أخبار

الفنان المغربي الدوزي وآخرون يختتمون مهرجان ثويزا

"إعلان طنجة" يدعو لتحرير العقول وفصل الدين عن السياسة

-
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

إيلاف من طنجة: أصدر المشاركون في الندوات الفكرية لمهرجان "ثويزا" في طنجة، والتي تمحورت حول قضايا الثقافة والسياسة والتراث، والدور التنويري للمثقفين "إعلان طنجة من أجل التنوير"، الذي بادر إلى طرح فكرة إصداره المفكّر التونسي يوسف الصديق في الندوة الختامية للمهرجان التي دارت أعمالها حول موضوع "في الحاجة إلى التّنوير".

دعا المشاركون في هذه الندوات الفكرية إلى تعاقد اجتماعي حاسم، يضمن العمل الطبيعي للمؤسسات، ويؤسس للسلم الاجتماعي الدائم والشامل، حتّى تستطيع منطقة شمال أفريقيا والشرق الأوسط تجاوز الانسداد التاريخي والاضطراب القيمي وكذا النكوص الخطير الذي أفضى إلى أوضاع مأساوية في بعض بلدان المنطقة، وإلى قلق وارتباك كبيرين في السلوك والوعي السياسي والثقافي ببلدان أخرى.

واعتبر المشاركون في ندوات "ثويزا" ان الوضع المتردي أصبح مقلقا أكثر مما مضى، ودعوا إلى إعلان الحاجة إلى التنوير، بمعاييره الفكرية والحضارية والتربوية التي تتطلبها المرحلة.

ظروف عصيبة تمر بها أفريقيا ودول الشرق الأوسط

رصد المشاركون في "إعلان طنجة" ان منطقة شمال أفريقيا والشرق الأوسط تمرُ بظروف عصيبة تعرف انسدادا تاريخيا واضطرابا قيميا ونكوصا خطيراً أفضى إلى أوضاع مأساوية في بعض بلدان المنطقة، وإلى قلق وارتباك كبيرين في السلوك والوعي السياسي والثقافي ببلدان أخرى، جعل الكثير من المكتسبات الديمقراطية المتحققة موضع صراع وتصادم من جديد، يحدث هذا في غياب التعاقد الاجتماعي الحاسم الذي يضمن العمل الطبيعي للمؤسسات، ويؤسس للسلم الاجتماعي الدائم والشامل.

نهاية مرحلة "الاسلام هو الحل"

ودعا المشاركون في ندوات "ثويزا" الى ضرورة إعلان نهاية مرحلة طبعتها شعارات لم تعكس واقع الحال، بقدر ما مثلت وهماً جماعياً أدى إلى إضاعة وقت ثمين في غير طائل، ومن هذه الشعارات شعار "الإسلام هو الحلّ"، الذي صنع علاقة مختلة بالتراث أدت إلى جعل الماضي حكما في تدبير شؤون الحاضر، في تغييب شبه تام لعلوم العصر وقيمه المتجدّدة، كما أفضى إلى أزمة معولمة بسبب الخلط بين الدين والسياسة، حيث صار من الضروري تكثيف الجهود من أجل حلّ معضلة تزايد العنف باسم الدين، وعودة الطائفية وذهنية التمييز على أساس العقيدة، مع ما يصاحبها من حروب واضطرابات ومآس.

تأسيس نظم تربوية جديدة

وواصل "إعلان طنجة" دعواته بإعادة تأسيس النظم التربوية على مبادئ الحرية والنسبية وروح الإبداع والابتكار، وذلك من أجل بناء المواطن وإكسابه القدرات الذهنية الضرورية للانخراط في مجتمعه وتدبير وجوده بعقلانية ووعي مدني، وأداء واجباته في إطار الشعور الوطني والمواطن، وهو ما يقتضي العمل على إنجاح مسلسل الانتقال نحو الديمقراطية، بما يقتضيه ذلك من إعادة الاعتبار للإنسان واعتباره أولوية الأولويات، والاحتكام إلى منطق الحوار والتبادل عوض العنف المادي والرمزي.

استعادة الدور النقدي للمثقفين

وبلهجة شديدة طالب الموقعون على "نداء طنجة" باستعادة الدور النقدي للمثقفين، ورفع الحجر عن العمل العقلي والبحث العلمي، وإنهاء احتكار الحقيقة من قبل من يعتقدون امتلاك مفاتيح التفسير والتأويل، وإفساح المجال أمام الحق في طرح الأسئلة الجوهرية حول كل القضايا، بما فيها قضايا التراث بكل مكوناته، وفتح باب القراءة العلمية الرصينة للنص الديني، المتجردة من الأهواء السياسية والطائفية، والمعتمدة على معايير البحث الدقيق والمحايد، بغرض إبراز القيم الإنسانية الكونية التي تتضمنها الأديان، وهو ما يقتضي توفر الإرادة السياسية المطلوبة من أجل تأهيل نخبة جديدة من فقهاء الدين تكون مهمتهم المساعدة على إنجاح هذه الجهود التنويرية من داخل المنظومة الدينية، عبر التأسيس لفقه جديد يلبي حاجات مجتمعات المنطقة وتطلعات قواها الحية.

