في ظل الثورة الصناعية الرابعة
قمة المعرفة تستشرف مستقبل المنظومة الاجتماعية والاخلاقية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
دبي: ناقشت جلسة مستقبل المنظومة الاجتماعية والاخلاقية انعكاسات وتاثيرات الثورة الصناعية الرابعة على النظام الاجتماعي والاخلاقي الذي يحكم العلاقات الانسانية في الوقت الراهن، وسبل استقراء مستقبل هذا النظام في المستقبل، في ضوء التغيرات المتسارعة التي تفرضها الثورة التكنولوجية، وذلك ضمن فعاليات الدورة الرابعة لقمة المعرفة 2017، والتي تنظمها مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة في الفترة ما بين 21-22 نوفمبر في مركز دبي التجاري العالمي.
وضمت الجلسة أحمد عبد الكريم جلفار مدير عام هية تنمية المجتمع بدبي، والدكتورة رفيعة غباش، مؤسسة متحف المرأة في دبي، ومحمد اميرسي، المؤسس والمدير التنفيذي لشركة اميرجنت تيليكوم فينتشرز، الذين ناقشوا مجموعة من القضايا المعاصرة، والتي تؤثر بشكل كبير على الحياة الاجتماعية ومنظومة الأخلاق التي تحكم حياة المجتمعات حول العالم، مثيرين التساؤلات حول مستقبل هذه المنظومة في ظل الثورة الصناعةي الرابعة.
وتحدث جلفار عن التأثير الأخلاقي والمجتمعي المتوقع للثورة الصناعية الرابعة، مؤكداً بأن هذا التغير قد بدأ بالفعل، فقد كانت منظومة الاخلاق والعادات والتقاليد مرتبطة بثلاث ركائز رئيسية وهي: البيت، المدرسة ومصادر الأخبار الرسمية، أما اليوم فنحن على اعتاب منظومة اخلاقية ومجتمعية يحكمها جهاز واحد، وأصبح الهاتف الذكي هو محور منظومة تواصلية معرفية جديدة، لها ايجابياتها، ويحيط بها بعض السلبيات أيضاً.
ونوه جلفار إلى أن التوعية هي حجر أساس الوقاية من التأثيرات السلبية للثورة الصناعية الرابعة على المنظومة الاجتماعية والأخلاقية، مشدداً بأنه على الحكومات أن تلعب دوراً أكبر في حوكمة الثورة الصناعية الرابعة، لتحقيق كامل إمكانياتها الاقتصادية والاجتماعية دون المساس بإنسانيتنا وقيمنا المجتمعية الراسخة، منوهاً بأن العالم بحاجة إلى خارطة طريق واضحة لمنظومة أخلاقية عالمية جديدة تضع الإنسان والمجتمع على رأس أولوياتها.
وأثنى جلفار على الخطط التي تنتهجها دولة الامارات لمواكبة الثورة الصناعية الراعبة وفي مقدمتها إطلاق حكومة دولة الإمارات بالشراكة مع المنتدى الاقتصادي العالمي"بروتوكول الثورة الصناعية الرابعة" الهادف إلى بناء إطار ناظم لآليات تبني أدوات وتقنيات هذه المرحلة المهمة من مستقبل الإنسان، بالإضافة إلى استراتيجية الإمارات للثورة الصناعية الرابعة، والتي تهدف إلى تعزيز مكانة دولة الإمارات كمركز عالمي للثورة الصناعية الرابعة، والمساهمة في تحقيق اقتصاد وطني تنافسي قائم على المعرفة والابتكار والتطبيقات التكنولوجية المستقبلية التي تدمج التقنيات المادية والرقمية والحيوية.
وفي السياق نفسه نوهت الدكتورة رفيعة غباش بأن الثورة الصناعية الرابعة وقبلها العولمة كسرت الجدران وألغت الحواجز وقصرت المسافات، مركدة بأنه علينا الاستعداد للحاق بركب الثورة الصناعية الرابعة، ومن الضروري أن نقوم بتطوير الامكانيات الاقتصادية للبلدان العربية لمواكبة هذه الثورة، والمساهمة فيها بشكل قوي، وليس استيرادها فقط، وتفعيل آليات توطين المعرفة.
وحول العلاقات الانسانية في ظل الثورة الصناعية الرابعة، تحدثت غباش عن ابتعاد العلاقات الانسانية عن الحميمية، منوهة بأن التقنيات الذكية والهواتف المحمولة أثرت بشكل سلبي على طبيعة التواصل الانساني، وعلينا اتخاذ الإجراءات اللازمة لتقوية الأواصر الانسانية، وتعزيز العلاقات الاجتماعية ومد جسور التواصل الانساني من جديد.
وفي سياق إجابته عن سؤال هل نحتاج لمنظومة أخلاقية جديدة في ظل الثورة الصناعية الرابعة، تحدث محمد اميرسي عن ضرورة تطبيق منظومة أخلاقية على تقنيات الذكاء الاصطناعي والآلات المتطورة الجديدة، والتي بامكانها أن تطبق لاحقاً على الروبوتات، مؤكداً بأن الوقت ما زال سانحاً لتفعيل الآليات والصيغ اللازمة لوضع الضوابط الناظمة لهذا التطور التكنولوجي الهائل.
كما نوه أميرسي بأن العلاقة المستقبلية بين الانسان والروبوت سوف يحددها الانسان، فالانسان وحده هو الذي يحكم هذه العلاقة ومدى امتدادها، مؤكداً على ضرورة وجود آلية ناظمة لتوقع وحساب احتمالية وقوع الأخطاء المستقبلية من قبل الروبوتات، مع وجود الأطر التشريعية والقانونية التي تساعد في منع هذا النوع من الأخطاء في المستقبل.