من مناسبة وطنية إلى فورة ترويج مبتذل
مهرجان الإسفاف اللبناني في عيد الجيش
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
إيلاف من بيروت: إلى أمس قريب، كان اللبنانيون يرنمون صباح في &"تسلم يا عسكر لبنان&" في الاول من أغسطس. لكن المشهد انقلب اليوم، وأصبح المعلنون أسياد الساحة.
أخطأ من اعتقد
فقد عمّ الاسفاف الاعلام في الأول من أغسطس على نحو لم يشهد له اللبنانيون مثيلًا منذ أعوام، فاحتل الصحف ووسائل التواصل الاجتماعي، وتراسله الناس من خلال واتسآبهم بشكل كثيف. ومن شهد هذا الفيض من الاعلانات المباركة للجيش عيده، وتوجيه التحيات المباركات للجندي اللبناني، أدرك أي درك وصل إليه الاعلام والاعلان اللبنانيَّان، بعد عزّ طال الإقليم والخليج وما بعدهما. فالاعلانات هذه تنزف إبداعًا مبتذلًا، وصل الأمر بأصحابه إلى وصف الجيش اللبناني بـ"شاوي الأعداء" في إعلان لمطعم لبناني معروف، لا يسع الجندي اللبناني أن يتذوق من لائحته العامرة ولو "سندويشًا" واحدًا.&
إبداع مذبوح
"يا شاوي أعدائنا"... هذا واحد من كثير، لكنه دليل دامغ على أن الانحدار وصل باللبناني إلى حدود "الدعوشة" بالشيّ وبالنار، متناسيًا أن هذا المسلح على ثغور البلاد إنما هو جندي نظامي لا يشوي أحدًا، بل يقاتل بشرف، ذودًا عن وطنه لبنان!
الخطيئة
أشد ثلاثة إعلانات سوءًا في هذا الهرج والمرج كان إعلانًا يحمل شعار "يحميك الربّ" في تلاعب سفيه بالكلام بين الربّ الإله وربّ البندورة، وآخر يصوّر أقلام رصاص هي "رصاص فردك" أي مسدسك. أما ثالثة الأتافي فكانت مباركة إحدى المؤسسات الكبرى التي لا شك في أنها تستعين بوكالة دعاية كبرى، التبست عليها صورة جندي، فاستخدمت صورة إسرائيلي مكان اللبناني، وحمّلت الاعلان رسالة "عميقة": "خلي عينك علينا يا بطل".
لم يكن هذا خطأ، بل خطيئة مميتة. ولو كان في هذه البلاد دولة ومؤسسات، لكانت قامت القيامة وما قعدت إلا وقد أقفلت المؤسسة هذه، وأحيل أركانها على التحقيق في مسألة تستحق النظر. لكن الأمر مرّ مرور الكرام، وكأن شيئًا لم يكن، حتى أن تلك الشركة ما تجشمت عناء إلغاء الاعلان أو استبدال الصورة، بل اكتفت بتحميل أحد عمالها المكلف متابعة نشاط الشركة على مواقع التواصل الاجتماعي وإقالته من وظيفته.
&