تحييد الفضاء العام

وبنفس اللهجة، دعا الإعلان الى ضرورة العمل على تحييد الفضاء العام، وحماية حق المواطنين في الاستفادة منه بناء على مبدأ المساواة في إطار المواطنة، وعلى الحق في الاختلاف، والتصدي لكل الجهود الرامية إلى تنميط المجتمعات وتفقير ثقافات الشعوب وتهميشها، والقضاء على مظاهر تنوعها وغناها الحضاري. ومن هذا المنطلق لا بد من العمل على اعتبار الدين شأنا شخصيا واختيارا فرديا تحميه الدولة وترعاه، مع ضمان حرية المعتقد والضمير للجميع، وذلك من أجل إنهاء أشكال التصادم العقائدي، وتحرير المجتمعات من الوصاية.

تعاقد يضمن التوزيع العادل للثروة المادية والرمزية

وذكًر "إعلان طنجة" ان تدبير التنوع والاختلاف في اللغات والثقافات والقوميات في كل بلد من بلدان شمال أفريقيا والشرق الأوسط يعدّ أساسا صلبا للترسيخ الديمقراطي، وتوطيد السلم الاجتماعي والاستقرار السياسي، وأن الإقصاء والتهميش يولد من العاهات والصراعات ما يعرقل هذه الأهداف والغايات؛ مما يحتم إشاعة ثقافة التسامح والاحترام المتبادل بين المكونات الوطنية لكل بلد على حدة، وإنصاف المرأة و حمايتها من العنف والتهميش، بناءً على تعاقد يضمن التوزيع العادل للثروة المادية والرمزية.

الدوزي يصدح في ختام الدورة 12من "ثويزا"

أسدل الفنان المغربي الدوزي وصاحب الأغاني الشعبية المغربية عبد العزيز أحوزار و المجموعة الريفية "إثران" الستار على فعاليات الدورة الثانية عشر للمهرجان المتوسطي للثقافة الأمازيغية "ثويزا" في طنجة المغربية (شمال) وذلك في سهرة صاخبة، بساحة منصة باب المرصى.

جمهور غفير في الحفل الختامي

وعرفت السهرة الثالثة والأخيرة ضمن فقرات المهرجان حضور جمهور كبير حج الى ساحة باب المرصى القريبة من الحي العتيق لطنجة، حيث ألهب الفنان ذو الأصول "الوجدية" (شرق المغرب) حفيظ الدوزي الجمهور الحاضر الذي استمتع معه بترديد مجموعة من الأغاني من بينها أغنية "مازال مازال" التي غناها لروح الراحل الشاب عقيل، وغيرها من الأغاني المشهورة لدى الفنان "الوجدي" والذي يعتبر من الفنانين الذائعين الصيت على مستوى الأغنية الشبابية المغاربية.

وعاش جمهور "ثويزا" لحظات جميلة على إيقاعات فرقة "إثران" القادمة من منطقة الريف المغربي، كما تفاعل الجمهور الذي حج من مختلف مناطق المغرب مع فنان الأغنية الشعبية المغربية عبد العزيز أحوزار، الذي أدى مجموعة من أغانيه المشهورة.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
مثقفون عرب ضد العروبة ؟؟؟
محمد الشعري -

مثقفون عرب ضد العروبة ؟؟؟ يبدو هذا من خلال تكرار عبارة ( منطقة شمال أفريقيا والشرق الأوسط ) . لماذا لا يقولون الوطن العربي ؟ لماذا يكرهون تضامن العرب و يصرون على رفض الوحدة العربية مقابل ما يفعله المتدينون في جميع الدول العربية و الإسلامية من أجل تحقيق ما يسمى دولة الخلافة ، و تحقيقها ليس سوى حروب كارثية لانهائية ؟

لا أريد إتهامهم بالخيانة
محمد الشعري -

لا أريد إتهامهم بالخيانة ، لكن ما هو الوصف الأنسب لهؤلاء العلمانيين الناكرين لهويتهم العربية بكل ثرائها التاريخي و بكل مصادرها المتنوعة لغويا و دينيا و إجتماعيا و بكل آفاقها الإستراتيجية ؟ ليست لدي نزعات للعنف ، لكن لا يمكن الإعتراض على أن عامة الناس في جميع الدول العربية و الإسلامية يؤيدون الحركات الدينية المسلحة التي تتوعد بإبادة هذه الطائفة الحقيرة المعادية للوحدة العربية و المروجة لشتى أصناف الفساد . لست أدري ما سبب كل هذه الإنعزالية المسيطرة على غالبية العلمانيين العرب الحاليين . إنهم أشد رفضا للوحدة العربية من أية جهة أجنبية يقال أنها تتآمر على العرب و المسلمين . إن هؤلاء العلمانيين الإنعزاليين ظاهرة لاأخلاقية في المسائل الشخصية و الخاصة ( موضوع الإدمان مثلا ) ، كما في المسائل السياسية و العامة ( موضوع الوحدة العربية مثلا ) . إنهم ظاهرة مضادة للأخلاق و معارضة للكرامة . لقد نفروا الشعوب العربية و الإسلامية بفسادهم الماخوري تنفيرا شديدا من الديموقراطية و من حقوق الإنسان . و هذا النفور متمثل الآن في التأييد الجماهيري العارم للحركات الدينية المسلحة . إنهم خزي وصل لدرجة رفض عبارة ( الوطن العربي ) و إستبدالها بعبارة ( منطقة شمال أفريقيا والشرق الأوسط ) . إنهم بهذا الموقف الخسيس قد حكموا على أنفسهم بالتعاسة الإيديولوجية و الفشل السياسي و بإحتقار الشعوب لهم و حقدها عليهم . أنا أحد عامة الناس البسطاء . و لهذا السبب أعرف بالتفاصيل الدقيقة أسباب و مدى كراهية الشعوب لهؤلاء الخونة . إذ لا توجد خيانة أقبح أو أخطر من هذه الخيانة .