا، لكي يبقى الأسد".

&وتحدث فيسك عن الانتخابات العربية وما حدث في بريطانيا، فقال "أعتقد أن المشكلة الكامنة لكل العرب تقريبًا، والتي تم التلميح إليها بشكل جزئي بعد الخروج البريطاني، أن الانتخابات العربية تبدو منافية للعقل، ولها نتائج أقرب للخيال، والأغلبية الساحقة الأسطورية، مما يجعل الاستفتاء البريطاني حلماً في حد ذاته للديمقراطية التي يحلم بها بعض العرب، رغم النتائج المثيرة للإنقسام، والتي ستكون لها تبعات سلبية على بريطانيا".
&