النتائج المسجلة تؤكد تراجع القاعدة الانتخابية لـ«العدالة والتنمية»
المغرب:«الأحرار» يفوز في الانتخابات الجزئية بـ«أكادير» و«تارودانت»
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
«إيلاف» من الرباط: تلقى حزب العدالة والتنمية المغربي قائد التحالف الحكومي بالبلاد ضربة جديدة على يد حليفه حزب التجمع الوطني للأحرار الذي يترأسه عزيز أخنوش وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية، بعدما فرض سيطرته على نتائج الانتخابات الجزئية التي جرت أمس الخميس، بالدائرتين الانتخابيتين "تارودانت الشمالية" و"أكادير إداوتنان" جنوب الرباط.
ونجح حزب التجمع الوطني للأحرار في استعادة مقعده البرلماني بـ"تارودانت الشمالية" الذي أسقطته المحكمة الدستورية في وقت سابق، إذ استطاع مرشح الحزب عبد الرحمان بليلا، اكتساح النتيجة وإلحاق هزيمة قاسية بمرشح حزب العدالة والتنمية، بعدما تفوق عليه بأكثر من 35 ألف صوت.
وفي الدائرة الانتخابية "أكادير إداوتنان"، التي شهدت تنافسًا على المقعد الذي أسقطته المحكمة الدستورية في قرارها الذي طال مرشح حزب الأصالة والمعاصرة الفائز في اقتراع 7 أكتوبر 2007 , تصدر حزب التجمع الوطني للأحرار النتائج أيضا.
وانتزع محمد الولاف، مرشح حزب التجمع الوطني للأحرار المقعد بعد حصده أزيد من 9 آلاف صوت، متفوقًا على أقرب منافسيه محمد أمكراز، مرشح حزب العدالة والتنمية والقيادي في شبيبته، الذي لم يقدر على منافسة الولاف واكتفى بجمع حوالي 5600 صوت، الأمر الذي يؤكد حسب مراقبين تأثر القاعدة الانتخابية لحزب العدالة والتنمية بعد إعفاء أمين عام الحزب عبد الإله ابن كيران من تشكيل الحكومة، والخلافات التي برزت بين قياداته بعد ذلك، والتي أدخلته حالة من التخبط ما زال يعيش تداعياتها حتى اليوم.
وبخصوص نسبة المشاركة التي سجلتها الانتخابات الجزئية بدائرة "أكادير اداوتنان"، فانها لم تتعدّ 7 بالمائة، وذلك في تأكيد واضح على التراجع المهول في نسبة المشاركة والإقبال على صناديق الاقتراع في الانتخابات الجزئية التي شهدتها عدة دوائر انتخابية، الأمر الذي استدعى دق ناقوس الخطر حول الموضوع من طرف عدد من المراقبين الذين حذروا من تعاظم نسبة "مقاطعة الانتخابات" في الاستحقاقات الانتخابية المقبلة بالبلاد.
وفي أولى الردود من داخل حزب العدالة والتنمية على الهزيمة التي مني بها، قالت القيادية في الحزب ، النائبة أمينة ماء العينين، إن نتائج الانتخابات الجزئية في أكادير "كارثية بالنسبة للحزب، ومن يبحث عن التبرير والحديث عن خصوصية الانتخابات الجزئية لن يفيد الحزب في شيء، إلا إذا أردنا أن نتحول إلى مثل تلك الأحزاب التي تصور للناس انهزاماتها المريعة في شكل انتصارات حتى أشرفت على الاندثار"، وذلك في انتقاد واضح منها للأصوات التي ذهبت لتبرير هزيمة الحزب في هذا الاستحقاق.
وأضافت ماء العينين في تدوينة على حسابها بموقع التواصل الاجتماعي ( فيسبوك) "نحن لا نصلح لمثل هذا الكلام، مرجعية الحزب و"منهجه" يفرض عليه الصراحة والوضوح وإجراء النقد الذاتي اللازم أمام المواطنين الذين منحوه ما منحوه اياه في 7 أكتوبر ، مذكرة أن حزب العدالة والتنمية حصل على "مقعدين من أصل 4 في اقتراع 7 اكتوبر بما يقارب 36 ألف صوت، ونسير جماعتها بأغلبية مطلقة، وبيننا وبين 7 أكتوبر مدة سنة.
واليوم نفقد قرابة 30 ألف صوت دفعة واحدة أغلبها من داخل المدينة وليس في البوادي. أليس هذا سقوطًا حرًا؟".
وزادت النائبة البرلمانية المثيرة للجدل "هل نحتاج أمرًا آخر لنعترف جميعا أن الأمور ليست بخير ، وأن المسار ليس قويمًا ، وأن خطاب المراجعة والنقد هو خطاب ذو مصداقية من دون تشنج أو اصطفاف؟"، كما دعت الحزب إلى المراجعة والنقد الذاتي، وقالت: "نتائج كارثية في الجديدة....في تطوان . تراجع كبير في غياب منافسين.. نعم نحتاج الى نقاش داخلي صريح بعيداً عن الصراخ والاقصاء والدغمائية وسوق التبريرات تلو التبريرات".
وفي دائرة بني ملال (جنوب شرقي الرباط)، التي شهدت بدورها انتخابات جزئية ، حقق حزب الأصالة والمعاصرة المعارض، فوزا كبيرا على غريمه "العدالة والتنمية"، بعدما اكتسح مرشحه هشام صابري النتائج ، ملحقا هزيمة مدوية بمنافسه محمد غازي البريدية .
وأوضحت نتائج الانتخابات الجزئية ببني ملال، التفوق الواضح لمرشح الأصالة والمعاصرة الذي حاز على 16253 صوتا، في حين حظي مرشح "العدالة والتنمية " بأصوات 7650 ناخبا، وهو ما يزيد من تأكيد التراجع الكبير للقوة الانتخابية لحزب العدالة والتنمية.
يشار إلى أن الانتخابات الجزئية التي شهدتها دائرة بني ملال، جاءت بعد قرار المحكمة الدستورية إلغاء انتخاب حميد الإبراهيمي، عضوا بمجلس النواب، والذي أحرز مقعده باسم حزب الحركة الشعبية، قبل أن تقبل المحكمة الطعن في انتخابه الذي تقدم به لحسن الداودي، الوزير المنتدب المكلف الحكامة ، والقيادي في حزب العدالة والتنمية.