ينهي حربًا استمرت اكثر من نصف قرن
الرئيس الكولومبي وزعيم "فارك" يوقعان اتفاق سلام تاريخيًا
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
كارتاهينا: وقّع الرئيس الكولومبي وزعيم حركة فارك المتمردة الاثنين في كارتاهينا (شمال) اتفاق سلام &تاريخيًا ينهي حربًا استمرت اكثر من نصف قرن وخلفت مئات آلاف القتلى والمفقودين.
وخلال حفل ضخم اقيم في المدينة الساحلية، وقع على الاتفاق المؤلف من 297 صفحة كل من الرئيس خوان مانويل سانتوس وقائد "القوات المسلحة الثورية الكولومبية" (فارك) رودريغو لوندونيو المعروف اكثر باسميه الحركيين "تيموليون خيمينيز" و"تيموشنكو".
وهذا الاتفاق الذي تم التوصل اليه في هافانا في 24 اغسطس لا يزال بحاجة لأن يصادق عليه الكولومبيون في استفتاء يجري الاسبوع المقبل كي يدخل حيز التنفيذ.
وجرى توقيع الاتفاق في باحة مركز المؤتمرات في كارتاهينا، المنتجع الذي يوصف بأنه "لؤلؤة الكاريبي"، وذلك بحضور حوالى 2500 مدعو ارتدوا ملابس بيضاء، وبينهم رؤساء دول وحكومات ووزراء خارجية، اضافة الى عدد من ضحايا النزاع.
ووقع سانتوس وتيموشنكو الاتفاق بقلمين صنعا من رصاصتين.
وقبيل توقيعه الاتفاق، قال الرئيس سانتوس في تغريدة على تويتر: "اليوم نختبر فرح عصر جديد لكولومبيا"، معتبرًا توقيع الاتفاق "مرحلة جديدة في تاريخنا، في بلد ينعم بالسلام".
ومن الشخصيات التي شاركت في حفل التوقيع الرئيس الكوبي راوول كاسترو، الذي استضافت بلاده لمدة اربع سنوات مفاوضات السلام التي رعتها ايضاً النروج وفنزويلا وتشيلي، كما حضر الامين العام للامم المتحدة بان كي مون، ونظيره لمنظمة الدول الاميركية لويس الماغرو، ووزيرا خارجية الولايات المتحدة جون كيري والفاتيكان الكاردينال بييترو بارولين.
وكانت حركة "فارك" التي انبثقت في 1964 عن تمرد للفلاحين، وتضم اليوم نحو سبعة آلاف مقاتل، صادقت على الاتفاق الجمعة خلال مؤتمر وطني نظم في ال ديامانتي في قلب معقلها التاريخي في كاغوان (جنوب شرق).
التعليقات
يجب أن تتفاوضوا مع أعدائكم
محمد الشعري -يسعدني أن الشعب الكولومبي سيتخلص من الحرب الأهلية و أن طرفي النزاع قد إتفقا على قواسم مشتركة يمكن أن تحقق السلام الدائم و التنمية الشاملة . أرجو أن ما توصلت إليه القوات المسلحة الثورية الكولومبية (فارك) ستتوصل إليه أيضا حركة الدرب المضيء البيروفية . أتمنى كذلك أن يفهم العلمانيون و أشباه العلمانيين العرب و من يساندهم أن الحل هو التفاوض مع الحركات الدينية المسلحة و غير المسلحة المتفقة كلها على مبدأ الخلافة . إن هذا المبدأ الحربي التوحيدي ، رغم طوباويته و رغم أنه لا يؤدي إلا للتقاتل على مدى الأجيال ، هدف جامع لكافة الحركات الإسلامية في كل المجتمعات العربية و الإسلامية في العالم . إنه جنون جماعي قاتل . إنه هيستيريا معبرة عن معاناة عامة الناس من الفساد و مبرهنة على تعلقهم بالكرامة و بالإحترام . إن الحركات الدينية المسلحة و غير المسلحة تمرد أخلاقي شعبوي ضد الفساد الإجتماعي المتمثل خاصة في مافيات المواد المسببة للإدمان و المافيات الماخورية ، رغم أن عامة الناس يعرفون حق المعرفة ان الميتافيزيقيا مجرد أنشطة تجسسية تخاطرية و شبكات سرية . إن هذه المفارقة لا تنتهي بالحرب . إن هذا التناقض لا يزول بالتناحر . فالمواجهة العسكرية بدون مفاوضات مواجهة غبية و فاشلة ، بل إنها قد تكون بالإضافة إلى غبائها و فشلها مجرد تواطؤ و تآمر لإستمرار النزاع و صفقاته السرية و لتزايد الإنفاق الحربي و ليجمع الأوغاد المتذرعون بالعلمانية أو بالميتافيزيقيا مزيدا من الغنائم و المكاسب و الإمتيازات . فالحرب حسابات مالية و أرباح مضمونة و ضخمة لزعماء الإجرام المنظم . أتمنى إذن أن تدرك حكومات كافة الدول العربية و الإسلامية أن الحل هو التفاوض مع الحركات المحاربة من أجل الخلافة ، أو من أجل مجتمع أكثر كرامة و إحتراما . أرجو العقلانية و الحكمة للجميع .