انتشار أمني لمنع عناصر داعش من الفرار
ضربات أميركية في ليبيا واستنفار على حدود الجزائر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
دفعت الجزائر بتعزيزات أمنية جديدة إلى الشريط الحدودي مع ليبيا إثر إعلان وزارة الدفاع الأميركية شن غارات جوية على عناصر تنظيم داعش في مدينة سرت، وذلك استعدادًا لصد أي تسلل محتمل لإرهابيين قد يفرون من الجارة الشرقية نحو التراب الجزائري.
تعرف الحدود الجزائرية الليبية التي تقارب ألف كلم، منذ تردي الأوضاع الأمنية في ليبيا خلال الثورة التي أطاحت بنظام العقيد معمر القذافي، تواجدًا فوق العادة للجيش الجزائري، بالنظر إلى &تنامي نشاط الجماعات الإرهابية وتجار الأسلحة بالمنطقة.
ونقلت وسائل إعلام محلية في وقت سابق عن مصادر أمنية قولها إن طائرات الجيش الجزائري زادت من طلعاتها الاستطلاعية على طول الحدود بين البلدين، إضافة إلى رفع درجة الاستنفار على النقاط الحدودية والمعابر بين البلدين.
ولا يستبعد الأستاذ عبد الرحمان بن شريط، المتابع للشأن المغاربي، أن تحاول عناصر تنظيم داعش الفرار نحو الحدود الجزائرية، في حال تعرضت لهجمات مكثفة من قبل سلاح الجو الأميركي.
خبرة
ورغم إقراره بحساسية الموقف الذي تعيشه الجزائر، التي كانت ترفض أي تدخل عسكري في ليبيا، قد يعصف بمسار المصالحة، يؤكد بن شريط في حديثه مع "إيلاف" أن الجيش الجزائري تعوّد على التعامل مع ظروف كهذه.
وذكر بن شريط أن عناصر الجيش تعيش منذ الإطاحة بنظام معمر القذافي حالة استنفار على الحدود، بالنظر إلى الانتشار الواسع للأسلحة بالمنطقة، وفي غياب قوات أمنية ليبية حقيقية يمكن التنسيق والتعاون معها لمحاصرة الجماعات الإرهابية.
ولفت بن شريط إلى أن التعاون الوثيق الذي يجمع الجزائر بالولايات &الأميركية في مجال مكافحة الإرهاب قد يسهم في مهمة الجزائر للتصدي لفرار عناصر داعش إلى ترابها من &خلال تبادل المعلومات.
وعارضت الجزائر منذ البداية أي تدخل عسكري في ليبيا سواء عند انطلاق شرارة الإطاحة بنظام القذافي، أو في ظل النظام الجديد.
وتجد الجزائر &نفسها اليوم في موقف لا تحسد عليه بالنظر إلى أن التدخل الأميركي في سرت كان بطلب من حكومة الوفاق الوطني التي يقودها فايز السراج، الذي أعلنت الجزائر في وقت سابق دعمها الكامل لحكومته.
ودعا البعض الحكومة إلى إصدار موقف علني بشأن التواجد العسكري الجديد في ليبيا، بالنظر إلى أن الجزائر قد تكون أول المتضررين منه.
استعداد دائم
&وبحسب بن شريط، فإن الحل الوحيد للجزائر لمواجهة أي خطر إرهابي قادم من ليبيا هو ضرورة الاستعداد الكامل والدائم لأي مستجد قد يحدث بالنظر إلى أن التطورات وفق المستجدات الجديدة من الصعب التكهن بها.
ولم يستبعد محدث "إيلاف" أن تلجأ الجماعات الإرهابية للقيام بعمليات استعراضية في الجزائر بهدف لفت وسائل الإعلام إليها، في حال تلقت ضربات موجعة في ليبيا.
ويتذكر الجزائريون تعرض منشأة الغاز بتقنتورين في إن أمناس لهجوم إرهابي في 16 يناير 2013 ، والذي أدى إلى سقوط واحتجاز عدد من الرهائن الجزائريين والأجانب.
واثر ذاك الهجوم المسلح الذي قادته عناصر تسللت من ليبيا على عمل هذه المنشأة التي استعادت 30 بالمائة من نشاط أحد فروعها مؤخرًا.
وتسعى شركة سوناطراك التي تدير هذه المنشأة بمعية شركات نفطية أجنبية كـ"بي بي" البريطانية &إلى العمل على إعادة تشغيلها بالكامل في اقرب وقت، غير أن التطورات الجديدة في ليبيا قد تخلط حسابات أكبر شركة بترولية في الجزائر.
تأجيل
ويرى مراقبون، أن الحكومة الجزائرية ستقرر تأجيل عودة سفيرها إلى ليبيا مثلما كانت قد وعدت به من قبل.
وكان وزير الشؤون المغاربية والاتحاد الأفريقي وجامعة الدول العربية عبد القادر مساهل قد وعد في شهر ابريل الماضي، خلال زيارته إلى طرابلس، أن تكون الجزائر أول بلد ستفتح سفارتها من جديد في ليبيا.
وأشار مساهل وقتها إلى أن الجزائر استضافت لقاءات الحوار الوطني للأحزاب السياسية ومؤسسات المجتمع المدني والنشطاء تحت إطار الأمم المتحدة، تأكيدًا منها على أن حل الأزمة في ليبيا يكمن في التشاور والتحاور.
وأكد مساهل استعداد الجزائر لتقديم المساعدة والمشورة، في المجالات كافة ودعمها للجهود الرامية إلى استتباب السلام والاستقرار في ليبيا، مشيرًا إلى أن بلاده ستعمل على فتح سفارتها في أقرب وقت.
وأغلقت الجزائر سفارتها بعدما استهدف السفير السابق للجزائر في ليبيا في يناير &2015 في انفجار قنبلة خلف ثلاثة قتلى وخسائر مادية معتبرة، وقد أجلته الحكومة على الفور برفقة البعثة الموجودة معه، لكن بقت تتابع الوضع من سفارتها في تونس أو من الجزائر مباشرة.
وبحسب عبد الرحمان بن شريط، فإن هذا التأجيل لا يعني تخلي الجزائر عن عودة بعثتها الدبلوماسية إلى الجارة الشرقية، إنما مرده عدم توفر الظروف الأمنية اللازمة لحماية البعثات الأجنبية في ليبيا، خاصة بعد الغارات الأميركية التي قد تفتح المجال لتطورات لا يمكن لاحد ان يتوقعها.
ولا تريد الخارجية الجزائرية إعادة سيناريو تعرض بعثاتها الدبلوماسية لأي مخاطر، مثلما حدث للدبلوماسيين بلعروسي وبلقاضي، اللذين اغتيلا في العراق عام 2005، والقنصل تواتي الذي اختطفه إرهابيون في مالي ثم &أعدموه.