أخبار

اتفاق الهدنة الروسي الاميركي يدخل حيز التنفيذ مساء الاثنين

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

بيروت: يدخل وقف اطلاق النار المتفق عليه بين موسكو وواشنطن حيز التنفيذ في سوريا بعد ساعات من الآن في اليوم الاول من عيد الاضحى، وسط ترقب لمدى نجاحه بعد موافقة الحكومة السورية عليه، وتريث المعارضة والفصائل المقاتلة في اعلان موقف حاسم. 

وقبل ساعات على بدء تنفيذ الاتفاق، أكد الرئيس السوري بشار الاسد خلال زيارة الى مدينة داريا في ريف دمشق "تصميم الدولة" على استعادة كل منطقة في البلاد.

في المقابل، طالبت الهيئة العليا للمفاوضات الممثلة لاطياف المعارضة السورية الاثنين بضمانات حول تطبيق الاتفاق، مشككة بالتزام النظام، فيما وجهت حركة احرار الشام، احد ابرز الفصائل الاسلامية المقاتلة المعارضة، انتقادات لاذعة للاتفاق. 

ويستثني اتفاق الهدنة جبهة فتح الشام، جبهة النصرة سابقا قبل فك ارتباطها بتنظيم القاعدة، وتنظيم الدولة الاسلامية. ويفترض أن يبدأ تطبيقه الساعة السابعة من مساء اليوم بالتوقيت المحلي (16,00 ت غ).

ولم يصدر اي موقف رسمي عن المعارضة حتى الآن. وقال المتحدث باسم الهيئة العليا للمفاوضات سالم المسلط لوكالة فرانس برس 

"نطلب ضمانات خصوصا من الولايات المتحدة التي هي طرف في هذا الاتفاق".

وأضاف "نريد ان نعرف الضمانات، وآلية تطبيق هذه الاتفاقية، ما هو التصنيف الذي تم اعتماده بالنسبة للارهاب، وما هو الرد على المخالفات".

وشكك المسلط في التزام النظام السوري وروسيا بالاتفاق، مشيرا الى انهما يصنفان كافة الفصائل التي تقاتل قوات النظام بـ"الارهابية".

وقال ان "رد الهيئة العليا للمفاوضات مبني على المشاورت مع المكونات السياسية وفصائل الجيش الحر".

الاسد يريد استعادة كل المناطق

في مدينة داريا التي سيطر عليها الجيش السوري نهاية الشهر الماضي اثر اتفاق مع الفصائل المقاتلة المعارضة وبعد اكثر من اربع سنوات من حصاره لها، اكد الاسد ان "الدولة السورية مصممة على استعادة كل منطقة من الارهابيين وإعادة الأمن والأمان وإعادة الإعمار".

وأضاف ان "القوات المسلحة مستمرة بعملها من دون تردد ومن دون هوادة وبغض النظر عن أي ظروف داخلية أو خارجية في إعادة الأمن والأمان الى كل منطقة في سوريا".

وكانت الحكومة السورية أعلنت السبت موافقتها على الاتفاق الروسي الاميركي.

وبموجب الاتفاق، يمتنع النظام السوري عن القيام بأي اعمال قتالية في المناطق التي تتواجد فيها المعارضة المعتدلة والتي سيتم تحديدها بدقة وفصلها عن المناطق التي تتواجد فيها جبهة فتح الشام.

كما ينص على وقف كل عمليات القصف الجوي التي يقوم بها النظام في مناطق اساسية سيتم تحديدها، ووقف القصف بالبراميل المتفجرة واستهداف المدنيين. فيما تلتزم المعارضة باتفاق وقف الأعمال القتالية. ويمتنع الطرفان عن شن هجمات وعن محاولة إحراز تقدم على الارض.

وبعد مرور سبعة ايام على تطبيق وقف الأعمال القتالية وتكثيف إيصال المساعدات، تبدأ الولايات المتحدة بالتنسيق مع الروس تنفيذ ضربات جوية مشتركة ضد جبهة فتح الشام وتنظيم الدولة الاسلامية.

تريث ومشاورات

واعلن نائب الأمين العام لحركة أحرار الشام علي العمر مساء الاحد ان الاتفاق "لا يحقق أدنى أهداف شعبنا الثائر وهو ضياع لكل تضحياته ومكتسباته"، مؤكدا رفض الحركة للبند الذي تتعهد بموجبه واشنطن بإقناع فصائل المعارضة بفك تحالفها مع جبهة فتح الشام.

لكن بعد ساعات على إعلان العمر، أكد المتحدث باسم "احرار الشام" احمد قره علي لفرانس برس ان "الحركة لم تتخذ موقفا من الاتفاق، وسيصدر بيان يوضح الموقف بشكل كامل، والمشاورات مستمرة مع الفصائل الاخرى".

وتوصلت الولايات المتحدة وروسيا الى اتفاق لوقف النار في سوريا في نهاية شباط/فبراير الماضي سقط بعد شهرين على بدء تطبيقه. واعتبر استثناء جبهة النصرة من الاتفاق السابق أحد أهم أسباب عدم نجاحه نتيجة تحالفها مع فصائل أخرى.

وأعلنت جبهة النصرة في أواخر تموز/يوليو فك ارتباطها بتنظيم القاعدة وتغيير اسمها الى "جبهة فتح الشام". وتتكرر المعضلة مجددا مع استثنائها من الاتفاق الجديد في ظل التحالف القائم بينها وبين فصائل مقاتلة واسلامية، على رأسها حركة احرار الشام، خصوصا في محافظتي إدلب وحلب.

أضحى باهت

ويخص الاتفاق مدينة حلب التي تشهد وضعا انسانيا مروعا، والمقسمة منذ العام 2012 بين احياء غربية تسيطر عليها قوات النظام وأحياء شرقية تسيطر عليها الفصائل المعارضة ومحاصرة من قوات النظام.

وينص الاتفاق على انسحاب الطرفين من طريق الكاستيلو شمال حلب التي كانت الفصائل المقاتلة تستخدمها للتموين قبل ان تسيطر عليها قوات النظام وخلق منطقة "منزوعة السلاح" حولها.

ومن أبرز نقاط الاتفاق إدخال مساعدات إنسانية الى المناطق المحاصرة والتي يصعب الوصول إليها، بما فيها حلب.

في مدينة حلب، بدت أجواء عيد الاضحى باهتة تماما، حتى ان الشوارع لم تعج بالمدنيين كما العادة، وفق ما نقل مراسل لفرانس برس.

وألقت طائرات مروحية تابعة للنظام ثلاثة براميل متفجرة على الاحياء الشرقية قبل ان تلحقها غارات من طائرات حربية.

في حي الصاخور في شرق المدينة، قال ابو صطيف (52 عاما) امام منزله حيث كان يحتسي الشاي مع جيرانه، "لدي اقرباء في حي السكري لا استطيع الذهاب لزيارتهم في أوّل أيّام العيد بسبب بعد المسافة بيننا. لم تعد هناك مواصلات في المدينة" جراء النقص في الوقود. 
 

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف