تحرك سلمي تحول تبادلًا للعنف بين القوات العمومية والمواطنين
اعتقال 21 أثناء وقفة للمطالبة بماء الشرب بإقليم زاكورة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
عرفت مدينة زاكورة (جنوب المغرب) اعتقالات في صفوف مواطنين خرجوا للمطالبة بالماء الصالح للشرب، مساء الأحد.
إيلاف من الرباط: شنت القوات العمومية حملة اعتقالات في صفوف المتظاهرين استمرت لساعات متأخرة من ليلة الأحد، حيث سمع صوت صفارات سيارات القوات العمومية إلى ما بعد منتصف الليل في شوارع زاكورة.
بلغ عدد الأشخاص الموقوفين على خلفية الوقفة الإحتجاجية التي دعا إليها نشطاء عبر مواقع التواصل الإجتماعي 21 شخصًا، جلهم من القاصرين.
وكان مواطنون، من ضمنهم نساء وأطفال، خرجوا في اتجاه المكتب الوطني للماء الصالح للشرب يطالبون بالماء، قبل أن تحاصرهم القوات العمومية، ويغيروا الوجهة نحو مقر عمالة (محافظة) الإقليم، رافعين شعارات تطالب بتحسين شروط عيشهم، كتوفير الماء الشروب و الصحة وغيرها من المطالب الإجتماعية التي أخرجت السكان للإحتجاج.
ومن المنتظر أن يتم تقديم المعتقلين، بعد استكمال التحقيقات وإنجاز المحاضر أمام المحكمة الإبتدائية بزاكورة أو أمام غرفة الجنايات بمحكمة الإستئناف بإقليم ورزازات، حسب التهم الموجهة إلى المعتقلين الـ21.
وذكر أحد المشاركين في الوقفة لـ "إيلاف المغرب" أنه منذ الساعة الخامسة والنصف مساء، تم تطويق الوقفة، ومنع مواطنون من الإلتحاق بها من قبل القوات العمومية، مما جعل المحتجين ينقسمون لوقفة رئيسة ووقفتين إثنتين جزئيتين، بعدما تعذر على أصحاب الوقفتين الإلتحاق بالوقفة الرئيسة.
أضاف المصدر عينه أن دخول بعض النسوة من المحتجات في ملاسنات مع بعض أفراد القوات العمومية، كان الفتيل الذي أشعل اندلاع أعمال عنف. تطورت الأمور بعد ذلك لتصل إلى تبادل تراشق الحجارة بين الطرفين، أي بين بعض أفراد القوات المساعدة وبعض المحتجين، نقلوا على أثرها إلى المستشفى لتلقي الإسعافات، قبل أن يقدم بعض القاصرين من المحتجين على إضرام النار في حاويات النفايات المركونة في الشوارع والعجلات المطاطية.
وأفاد عضو الجمعية المغربية لحقوق الإنسان إبراهيم رزقو في اتصال مع "إيلاف المغرب" أن هذه الوقفة ليست هي الأولى من نوعها، بل سبقتها وقفات قبل ذلك، خاصة خلال شهر يونيو الماضي، والتي كان المواطنون يطالبون فيها بتوفير الماء الصالح للشرب، سيما وأن المنطقة تعرف موجات حر شديد خلال فصل الصيف.
وأوضح رزقو أن فعاليات حقوقية وسياسية ونقابية ما فتئت تطالب بتوفير هذه المادة الحيوية، إلا أن آذان المسؤولين لم تكن تسمع للمتضررين، مضيفًا أن السكان لم يعودوا يطالبون بتحسين جودة الماء، بل فقط بتوفيره على الرغم من رداءته ، وهو المطلب الذي لم تتم الإستجابة له، منذ 17 سنة، المدة التي عانى فيها سكان زاكورة من ندرة الماء ولغاية اليوم.
وقال عضو الجمعية إن الأحياء المحظوظة تعرف انقطاع الماء لساعات طويلة خلال اليوم. أما بعض الأحياء الأخرى فإنها لم تر الماء منذ أسابيع، مما يضطر أصحابها للخروج بحثًا عن هذه المادة الحيوية وجمعها في صهاريج في ظروف غير صحية بالمرة.
وحمل المتحدث المسؤولية إلى عامل (محافظ) الإقليم والمكتب الوطني للماء الصالح للشرب، وكذا بعض المسؤولين عن القطاع بالإقليم، مضيفًا أنه سبق لهؤلاء جميعًا أن وعدوا من خلال تقارير ودراسات بإنشاء محطة لتحلية المياه، ولكنها لم تر النور إلى غاية اليوم.
وعبّر رزقو عن تذمره وتذمر السكان بسبب الظروف الإجتماعية التي وصفها بالسيئة، حيث لا يجد سكان إقليم زاكورة أبسط وسائل العيش الكريم، خاصة قطاع الصحة، إذ رغم وجود مستشفى إقليمي إلا أنه لا يستجيب لحاجيات السكان.