مطالب بإحداث نقلة نوعية لمواكبة التغييرات
تفاؤل بوصول خالد المالك إلى رئاسة الصحافة الخليجية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
الرياض: بعد انتخاب رئيس هيئة الصحافيين السعوديين خالد المالك، رئيساً لاتحاد الصحافة الخليجية، في المؤتمر السادس لاتحاد الصحافة الخليجية الذي أقيم في العاصمة البحرينية المنامة، تبرز إلى الواجهة التحديات الكبيرة التي يواجهها الاتحاد، لا سيما في ظل الظروف العامة، سواء الخليجية أو العالمية.
"ايلاف" التقت عددًا من الصحافيين الخليجيين للحديث حول هذا الموضوع، وكانت البداية مع الصحافي القطري صالح غريب، رئيس قسم الثقافة في جريدة الشرق القطرية، والذي أكد أن اختيار خالد المالك رئيسا لاتحاد الصحافة الخليجية خلفا لعميد الصحافة القطرية ناصر العثمان هو اختيار موفق للغاية، لما لتجربة المالك الصحافية الطويلة، وذلك العطاء والتفرد في العمل الصحافي، بالإضافة إلى الدور الذي قام به طوال هذه المسيرة الصحافية، فهذا الاختيار اسعدنا نحن الاعضاء في الاتحاد، وانا على يقين انه سوف يسعى إلى تفعيل دور الاتحاد في قادم الايام، وهو قادر على احداث تغيير كبير.
أضاف: "حقيقة على المستوى الشخصي ارى ان الاتحاد في الماضي لم يكن فاعلا ولا مؤثرا بل كنا نسمع فقط بتلك الاجتماعات التي يحضرها رؤساء تحرير الصحف، وكان الصحافي مغيبا عن هذه الاجتماعات كما ان اللقاءات او الورش او الدورات كانت قليلة ولا تكفي لتأهيل الصحافي، خصوصا الجديد، وهو يحتاج للتدريب وصقل الموهبة وكنت اتمنى ان يهتم الاتحاد بتشجيع ابناء الخليج للانضمام الى العمل الصحافي، فنحن مثلا في قطر نعاني عدم الاقبال على العمل الصحافي من قبل القطريين بحجة عدم وجود الحوافز المشجعة لذلك، كما ان الاتحاد لم يكن يصدر اي بيانات مساندة للصحافي الذي يتعرض لاي مشكلة مع مؤسسته الصحافية واخذ حقه او انصافه منها، لان النظام الاساسي كان يحتاج الى اعاده صياغه حتى يواكب المتغيرات التي تحدث في هذا المجال".
تابع: "اعتقد ان تكليف لجنة لإعادة صياغة النظام الاساسي للاتحاد هو قرار حكيم وتلبية مطلب كان موجودا لدينا، لان النظام اصبحا قديما ولا يواكب المتغيرات التي حدثت في الاعلام في ظل وجود شبكات التواصل الاجتماعي، بحيث اصبح كل مستخدم لهذه الشبكات هو رئيس التحرير وهو المحرر وان كنت انا ضد هذه فالصحافة هي مصدر الخبر وليس هؤلاء الذين ليست لديهم المصداقية في نقل الاخبار بل فبركتها ونشرها وهؤلاء يعتمدون على نقل الجوانب السيئة التي تحدث بهدف زعزعة الاستقرار والاساءة، بالتالي المطلوب من اللجنة احداث هذه التغيرات ووضع ضوابط لهذه النوعية، الى جانب وضع فقرات تعتمد على عدم الاساءة لاي دولة خليجية او ايجاد قواعد مهنية تحتم على الصحفي الخليجي العمل بها في ظل الاتحاد، كما ان المطلوب هو انصاف الصحفي لانه هو الذي يبذل من الجهد الكثير سواء في توفير المعلومة والسماح له بالاطلاع على كل المعلومات التي يحتاجها، خصوصا تلك التي لا تمس الامن القومي، وتعديل بعض قوانين الاعلام، كأن تحذف فقرة الحبس للصحافي او اجباره على الاعلام عن مصادره وغيرها من الامور التي تعد مقلقة لنا كصحافيين ولا تتيح لنا العمل بحرية بعيدا عن التهديد بالحبس او الغرامة".
