ضربة"معلم" دبلوماسية تحققها رئيسة وزراء بريطانيا
تيريزا ماي وترامب يبحثان في مرحلة ما بعد «بريكست»
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
واشنطن:&استقبل الرئيس الأميركي دونالد ترامب الجمعة رئيسة وزراء بريطانيا تيريزا ماي للتباحث في العلاقات التجارية بين بلديهما بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي، واعطاء دفع مختلف للعلاقة "الخاصة" بين البلدين.&وستكون ماي أول مسؤول أجنبي يستقبله ترامب في البيت الابيض منذ انتخابه، ما يشكل ضربة دبلوماسية موفقة لها.&إلا أنها تدرك أن حلفاء واشنطن سيراقبون كل أقوالها وأفعالها عن كثب، بينما يدرسون كيفية التعامل مع الرئيس الجديد الذي وصل إلى السلطة بعد تبنيه شعار "أميركا اولًا".
الغموض سمة العهد
يبدو أن الدبلوماسية الاميركية تدخل عهدًا مختلفًا يشوبه الغموض كما يتبين من الاسبوع الاول الذي اتسم بالتوتر والفوضى، خصوصًا في شأن مشروع تشييد جدار على الحدود مع المكسيك.
ويبدي الاوروبيون حذرًا حيال الشخص الذي اعتبر أن بريكست "نبأ سار".
وتشكل إدارة ترامب "تحديًا" للاتحاد الاوروبي كما قال الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند قبل ساعات من وصول تيريزا ماي إلى البيت الابيض، والتي تعقد مع ترامب مؤتمرًا صحافيًا مشتركًا هو الاول للرئيس الاميركي منذ تنصيبه.
وعلى الرغم من أن القواسم المشتركة بين إبنة القس المحافظة ماي وترامب قليلة، إلا أنها قالت على متن الطائرة التي أقلتها إلى الولايات المتحدة: "في بعض الأحيان تتجاذب الأضداد".
واثار قرار ماي التوجه إلى واشنطن بعد أيام فقط على اداء ترامب اليمين الدستورية جدلًا في بريطانيا، حيث لا تزال تصريحاته في شأن المسلمين والنساء والتعذيب موضوع استنكار شديد.
وتامل بريطانيا في انطلاقة سريعة للمفاوضات من اجل توقيع اتفاق تجاري جديد مع واشنطن لكن هامش المناورة الذي تتمتع به ضيق ما لم تخرج تمامًا من الاتحاد الاوروبي.
تباحث لا تفاوض
ذكرت المفوضية الاوروبية أن بريطانيا يمكنها "التباحث" في اتفاق محتمل للتبادل الحر مع دول ثالثة، لكن ليس "التفاوض" طالما لا تزال عضوًا في الاتحاد الأوروبي.
وقال ترامب الخميس: "ليس لدي وزير للتجارة بعد"، في انتقاده معارضيه الديموقراطيين الذين يؤخرون تثبيت مرشحه لهذا المنصب، ويلبور روس، أمام مجلس الشيوخ.
وأضاف ترامب أن البريطانيين "يريدون التباحث في التبادل (الحر). سأتولى الأمر بنفسي ليس هناك مشكلة".
وعشية لقائها مع ترامب حديث العهد بالسياسة، أدلت تيريزا ماي كلمة أمام النواب الجمهوريين في فيلادلفيا، حددت فيها نقاطًا أساسية.
وشددت في كلمتها على أهمية المؤسسات الدولية، منها الأمم المتحدة وحلف شمال الأطلسي التي تعرضت لانتقادات ترامب المتكررة.
وأكدت ماي أن "الأمم المتحدة في حاجة إلى الإصلاح، لكنها لا تزال حيوية"، خصوصًا في مجالي مكافحة الإرهاب والتغير المناخي، مدافعة في الوقت نفسه عن دور البنك الدولي وصندوق النقد الدولي والأهمية الحاسمة لحلف شمال الأطلسي "ركيزة الدفاع الغربية"، إلا أنها حذرت الولايات المتحدة من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي أعرب ترامب عن رغبته في التقارب معه.
تعاونوا بحذر
قالت ماي: "عندما نتحدث عن روسيا، من الحكمة أن نتخذ مثالا الرئيس ريغان الذي، خلال مفاوضاته مع نظيره الروسي ميخائيل غورباتشوف، اعتاد على اتباع قاعدة (ثق ولكن تحقق)".
وأضافت: "مع الرئيس بوتين، نصيحتي هي (تعاون ولكن بحذر)".
من جهته، أعلن المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف صباح الجمعة أن الرئيسين الاميركي والروسي يمكن أن يجريا أول اتصال هاتفي بينهما السبت منذ تولي ترامب مهامه رسميًا.
ولاقت المسؤولة المحافظة حفاوة كبيرة عندما وعدت بالحفاظ على "علاقة خاصة" بين البلدين.
والمؤتمر الصحافي في البيت الابيض محطة مهمة للرئيس الجديد الذي يستخدم تويتر بشكل يومي لكنه لم يعقد سوى مؤتمر صحافي واحد في الاشهر الستة الاخيرة كان في 11 يناير في بهو برج ترامب في نيويورك تعرض خلاله بشدة لوسائل الاعلام.
واتهم ترامب وسائل الاعلام نفسها مسبقا بانها لا تغطي "المسيرة من اجل الحياة" التي سيقوم بها الجمعة ناشطون معارضون للاجهاض في واشنطن. ويعتزم هؤلاء الناشطون القادمون من مختلف انحاء الولايات المتحدة الانطلاق في مسيرتهم بالقرب من البيت الابيض.
&