القصة الكاملة للضربة الأميركية للنظام السوري في دير الزُّور
مقتل عناصر من حزب الله اللبناني وجنود روس
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
بهبة مارديني:&كشفت مصادر متطابقة لايلاف مقتل جنود روس وعناصر من حزب الله اللبناني في الغارات التي نفذتها واشنطن على مواقع النظام في دير الزُّور السبت الماضي وأدت الى مقتل جنود من جيش النظام.
وأكدت المصادر أن قتل عناصر حزب الله جاء كثمرة لتعاون استخباراتي إسرائيلي أميركي وكهدية من إدارة الرئيس الأميركي باراك اوباما وبموجب مذكرة التفاهم الأخيرة بين الطرفين الذي لم تستغرب المصادر أن يكون فيه بنود سرية خاصة بالتعامل الاستخباراتي والأمني.
وأشارت المصادر الى أن هذه "الغارات للتخلص من عنصرين في حزب الله طلبت اسرائيل من أميركا مساعدتها بذلك ووصلت المعلومات أنهما في دير الزُّور".
اضافة الى أن نقطة اثارتها المصادر حيث أن اوباما يود كسب تعاطف اللوبي اليهودي في انتخابات الرئاسة الأميركية بعد اشهر قليلة ليقف هذا اللوبي مع المرشحة هيلاري كلينتون فأضاف هذه الهدية الأمنية الى الهدية العسكرية الاكبر في عهد اوباما والتي قدمها لإسرائيل "كمذكرة تفاهم " وتم الكشف عن تفاصيلها الأربعاء الماضي.
ولكن ما لم يكن متوقعا وخاصة بعد المكاشفة الاميركية الروسية،&وأثر الإتفاق الروسي الاميركي وبنوده الكثيرة والتشارك في معلومات كثيرة،&تضيف المصادر&انه مالم يكن متوقعا هو وجود جنود روس في دير الزُّور مما تسبب في مقتل ١٢ منهم خلال الغارات الجوية الاميركية.
وهذا مايفسر الغضب الروسي المبالغ فيه نظرا للإحراج الذي مرت به سياساته اذ كان مقتل هذا العدد من الجنود الروس من دولة تعتبر حتى الامس القريب من معسكر الاعداء فاضطر بوتين ان يبالغ بردة فعله في رسالة الى الشعب الروسي في الداخل انه لن يتهاون خاصة وان مقتل الحنود الروس تزامن مع انتخابات فاز فيها حزبه. ولفتت المصادر الى دفن عناصر من حزب الله وقالت تزايدت عمليات الدفن في الفترة الاخيرة في قرى جنوب لبنان واشارت الى ان زيارة المسؤول الإيراني الى دمشق جاءت على خلفية ذلك.
مساعدات
هذا و تقدم الولايات المتحدة رغم خلاف أوباما مع نتيناهو،&بموجب الاتفاق الذي تم الكشف عن بعض بنوده مساعدات عسكرية لإسرائيل قيمتها 38 مليار دولار على عشرة أعوام في أكبر حزمة مساعدات في التاريخ الأميركي وفقا لاتفاق كشف النقاب عنه قبل أيام ووقعه البلدان يوم الأربعاء الماضي.
الى ذلك قال مسؤول أميركي إن الاتفاق يتيح لإسرائيل تحديث معظم طائراتها المقاتلة وتحسين قدرات قواتها البرية وتعزيز نظم دفاعاتها الصاروخية.
وسلطت المفاوضات بشأن المساعدات الأميركية التي استمرت لنحو عشرة أشهر الضوء على استمرار الخلاف بين أوباما ونتنياهو فيما يتصل بالاتفاق النووي الذي قادت الولايات المتحدة الجهود لإبرامه مع إيران العدو اللدود لإسرائيل. كما أن الولايات المتحدة وإسرائيل على خلاف بشأن القضية الفلسطينية.
وتشكل مذكرة التفاهم&بحسب خبراء ، دليلاً هاماً على الدعم الأميركي لأمن إسرائيل على مدى السنوات المقبلة وفي الواقع، ليس لدى الولايات المتحدة ترتيبات مماثلة مع أي بلد آخر. كما يوجّه هذا الاتفاق رسالةً إلى أعداء إسرائيل مفادها أن دعم واشنطن لحليفها لا يزال وثيقاً على نحو فريد على الرغم من الخلافات السياسية الأخيرة بين البلدين. و خصصت مذكرة التفاهم الموقعة عام 2007، 30 مليار دولار على فترة تمتد عقد من الزمن، أي ما يعادل تمويلاً عسكرياً أجنبياً بقيمة 3.1 مليار دولار سنوياً. وحيث أن ميزانية الدفاع الإسرائيلية بأكملها تبلغ 15.5 مليار دولار للعام المالي الحالي، لذا فإن المساعدة الأميركية تشكل قرابة خُمس ما تنفقه إسرائيل على جيشها.
