ثلاث قضايا تفجر الصراع بين ترامب ووسائل إعلام أميركية

فجّرت التصريحات التي أطلقها دونالد ترامب حول دعوته روسيا إلى اختراق بريد كلينتون، وتساؤلاته عن عائلة الضابط همايون خان، إضافة إلى كلامه الأخير عن فلاديمير بوتين ونواياه، صراعا كبيرا بينه وبين عدد من وسائل الإعلام الأميركية.

جواد الصايغ من نيويورك: على الرغم من تصدر أخباره معظم وسائل الإعلام الأميركية والعالمية منذ حوالى عام تقريبا، غير أن التغطية الإعلامية لأخبار دونالد ترامب ومعاونيه، وصلت إلى مستوى غير مسبوق في الأيام الأخيرة بعد إدلائه بتصريحات وُصفت بأنها الأكثر إثارة للجدل.
وقد أضاءت وسائل الإعلام الأميركية بشكل كبير على مواقف ترامب التي تناولت دعوته بداية روسيا إلى اختراق بريد منافسته هيلاري كلينتون، ثم تساؤلاته عن أسباب التزام غزالة خان والدة الضابط همايون خان الذي قتل في العراق عام 2004، الصمت،&أثناء إلقاء زوجها كلمته في المؤتمر العام للحزب الديمقراطي، وصولا إلى تصريحاته عن عدم نية بوتين تحريك قواته في اوكرانيا.

الأسبوع الكبير
القصة بدأت منتصف الأسبوع الماضي بعد دعوة ترامب الروس إلى اختراق بريد كلينتون، قضية تلقفتها معظم وسائل الإعلام الاميركية لتفرد صفحاتها الرئيسة للتعليقات التي وصلت حد اتهام المرشح الجمهوري بالخيانة، وعلى الرغم من وضع ترامب دعوته في اطار السخرية، غير ان ذلك لم يؤخذ في الإعتبار، ثم أتت السجالات التي دارت بين ترامب وفريق عمله من جهة وخايزر خان والد الضابط المسلم الذي قتل في اميركا لتحتل هي الاخرى مساحات واسعة من الصحف، قبل أن تنشر شبكة سي ان ان تصريحا ادلى به ترامب بتصريح ليل الاثنين الثلاثاء على شاشة اي بي سي نيوز، قال فيه "ان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لن يحرك قواته باتجاه اوكرانيا"، واضافت الشبكة،" رغم ان بوتين فعل ذلك في عام 2014 عندما استولت قواته على شبه جزيرة القرم".
السي ان ان التي تعرضت لهجوم عنيف من ترامب بسبب محاولتها دعم مسيرة كلينتون بحسب المرشح الجمهوري، شأنها في ذلك شأن كبريات الصحف الاميركية كنيويورك تايمز، وواشنطن بوست، نشرت اليوم الثلاثاء تقريرا تناولت فيه مواقف ترامب الاخيرة، والتأثيرات التي قد تنتج منها.

الأيام السيئة
وقالت الشبكة،"في أي حملة سياسية طبيعية، فإن العثرات التي رافقت ترامب في أسوأ ثلاثة ايام كانت لتعيق قدرته على اجتياز اختبار الشعب الأميركي لتقرير من هو رئيسهم وما إذا كان صالحا ولائقا لقيادتهم"، مستدركة،" لكن لا احد يحتاج إلى التذكير بأن عام 2016 ليس عام السياسة التقليدية".

أنصاره يؤيدونه&
وبحسب الشبكة، "فإنه وعلى الرغم من تصريحاته لكن انصار ترامب لم يغيروا رأيهم حياله، ونقلت عن توم ماكلانهان قوله،" شعرت بالحزن تجاه عائلة خان، ولكن ترامب يتعرض لعمل مدبر من قبل وسائل الإعلام"، بينما اشار مايكل كواش وهو من فيرجينيا، "إلى انه وفي كل مرة تقول(وسائل الإعلام) إن هذه التصريحات ستشكل نقطة تحول في مسيرة ترامب الإنتخابية، وان مرحلة الإنحدار ستبدأ، يظهر العكس ونرى ترامب يتقدم اكثر"، وبينما انتقد كريس ليز تصريح ترامب حول همايون خان، غير انه أكد عزمه على التصويت له، لأن انتخاب كلينتون امر لا يمكنني القيام به".

قادة الحزب الجمهوري لم يذكروا اسمه
واضاءت السي ان ان على إصدار رئيس مجلس النواب بول ريان وزعيم الاغلبية في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل بيانات صحافية يوم الأحد، أدانوا فيها ضمنيا تعليقات ترامب دون ان يذكروه بالاسم، كما نقلت تصريحات رينس بريبوس رئيس الحزب الجمهوري الذي اشاد بتضحيات خان، معتبرا ان موضوع إعتذار ترامب من عائلته يقرره فقط المرشح الجمهوري".

مستشاره في عين العاصفة ايضا
تجدر الإشارة إلى أن ترامب لم يعد يستأثر بالاضواء الإعلامية بمفرده بعد تصريحاته الأخيرة، فقد نشرت صحيفة الواشنطن بوست تحقيقا عن مستشاره لشؤون الشرق الأوسط وليد فارس (معروف عنه عداؤه للتنظيمات الجهادية المتطرفة وجماعة الإخوان المسلمين والنظام الإيراني)، تحدثت خلاله عن دور الأخير في تأسيس ومساعدة حركة "مسلمون مؤيّدون لترامب" والمواقف التي صدرت عن القيمين على هذه الحركة في الايام الماضية، وارفقت تقريرها بتصريح لأحد مسؤولي مجلس العلاقات الأميركية الإسلامية (CAIR) ، وشخصيات اخرى قللت من اهمية المنظمات الإسلامية المؤيدة لترامب وعديدها، وقد جاء هذا التحقيق بعد يوم واحد من نشر فارس صورة تجمعه برئيس هذه الحركة ساجد طرار في المؤتمر العام للحزب الجمهوري الذي انعقد في كليفلاند.
&