أولى الضحايا السفير وصحف أخرى على طريق الإقفال
دعم الإعلام المرئي في لبنان والمكتوب في أزمة مصيرية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
من الأزمات التي يعيشها لبنان تبدو أزمة الإعلام أهمها، خصوصًا بعد إقفال صحيفة السفير والأزمات المالية التي تهدّد صحفًا أخرى. وبعد الحديث عن قروض مالية للإعلام المرئي، هل تحل أزمة الإعلام في لبنان؟
&"إيلاف&" من بيروت: أكدت مصادر مصرفية حصول عدد من وسائل الإعلام المرئيّة على قروض مدعومة من مصرف لبنان بمبالغ كبيرة جدًا، حيث رُصدت لخمس محطات قروض يبلغ مجموعها نحو&100 مليار ليرة، يفترض أن تُسترد خلال&16 عامًا بفائدة واحد في المئة، واللافت وفق المصادر أن القروض لم تعطِ كلها مقابل ضمانات مالية أو عقارية، بل مقابل ودائع جديدة ستضعها المحطات في حسابات بنكية بعد قبض الأموال.
تأتي هذه القروض في ظل أزمة حقيقية يعيشها الإعلام اللبناني خصوصًا المكتوب منه، بعد إقفال صحيفة "السفير" والأزمة المالية التي تعيشها صحف أخرى.
فهل هذه القروض المالية لدعم قطاع الإعلام كافية، وكيف يمكن تعميمها على الإعلام المكتوب؟
أزمة ضاغطة
يؤكد الإعلامي والكاتب عادل مالك في حديثه لـ&"إيلاف&" أن الإعلام في لبنان بشكل عام يواجه أزمة حادة وضاغطة ووجودية ومصيرية، وتبقى القروض المصرفية للقطاع المرئي حلاً جزئيًا لأزمة الإعلام، وحلاً ظرفيًا آنيًا ومرحليًا، وإنما هذا لا يمنع من التوقف عند ما يعانيه الإعلام المكتوب في لبنان، فهناك أزمة حقيقية في الصحافة الورقية، كانت صحيفة "السفير" أولى ضحاياها، حيث انحسر البيع وتقلصت الإعلانات في الصحف المكتوبة، ما أدى إلى عدم استمرارها، والأزمة لم تتوقف على صحيفة "السفير" فحسب، بل هناك أزمة تمتد إلى مختلف المؤسسات الإعلامية في لبنان.
ويضيف مالك تبقى الأزمة الحقيقية في الإعلام اللبناني تطال مالكي بعض الصحف، والمسؤولين عن تحريرها، وهذا أمر عالمي حيث الصحافة العالمية تواجه أيضًا أزمة حقيقية.
ويلفت مالك إلى أن لبنان كان ولا يزال رائدًا في المجال الإعلامي العربي والعالمي، ومن المؤسف أن نرى صحيفة بعد الأخرى تتهاوى في لبنان وتضطر أن تقفل أبوابها.
ويؤكد مالك أن الأزمة الإعلامية في لبنان لا تقتصر على الصحافة المكتوبة بل أيضًا الإعلام المرئي والمسموع، وما تم الحديث عنه من تزويد بعض الإعلام مبالغ قد يسد بعض الثغرات، لكن ليس الحل الجذري لمشاكل الإعلام بشكل عام.
وردًا على سؤال متى يدعم الإعلام المكتوب في لبنان إسوة بالإعلام المرئي، حتى لا يشهد مصير صحيفة "السفير"، يجيب مالك "إن اتخاذ القرار يجب أن يكون من قبل الحكومة الحالية بدعم الإعلام المكتوب أيضًا، ويحتاج الأمر إلى حل مبدئي بمعنى أن تخصيص مبلغ&من الميزانية اللبنانية لكل صحيفة يمكن أن يشكل حلاً آنيًا لبعض الصحف في لبنان، ويبعد عنها شبح الإقفال".
سمعة لبنان
ولدى سؤاله عن اضطرار "السفير" للإقفال اليوم، وإذا ما يوجد خوف جديّ من إقفال كل الصحف في لبنان، يجيب مالك: "إن الخوف جديّ، وتمثل ذلك بأزمات مالية تعاني منها صحف أخرى في لبنان، كصحيفة "النهار" مثلاً، وتخليها عن خدمات العديد من المحررين والصحافيين، والتقنيين والعاملين في الصحيفة، يجب استدراك الوضع حتى لا نرى صحيفة أخرى تقفل أبوابها، إضافة إلى ذلك سمعة لبنان كانت تبرز أهمية الإعلام فيه، وعلينا ألا نفقد تلك الميزة".
وأضاف:" على كل الإعلام في لبنان أن يتحد من أجل الوقوف أمام الأزمة التي يواجهها، وعليه أن يواكب العصر مع التطور التكنولوجي الحاصل".
صعوبات كثيرة
وحول حاجة الإعلام في لبنان للإستمرار، في ظل الصعوبات المهنية الكثيرة التي تصادفه، يجيب مالك:"على مجموعة أصحاب الصحف عقد اجتماعات للإجابة على بعض التساؤلات، ودراسة أسواق جديدة في الإعلام اللبناني المكتوب والمرئي والمسموع وحتى الإلكتروني، وعدم الإستغناء عن المحررين الذين يتأذى قسم كبير منهم في ظل الضائقة المادية التي يعيشها لبنان، ويجب التوصل إلى حلول جذرية مدعومة من الحكومة الحاليّة".
&