سياسي لبناني: سعد الحريري يمثل الاعتدال في مواجهة التطرف
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
يعمل أنصار رئيس الحكومة اللبناني السابق سعد الحريري وفرق عمله، على تهيئة الأجواء من أجل عودة سياسية قوية مرتقبة.
بيروت: بدأ فريق عمل رئيس الحكومة اللبناني السابق سعد الحريري الاتصالات اللازمة بإعلاميين وسياسيين من أجل ترتيب ما وصفوه بالعودة القوية للحريري إلى الحياة السياسيّة، مؤكدين نيتهم تنظيم حملة سياسيّة قوية ترفع معنويات مناصريه مجددًا، وتتيح له تحسين أوراق قوته في المرحلة المقبلة.
ما هي قوة سعد الحريري اليوم وكيف يمكن تدعيم نقاط الضعف لديه؟
يجيب النائب السابق مصطفى علوش ل"إيلاف" أن الحريري ينطلق من مسألة أساسيّة وهي قناعته بالدولة وبمرجعيتها، وقناعته بأن منطق الإعتدال والخروج عن منطق السلاح الخارج عن الدولة هو الأساس، بالإضافة إلى تحييد لبنان قدر الإمكان عن تداعيات الحرب في المنطقة، وهذا من الناحية السياسية، أما من جهة أخرى فلدى الحريري كتلة برلمانية وطالما نحن ملتزمون بالحياة البرلمانية فمحاولات إيجاد حلول للأزمة الحالية المتعلقة بأزمة لبنان الأساسية أي السلاح غير الشرعي وانتخاب رئيس للجمهورية، كلها تنطلق من قناعة الحريري أنه يستطيع التوصل لحلول، تلتزم دائمًا بمرجعية الدولة.
الإعتدال والتطرّف
يرى علوش أن المشكلة في الأطراف الأخرى التي تشتكي من التطرف الحاصل، وهي ساهمت بأكثر ما يمكن في تشويه صورة سعد الحريري وتياره على مدى السنوات الماضية، إن كان لجهة حزب الله، او التيار الوطني الحر مع النائب ميشال عون، وعمليًا التجاوب مع مبادرات الحريري إلى أقصى الحدود، يبقى الأمر الوحيد الذي يدعم الإعتدال في لبنان، ولكن يبدو أن الأطراف الأخرى، وخصوصًا حزب الله وعون، يستفيدون من التطرف أكثر مما هم يدعمون الاعتدال.
جهات أخرى
يرى علوش أن الحريري لا يسعى لتدعيم نفوذه على حساب شخصيات أخرى، لأن وجود شخصيّات سنيّة أخرى نافذة يبقى للناس خيارها في دعمها، والحريري مستعد أن يتخلى عن كل نفوذه من أجل إبقاء لبنان، وإستمرار مشروع رفيق الحريري، في الإستقرار والإزدهار وإستمرار لبنان في محيطه العربي والمحافظة على ديموقراطيته وتعدديته، ونفوذ شخصيات كسعد الحريري يبقى مهما لتدعيم الدولة اللبنانية.
التنازلات
وردًا على سؤال بأن البعض يعتبر أن سعد الحريري فقد من شعبيته في الفترة الأخيرة بسبب كثرة التنازلات، يجيب علوش أن الحريري فقد من شعبيته بسبب سعيه الدائم للتسويات وعدم ظهوره بمظهر المحارب الذي يسعى إلى التدمير، لكن عمليًا يفضل الحريري أن يفقد من شعبيته بدل أن تسقط الدماء في لبنان.
14 آذار
ولدى سؤاله بأن البعض يعتبر أن عودة الحريري إلى نفوذه السياسي السابق لن يكون إلا مع عودة الروح إلى قوى 14 آذار مجددًا، يؤكد علوش أنه موافق على هذه الفرضية، فالمستقبل وسعد الحريري يستمدان قوتهما من روحية 14 آذار، وإعادة شد عضل وتدعيم واقع 14 آذار السياسي، وإعادة التلاحم بين قواها، على أساس أن المعركة هي أبعد من مصالح فردية، إن كان للطوائف أو الأفراد، هو الطريق الوحيد لتدعيم وجود الإعتدال في لبنان، إن كان يمثل هذا الإعتدال سعد الحريري أو غيره.
بين الأب والإبن
وردًا على سؤال كيف يختلف سعد الحريري عن أبيه رفيق الحريري لجهة النفوذ السياسي في لبنان؟ يجيب علوش أن رفيق الحريري عاش في فترة تاريخية مختلفة، وكانت إدارته مختلفة، مع وجود توازنات تختلف عن توازنات اليوم، ولا شك أن الحريري الوالد كان يملك خبرة كبيرة وتجربة مع نضوج سياسي كبير بالنسبة لعلاقته مع الأطراف الأخرى، ولا شك أن سعد الحريري نضجت تجربته على مر السنوات الماضية، لكن بالوقت ذاته سعد الحريري لا يواجه الظروف عينها التي واجهها رفيق الحريري.