البيشمركة تتحدى العبادي على حدود الموصل

بلغ التوتر العربي الكردي&أعلى مستوياته&على حدود الموصل حين أعلن رئيس الوزراء حيدر العبادي أن البيشمركة لن تدخل الموصل، وأكدت حكومة الاقليم عدم انسحابها من المناطق "المحررة" في نينوى، وشددت البيشمركة على تلقي&أوامرها من بارزاني وان بنادق الكرد ليست للايجار، فيما أعلنت برلين استئناف شحنات الأسلحة الى كردستان شرط عدم بيعها في السوق السوداء.

إيلاف من بغداد: أثار تقدم البيشمركة في سهل نينوى مخاوف الحكومة العراقية، فطالب الوزراء حيدر العبادي البيشمركة بعدم التوسّع باتجاه الموصل حتى وإن كان تقدمها دعماً للقوات العراقية في معركة نينوى، لكن حكومة كردستان العراق رفضت ذلك بل ان قائدا ميدانيا في البيشمركة هدد بالقول " بنادقنا ليست للايجار" وفيما اعلنت المانيا استئناف شحنات الأسلحة الى كردستان شرط عدم بيعها في السوق السوداء فإن القنصلية الروسية استبعدت وقوع أسلحة موسكو بأيدٍ خاطئة.

وفي ظل هذا التوتر ترأس وزير الدفاع خالد العبيدي، الخميس، اجتماعا هاما في قيادة العمليات المشتركة، حضره عدد من القيادات العسكرية، لبحث استعدادات معركة تحرير الموصل.

تحرير الموصل

وذكر بيان لوزارة الدفاع& تلقت "إيلاف" نسخة منه ان "العبيدي ترأس اجتماعاً هاماً في قيادة العمليات المشتركة، حضره رئيس أركان الجيش ومعاونوه وقائد عمليات نينوى وأركان القيادة، فضلاً عن قادة الأسلحة والصفوف وكبار الضباط في قيادة العمليات المشتركة وجرى خلال الاجتماع استعراض شامل ودقيق لخطط العمليات ومساراتها وطبيعة الاستعدادات التي تجريها قواتنا على كافة الأصعدة، لإطلاق عمليات تحرير الموصل".

وأشاد وزير الدفاع بـ"الجهود الكبيرة التي تبذلها القيادات المعنية ومستوى الإعداد العالي والتحضيرات اللوجستية والفنية والإدارية للقطعات المشاركة في العملية، فضلاً عن الجوانب التخطيطية للعمليات المرتقبة، بما يؤّمن هزيمة الدواعش في ارض الموصل واندحارهم في وقت قياسي وبأقل التضحيات".

وشدد وزير الدفاع خلال الاجتماع على "ضرورة إيلاء الجوانب الإنسانية المرافقة لعملية تحرير الموصل الأهمية البالغة"، مؤكداً أن "هدف العملية هو تحرير المواطنين وتطهير الأرض من دنس الدواعش، وان العراقيين سيخوضون غمار معركة التحرير في الموصل بإرادة صلبة وعزم موحدين تحت راية العراق".

ألمانيا&والأسلحة&

واعلنت المانيا عن استئناف شحنات الأسلحة الى اقليم كردستان العراق لتؤكد تسليمه نحو 70 طنا من الاسلحة وذلك لتعزيز دور قوات البيشمركة في محاربة تنظيم داعش ولكن شرط ان لا تباع في السوق السوداء، ونقلت وسائل إعلام ألمانية بيانا للجيش الالماني جاء فيه ان برلين سلمت كردستان 1500 بندقية و100 صاروخ تطلق من على الكتف وثلاث مركبات مدرعة، وقال متحدث باسم وزارة الدفاع الألمانية إن برلين سلمت 70 طنا من الأسلحة ومنها 1500 بندقية و100 صاروخ تطلق من على الكتف وثلاث مركبات مدرعة إلى حكومة إقليم كردستان في أربيل يوم الثلاثاء.

وكانت ألمانيا أوقفت شحنات الأسلحة في يناير بعد تقارير إعلامية عن عرض بعض الأسلحة التي أرسلت إلى كردستان لمساعدتها في قتال تنظيم داعش للبيع في السوق السوداء.