حضور فعّال
إلى ذلك، قال الصحافي عبدالمنعم ابراهيم، من وكالة الأنباء البحرينية، إن خالد المالك إعلامي مخضرم بدأ احترافية العمل الصحافي في 1972، اي انه عاصر ثلاثة أجيال إعلامية تميزت كل حقبة فيها بعدة قضايا واحداث عالمية، ما أكسبه عمقا تاريخيا ومعرفة لا تقدر بثمن. وعليه لا اشك ابداً ان اختياره كان مشفوعاً بما اكتسبه من خبرة وعلم في مجال الصحافة طوال تلك السنين.
أضاف: "حقيقة نطمح ان يعطي النظام الاساسي المراد صياغته قوة وحضورًا للاتحاد في كافة المحافل الخليجية، بحيث تصبح جهة تضاهي الاتحاد الدولي للصحافيين في منطقة الخليج. وتكون جهة مشرعة للتوجه الاعلامي دون ان تمسّ حرية الفكر والرأي، فمنذ تأسيس الاتحاد في 2005 على يد نخبة من أبرز صحافيي الخليج كان التوجه العام للاتحاد تأسيس هوية وقاعدة لهذه المؤسسة من خلال تقريب ولم شمل الصحافيين في المنطقة".
تابع: "المطلوب ان يكون لاتحاد الصحافيين الخليجيين حضور فعال في الاتحاد الدولي للصحافيين، حيث تنال اعترافا رسميا من جميع الجهات التي تنظم العمل الصحافي في الخليج. والخروج بأهداف واضحة من شأنها الدفاع عن الخليج العربي، وتأصيل مكتسباته. والسير على خطط كفيلة بمحاربة الأفكار الهدّامة التي انتشرت في المنطقة. ومعرفة مدى التركيز المطلوب من الصحافي لدوائر الخطر المحيطة بالخليج العربي. وهناك متطلبات يجب ان يعمل عليها الاتحاد في سبيل تطوير ودعم واحتواء الصحافي الخليجي، اولها ان تشملهم في قاعدة بيانات لجميع الصحافيين والكتاب في المنطقة من الخليجيين. وأن تكون الداعم الاول للصحافي الخليجي من خلال تبنيه كجهة حامية للفكر والرأي. والاهتمام بشكل اساسي بالصحافي الناشئ من خلال تأسيس منتدى يمثل الصحافيين الناشئين والطامحين، واليوم يمكنني القول إن المهمة الاساسية يجب ان تركز على أمرين اولها تقوية الجيل الثاني من الصحافيين والثانية طرق دعم الجيل الجديد من الصحافيين".
انفتاح على الجميع
بدوره، أكد الدكتور سلطان اليحيائي، الصحافي في صحيفة الوطن العمانية، أن خالد المالك هو أحد الأعمدة الصحافية في المملكة العربية السعودية، ووجوده على رأس تحرير صحيفة الجزيرة لمدة تتجاوز 15 عاما يعد تأكيدًا على حضوره الإعلامي المتميز ومكانته في الوسط الصحافي، كما ويتميز برؤية جماعية في العمل، حيث لا يمكن لصحيفة أن تقوم على شخص واحد في العمل، فهو يؤكد العمل الجماعي واللامركزية في إدارة العمل الصحافي. ففي عهده نرى أن صحيفة الجزيرة احتلت الآن مكانة متميزة بين الصحف الخليجية وهي ترتقي عاما بعد عام.
أضاف: "اختيار هذه الشخصية رئاسة الجمعية العمومية للصحافة الخليجية فهو شرف لأي صحافي ينتمي إلى فريق تقوده هذه الشخصية الصحافية المتفوقة برؤيتها الحكيمة وبثقلها وخبرتها الواسعة، فهو مدرسة صحافية تخرج على يده أجيال متواترة من الصحافيين الخليجيين، وقد تأثر بالمدرستين اللبنانية والمصرية في العمل الصحافي، ما يجعله يجمع الخبرات الصحافية على مستوى الوطن العربي حتى يفيد بها الاتحاد الخليجي للصحافة" .
تابع: "تطلعاتي بوجود هذا القائد أن يكون هذا الاتحاد منبرا لأي صحافي خليجي ويجب أن ينفتح هذا الاتحاد على جميع المدارس والانماط الصحافية ويجب أن يدشن الاتحاد مرحلة جديدة بالصحافة الإلكترونية وصحافة التواصل الاجتماعي ويجب أن يكون النظام الأساسي الجديد ملبيا رغبات الصحافيين الخليجيين لا سيما أن أغلبهم من جيل الشباب الواعد .والمطلوب من اللجنة الاستماع للآخر والاستماع إلى المدارس المختلفة والاستماع إلى جميع الصحافيين في مختلف دول الخليج، ومن ثم يجب صهر الآراء وصهر التوجهات والتطلعات لجعلها دستورا أو نظاما للاتحاد" .
