يعانون من تأخر رواتبهم ويخشون خسارة وظائفهم
إعلاميو لبنان ... بين المهنيّة ولقمة العيش
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
في ظل الحديث عن إقفال مؤسسات إعلامية في لبنان، ومن بينها المعلومات المتضاربة عن نية قناة العالم إقفال مكتبها، ما هو وضع مهنيّة الإعلاميين في ظل ظروف إقتصادية مماثلة؟
إيلاف من بيروت: تضاربت المعلومات حول نيّة قناة "العالم" اقفال مكتبها في بيروت، ففي وقت ذكرت مصادر صحافية إن "أمر اقفال المكتب حسم في طهران بانتظار تبلغه للمعنيين وتنفيذه في بيروت"، نفى موظف يعمل داخل القناة هذه المعلومات، مؤكدًا أنه "كلام عارٍ عن الصحة".
وأوضحت المصادر أن الموظفين لم يتبلغوا قرار الاقفال رسميًا، إلا أن حركة اعتراضية لأكثر من 100 موظف بسبب تأخر دفع رواتبهم ومستحقاتهم أزعجت المسؤولين عن القناة في طهران، مما دفعهم الى اتخاذ القرار بشكل نهائي، وهذا الامر تبلغه المشرف العام في بيروت من المدير العام للقناة أحمد السادات المتواجد حاليًا في لبنان، بحسب المصادر.
وفي ظل ما يعانيه المحررون من تأخر رواتبهم ومستحقاتهم في أكثر من وسيلة إعلامية في لبنان، يطرح السؤال عن جودة مهنيتهم في ظل هذه الظروف الصعبة، حيث هم مهدّدون في كل دقيقة بخسارة وظائفهم.
مناخ موبوء
تعقيبًا على الموضوع، يؤكد رئيس تحرير صحيفة الأنوار رفيق خوري لـ"إيلاف"، أن المناخ السياسي الموبوء قد يدفع الإعلاميّ في مؤسسته إلى الخوف من خسارة وظيفته، ما يدفعه إلى مسايرة &وسيلته الإعلاميّة، وبالتالي يتقيد بسياسة الصحيفة التي ينتمي إليها، وقد شاهدنا أشخاصًا إضطروا أن يدوسوا على كرامتهم من أجل الحفاظ على وظيفتهم.
وبرأيه وصول أشخاص غير مناسبين إلى مراكز عالية في المؤسسة الإعلاميّة، وهم لا يستحقون ذلك، قد يساهم في عدم الموضوعيّة والمهنيّة الإعلاميّة، إذ لا مقاييس محدّدة في كل وسائل الإعلام، قد يصعد أحدهم بسهولة وبسرعة، ولا يكون يملك الخبرة الكافية لإدارة المؤسسة الإعلاميّة، من هنا قد يرتكب أخطاءً كثيرة، وإذا قارنا أنفسنا بالإعلام الغربيّ الديموقراطيّ لوجدنا هوة كبيرة بيننا وبينهم، حيث التدرّج في الوظائف والمراتب هناك بحاجة إلى خبرة هائلة.
الموضوعية
أما الإعلامي علي الأمين فيؤكد لـ"إيلاف" أيضًا أن الطمع الوظيفي والمادي لدى بعض الإعلاميين، والخوف من خسارة وظائفهم، يدفعانهم في الكثير من الأحيان إلى اعتماد تعابير ومفردات إعلامية معدة سلفًا من قبل وسائلهم الإعلامية، إذ يعتبر الإعلامي أن هذا هو مدخل الترقي السريع، فلا ينظر حينها إلى الموضوعية والمهنية، لأن مسارها طويل ومكلف، بمعنى أن هدف الإعلاميين بات تحصيل المكاسب السريعة، ولا يهتمون بصورتهم إنما بالكسب السريع، خصوصًا أن وضع البلد يعزز ذلك، إذ لا يشار إلى أهمية الإعلاميين الموضوعيين والمهنيين إلا بعد وقت طويل، ولكن على مستوى المؤسسة الإعلامية التي يعملون فيها فإن من يواجه هذا المصير صاحب طريق صعب، وقد لا يُعطي هذا المنحى من السلوك أهمية، ما يعزز من نماذج الإعلاميين الذين يستخدمون العبارات غير الموضوعية، والبعيدة عن المهنية، حيث الاستعراض يبقى سيد الموقف.
الخوف
ويرى الإعلامي منتظر الزيدي في حديثه لـ"إيلاف" أن خوف بعض الإعلاميين من خسارة وظائفهم، وطمع البعض ماديًا دفعاهم إلى اعتماد تسميات ومفردات غير موضوعية من قبل وسائلهم الإعلامية، والانتهازية كما الخوف من خسارة عملهم، تدفع بعض الصحافيين للامتثال إلى أوامر رئيس الحزب الذي يرأس الوسيلة الإعلامية، فيقوم باللجوء إلى مصطلحات خاصة بتلك الوسيلة الإعلامية من دون أن يكون مقتنعًا شخصيًا بها.
ولفت الزيدي إلى ضرورة استحداث قانون يحاسب كل هؤلاء، ويضيف: "لا قانون في الدول العربية ككل يحافظ على البنية الوطنية للشعب، ويعاقب من يتعامل مع القارىء من خلال إثارته للفتن، اذ نحن بحاجة إلى قانون مطبوعات ومنشورات وإلى وثيقة شرف تحيّد الوسائل الإعلامية، وبحاجة إلى وعي جماهيري من قبل الشعب الذي يستقبل الرسائل، خصوصًا رسائل الكراهية".