ووجد تحقيق لحكومة كردستان انتهى في وقت سابق هذا العام أن نحو 30 قطعة سلاح ما يزيد على 28 ألفا سلمتهم ألمانيا جرى بيعها بطريقة غير قانونية أو فقدت واعتقلت السلطات الكردية عددا من الأشخاص جراء ذلك،&ووقع مسؤولون أكراد إقرارا بأن الأسلحة التي سُلمت لن تباع مرة ثانية.

الى ذلك وعد السفير الالماني فرانز جوزيف كريمب خلال لقائه رئيس حكومة اقليم كردستان نيجيرفان بارزاني بأن بلاده ستواصل تقديم مساعداتها الى الاقليم عسكريا وانسانيا.

وبحث رئيس حكومة إقليم كردستان نيجيرفان بارزاني، مع السفير فرانتس يوزيف كريمب، "معارك تحرير مدينة الموصل ودور قوات البيشمركة التي استطاعت أن تحافظ على أمن حكومة إقليم كردستان، ومواجهة الإرهاب، بالإضافة إلى استقباله عددا كبيرا من النازحين، وتأمين احتياجاتهم" بحسب بيان لحكومة الإقليم .

وفي المقابل، قال رئيس إقليم كردستان العراق مسعود بارزاني لدى لقائه السفير كريمب إن المساعدات العسكرية التي قدمتها ألمانيا "لها تأثير كبير في تغيير توازن المعادلة العسكرية بين البيشمركة والإرهابيين" ، في محاولة لتبديد مخاوف تسربها نحو السوق السوداء.

موسكو تستبعد&

من جهتها، استبعدت القنصلية الروسية في أربيل وقوع الأسلحة التي تقدمها روسيا لكردستان العراق لدعم قوات البيشمركة في مواجهة "داعش"، في الأيدي الخاطئة،&وقال يفغيني أرجانتسيف أحد الموظفين الكبار في القنصلية الروسية، في تصريح صحافي ،الخميس، إن قيادة كردستان العراق قد اتخذت إجراءات صارمة للحيلولة دون وصول الأسلحة المصدرة من الخارج إلى "السوق السوداء".

واستطرد قائلا "إننا لا نخشى احتمال بيع الأسلحة والذخيرة التي نصدرها، في السوق السوداء"، وذكر بأنه قد تم العثور على وحدات من الأسلحة الألمانية في السوق السوداء. لكن رئيس كردستان العراق مسعود بارزاني اتخذ بعد ذلك إجراءات صارمة. ولم تعد هناك مثل هذه الحالات في الوقت الراهن.

الجبوري يمتدح

وقال رئيس البرلمان العراقي سليم الجبوري، الخميس، إن هزيمة تنظيم داعش امام قوات البيشمركة في جنوب الموصل وجنوب شرقها أمر يستحق "الاشادة والتقدير".

وكانت قوات البيشمركة حررت عددا من القرى في محوري الخازر والكوير واستعادت السيطرة كذلك في حملتها التي انطلقت قبل اربعة ايام واستمرت يومين، على جسر استراتيجي ومرتفعات وطريق عامة مهمة بدعم من طائرات التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن.

وقال الجبوري في بيان اطلعت "إيلاف" على نسخة منه "نحيي الانتصارات الاخيرة التي حققتها قوات البيشمركة في مناطق شرق وجنوب شرق الموصل" معتبرا ان تلك الانتصارات "تؤكد تكامل العمل باتجاه الخلاص من داعش وتمثل خطوات فاعلة في الطريق الى تحرير كامل اراضي محافظة نينوى"،&واضاف أن "مساهمة قوات البيشمركة في عمليات التحرير اضافت زخما للجهد العسكري يستحق الإشادة والتقدير".

لن تدخل&

وعلى خلاف ما ذهب اليه الجبوري بدا رئيس الوزراء حيدر العبادي حازما في موقفه حيال توزيع الأدوار الأمنية في معركة تحرير الموصل ، ليشدد قائلا إن "قوات البيشمركة لن تدخل مركز مدينة الموصل اثناء عملية اقتحامها في حملة عسكرية تشنها القوات العراقية لاحقا وبدعم من التحالف الدولي لاستعادة السيطرة عليها من تنظيم داعش".