وتنص مذكرة التفاهم الجديدة على منح 3,8 مليار دولار سنوياً، "تُصرف على دفعات متساوية بقيمة 3.3 مليار دولار للتمويل العسكري الأجنبي و500 مليون دولار لتمويل الصواريخ الدفاعية كل عام طوال مدة المذكرة.".
كما تنص مذكرة التفاهم الجديدة على العمل تدريجياً على إلغاء بند "المشتريات الخارجية". وهو بند لم يُمنح للدول الأخرى إنما استفادت منه إسرائيل كونه سمح لها بإنفاق 26,3 في المائة من المساعدات العسكرية الأميركية في إسرائيل (أي حوالي 815 مليون دولار سنوياً). وقد سمح الكونغرس بإدخال "المشتريات الخارجية" للمرة الأولى بعد أن قامت إسرائيل بإلغاء مشروع تطوير مقاتلة "لافي" في عام 1987، الذي عارضته الولايات المتحدة.
وبموجب الأحكام الجديدة، ستبقى "المشتريات الخارجية" على ما هي عليه حتى السنة المالية 2024، ثم تتضاءل تدريجياً إلى حين انتهاء مدة مذكرة التفاهم.&
وتثار أسئلة من قبيل إن لم تكن مذكرة التفاهم معاهدة بين دولتين، هل ستنفَّذ بالقدر ذاته في كلا البلدين بعد انتهاء فترة ولاية إدارة إوباما بعد بضعة أشهر؟ وفي هذا الصدد، تشدد إسرائيل بفخر على أنها لم تسعَ إلى تغيير مستوى التمويل العسكري الأجنبي طوال مدة &"مذكرة التفاهم&" الراهنة.
مذكرة التفاهم
وًبما أن النفوذ السياسي لإسرائيل قد بلغ ذروته خلال فترة الاتفاق النووي مع إيران في العام الماضي، من الطبيعي التساؤل عن تأثير هذا الاتفاق على مذكرة التفاهم ، فحين سافر وزير الدفاع الأميركي آش كارتر إلى إسرائيل خلال المفاوضات مع إيران عام 2015، تعمّد نتنياهو أن يرفض بشدة مناقشة المساعدات العسكرية الأميركية في ذلك الوقت، خوفاً من أن تُعتبر إسرائيل وكأنها تُشترى بالمال لتليين موقفها المعارض للاتفاق النووي.
و يسمح التمويل لإسرائيل بتحديث "حصة الأسد" في ترسانتها من الطائرات المقاتلة بما في ذلك شراء مقاتلات هجومية إضافية من طراز إف-35. ومن المقرر أن تتسلم إسرائيل 33 مقاتلة إف-35 وسيكون تسليم أول اثنتين من تلك المقاتلات في ديسمبر كانون الأول. بحسب معهد واشنطن والمركز الديمقراطي العربي.
هذا و أعلن الجيش الأميركي في وقت سابق ، أن قوات التحالف لا يمكن ان تتعمد قصف مواقع جيش النظام السوري، منوهاً أنه علق عمليات التحالف في دير الزور وذلك بعد غارات لطيران التحالف على مواقع لجيش النظام في جبل الثردة ادت الى مصرع عشرات الجنود وسيطرة تنظيم الدولة الاسلامية (داعش) على الجبل المذكور دون ان تعلن جنسياتهم او خلفية الحادثة.
وقال جيش النظام في وقت سابق يوم السبت، إن التحالف الدولي ضد داعش قام بقصف أحد المواقع العسكرية التابعة له في جبل الثردة في محيط دير الزور، مما تسبب بوقوع ضحايا.
و أعلنت وزارة الدفاع الروسية، أن مقاتلات أميركية قصفت مواقع لجيش النظام يوم السبت الماضي في دير الزور، مما تسبب بمقتل 62 جنديا من القوات السورية، ومكنت "داعش" من السيطرة على جبل ثردة في محيط مطار المدينة.
وتقود الولايات المتحدة منذ عام 2014، حلفاً دولياً يضم أكثر من 60 دولة، لمحاربة تنظيم "داعش" في سوريا والعراق حيث اعلن التحالف الدولي مطلع العام الحالي أن الأراضي الخاضعة لسيطرة التنظيم في سوريا تقلصت بنسبة 20% خلال عام 2015.
وكانت حزمة الاتفاقات الروسية الأميركية حول إحلال الهدنة في سوريا دخلت حيز التنفيذ أول أيام عيد الأضحى وسط خروقات لها, وتشمل المرحلة التالية البدء بالتنسيق التام بين أميركا وروسيا في قتال تنظيم "داعش" وجبهة فتح الشام , وذلك بالتزامن مع تعليق نشاط الطيران السوري فيها، فيما أعلن النظام مساء أمس توقف الهدنة وسط مناداة ومناشدات بالعودة اليها.