ختم حديثه بالقول: "خلال المرحلة السابقة كان ينقص الاتحاد التفاعل والفعالية، وعليه في المرحلة المقبلة ان يستفيد من الاتحادات المماثلة، مثل الاتحاد العربي للصحافيين أو الاتحاد الآسيوي للصحافيين أو الأوروبي الخ، يجب أن تتسع الدائرة للاستفادة من التجارب السابقة والقوالب الجديدة في الصحافة بشكل عام" .
تغيير وتطوير
الصحافي السعودي خلف ملفي، عضو هيئة الصحافيين السعوديين، أكد أن المالك هو واحد من أبرز الإعلاميين بالوطن العربي بشكل عام ، وهو الأقدم والأكثر كفاءة ، رجل عنده طموحات عالية في احياء قيمة هيئة الصحافيين السعوديين ، على هذا الأساس ومن منطلق الإعلام السعودي بشكل عام تم ترشيحه كرئيس للإتحاد الخليجي امتدادًا لما تركه الرئيس السابق تركي السديري.
أضاف: "بصراحة نحن كخليجيين نحتاج إلى تغيير وتطوير في كثير من الأمور التي تخص الإعلام الخليجي، بمعنى أن تكون هناك دورات ولقاءات على مستوى الخليج، فلابد أنه يحيي مثل هذا الجانب ، لأن أهم المجالات للتطوير بالنسبة إلى الإعلاميين هي اللقاءات، كونها تعزز قيمة الزملاء مع بعضهم البعض وتكشف عن شباب جديد مبدعين خارج اطار المسؤولين في الإتحاد الخليجي، وبالتالي لا بد أن نواكب المجال الإعلامي العالمي في الرؤى والأفكار في التطوير والإعتناء بالشباب والإعتناء بالمهنة كمهنة، كما ومن المفترض تكثيف اللقاءات وعقد لقاء دوري بين دول منطقة الخليج".
تابع: "عموما أنا متفائل جدا ًبالأستاذ خالد المالك لأنه دائما يقدم الجديد في جميع المجالات، وعليه أن يدرك جيدا أن عمله تحت مجهر زملائه، وزملاؤه يثقون به".
وفي حديث خاص مع «إيلاف» عبر خالد المالك عن سعادته بأن تكون ثقة أعضاء الإتحاد واللجنة العمومية من الزملاء باختياره رئيس للدورة الحالية بالإجماع، وأضاف « صراحة لوحدي لا أستطيع فعل شيء ، ولكن بتعاون مجلس الأمناء هؤلاء ومع الأمين العام سنكون مجتمعين وقادرون على أن نضع للإتحاد استراتيجية جديدة نواجه بها المرحلة الحالية بما تستدعي من تحديات ومستجدات تحتاج للكثير من العمل والتخطيط لتجاوز هذه الأزمات وعلى رأسها طبعا تحسين صورة المجلس الخليجي وفقا ً للحقيقة ، وهذا يتطلب اعادة النظر في نظام الإتحاد وتعديله بما يتوافق مع المرحلة الحالية إذا مارأى مجلس الأمناء ذلك مهما َ وضروريا ».
وأكد على :« خدمة الصحفيين والإعلاميين في دول المجلس والذي يتطلب توفير بعض الدورات التخصصية في هذا الجمال، وكذلك بحث امكانية الإستفادة من تطويرهم في هذه المهنة ، وهذا التواصل مع مجلس التعاون ووزراء الإعلام في هذا مجلس التعاون نبحث فيه مايمكن أن نحصل عليه من دعم معني ومادي كي يؤدي الإتحاد مسؤوليته على النحو التي نطمح له جميعا، وهو خدمة صحفيي وإعلاميي دول المجلس ومنها نخدم دولنا خصوصا ً بعد الهجمات الشرسة التي تواجهه دول مجلس التعاون الخليجي اعلاميا».
وختم بالقول: «أريد من زملاءنا الإعلاميين والصحفيين وتحديدا ً المنتسبين، اعطاءنا الفرصة وبعض الوقت لتحقيق آمالهم، وسنسعى لذلك وسنبذل كل الجهد في تحقيق هذا الشي ء وبتعاون الزملاء بأفكارهم وملاحظاتهم ».