واضاف العبادي "لا يدخل الموصل غير القوات الامنية العراقية" واشار الى ان "متطوعين من داخل الموصل سيساندون القوات العراقية في الحملة" في اطار "حشد" قال ان الحكومة ستعمل على توسيعه،&وكان القيادي في منظمة بدر والحشد الشعبي كريم النوري اكد ان "مشاركة كتائب بابليون في تحرير اراضيهم في الموصل لا غبار عليها ولا انكار فيها والمساس بهم مساس ببدر واعتداء على الحشد الشعبي وهم الاحق في تحرير سهل نينوى اسوة باخوانهم الشبك والتركمان والايزيدية في تحرير مناطقهم من دنس داعش".

غير ان العبادي قال إن لدى حكومته واقليم كردستان تفاهما يقضي بألا تتحرك او "تتوسع" قوات البيشمركة عن مواقعها الحالية،&وتتفق تصريحات العبادي مع ما ذكره مسؤولون كرد في السابق من أن قوات البيشمركة ستخوض معركة الموصل لكنها لن تدخل احياءها، لكن ذلك التصريح ومع استمرار المعارك يبدو انه اثار حفيظة حكومة كردستان.

وقال المتحدث باسم حكومة اقليم كردستان، سفين دزيي ان "البيشمركة ستستمر في تقدمها وستتوسع ويجب ان لا تتحرك من مواقعها حتى تحرير كل المناطق الكردستانية في محافظة نينوى". بحسب تعبيره،&مشددا على ان "البيشمركة لن تنسحب من المناطق التي حررتها أو التي ستحررها في المستقبل".

يشار الى ان رئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي قد اعلن وجود تفاهم مع اقليم كردستان، بأنه لا يجب على البيشمركة أن تتحرك من اماكنها اثناء عملية استعادة الموصل او أن تتوسع، ويجب ان تبقى في مواقعها الحالية، حتى اذا قامت بمساعدة الجيش العراقي.

حماية الحدود

واعلن قائد ميداني في قوات بيشمركة كردستان،ان البيشمركة تتلقى اوامرها من رئيس اقليم كردستان القائد العام لقوات البيشمركة مسعود بارزاني حصرا،&وقال قائد محور بعشيقة في قوات البيشمركة، حميد أفندي،ان "البيشمركة هي من تحمي حدود كردستان، وتأخذ أوامرها من رئيس الاقليم مسعود بارزاني ولا علاقة لها بالعبادي ولا تأخذ أوامرها منه"، متسائلاً "من هو العبادي؟، نحن لا نعرفه" حسب تعبيره، ماضيا الى القول " بنادقنا ليست للايجار"،&واضاف انه في حال أمر بارزاني بالذهاب إلى الموصل اليوم، فإن قواته ستنفذه بالحال.

في غضون ذلك أعلنت إيران، الاتفاق مع العراق، على تشكيل لجنة أمنية مشتركة لمراقبة الحدود بين البلدين، في وقت كررت التأكيد أنّ استخدام روسيا مطار همدان لتوجيه ضربات مقاتلاتها الجوية&نحو سوريا وعبر العراق، هو جزء من التعاون في "صد الإرهاب".

وقال رئيس هيئة أركان القوات المسلحة الإيرانية، محمد باقري، الخميس، بعد لقائه مستشار الأمن الوطني العراقي، فالح فياض، إنّ "الطرفين اتفقا على تشكيل لجنة أمنية مشتركة لمراقبة الشريط الحدودي بين البلدين"، مؤكداً&جهوزية القوات المسلحة الإيرانية لدعم العراق في "مواجهة التهديدات المشتركة، والوقوف في وجه الإرهابيين"، معتبراً أنّ تشكيل اللجنة هو لمصلحة أمن واستقرار المنطقة وحمايتها من "مؤامرات قوى دولية وإقليمية".

وأشاد باقري، وفق ما نقلت وكالة "مهر"، بدور الحشد الشعبي في العراق، معربا عن امله في "تحرير الموصل قريباً".