قبل أيام من بدء محادثات السلام
تصعيد كلامي بين تركيا وإيران حول سوريا
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
اسطنبول: تصاعدت حدة التوتر بين تركيا وايران الثلاثاء مع تبادل هاتين القوتين الاقليميتين الاتهامات حول دورهما في النزاع السوري وزعزعة الاستقرار في منطقة الشرق الاوسط.
ورغم الخصومة التاريخية بين البلدين، تمكنت انقرة وطهران من اقامة علاقة براغماتية في السنوات الماضية، وفي هذا الاطار نددت الجمهورية الاسلامية سريعًا بمحاولة الانقلاب الفاشلة التي استهدفت الاطاحة بالرئيس التركي رجب طيب اردوغان السنة الماضية.
لكن تركيا السنية وايران الشيعية على طرفي نقيض من النزاع السوري، حيث تدعم طهران&الرئيس بشار الاسد، في حين تدعم تركيا فصائل المعارضة.
ويأتي هذا التوتر قبل ايام من بدء محادثات السلام حول سوريا في جنيف برعاية الامم المتحدة الخميس.
والمعروف أن تركيا تخوض معارك في شمال سوريا بهدف انتزاع مدينة الباب من ايدي الجهاديين.
ووجه وزير الخارجية التركي مولود تشاوش اوغلو انتقادات لايران في خطاب ألقاه امام مؤتمر ميونيخ حول الامن في نهاية الاسبوع، معتبرًا أن بعض اعمالها قوضت الامن في المنطقة، وحثّ طهران على تشجيع الاستقرار.
ونقلت وسائل الاعلام التركية عنه القول إن "ايران تسعى الى تحويل سوريا والعراق الى بلدين شيعيين".
كما اتهم اردوغان في الاسابيع الماضية ايران بالعمل على تعزيز الاتجاهات "القومية الفارسية"، ما اجج الخلافات في الشرق الاوسط.
واستدعت وزارة الخارجية الايرانية الاثنين السفير التركي للاحتجاج على تصريحات تشاوش اوغلو، فيما حذر المتحدث باسم الخارجية بهرام قاسمي من ان لصبر طهران "حدودًا".
وقال: "نأمل في عدم الادلاء بمثل هذه التصريحات مجددًا. اذا استمر اصدقاؤنا الاتراك بهذا الموقف لن نبقى صامتين".
ورد المتحدث باسم الخارجية التركية حسين مفتي اوغلو الثلاثاء قائلاً إن تلقي مثل هذه الاتهامات من طهران امر "غير مفهوم". واتهم طهران بأنها "لا تتردد في ارسال لاجئين يحتمون من ازمات اقليمية الى مناطق حروب"، ودعاها الى "اتخاذ خطوات بناءة والى مراجعة سياستها الاقليمية".
"الاعتراف بمصالح"
يأتي تبادل الاتهامات بعدما عاد اردوغان من جولة استمرت اسبوعًا على دول الخليج، حيث أجرى محادثات خصوصًا مع السعودية، حليفة انقرة السنية.
واعتبر علي واعظ، المحلل البارز للشؤون الايرانية في مجموعة الازمات الدولية، أن ايران وتركيا تتبادلان التهم بالسعي لفرض هيمنة اقليمية عبر اطراف تابعة لكل طرف على الارض.
وقال لوكالة فرانس برس: "مع كل فشل في ايجاد تسوية، اصبح اطار التنافس بين تركيا وايران اكثر تعقيدًا والخلافات اكثر صعوبة".
وفيما تدعم تركيا فصائل معارضة في سوريا، لعبت طهران دورًا حاسمًا في مساعدة نظام الرئيس بشار الاسد. ولم تعطِ ايران تفاصيل حول دورها في النزاع، لكنها اكدت مقتل حوالى الف مقاتل متطوع في سوريا.
في هذا الوقت، حذرت انقرة ايران وحلفاءها في حكومة بغداد من استخدام قوات الحشد الشعبي الشيعية في عملية استعادة مدينة الموصل من ايدي جهاديي تنظيم الدولة الاسلامية.
وقال وزير الخارجية التركي الثلاثاء "إنه امر خطير جدًا ارسال مقاتلين شيعة الى مدينة تعد 99% من السنة".
ويعتبر التوافق بين تركيا وايران حاسمًا بالنسبة لضمان الحفاظ على هدنة هشة في سوريا مدعومة من روسيا ايضًا، اعلنت في نهاية السنة الماضية لتشكل اساسًا لمحادثات السلام.
ورغم ان انقرة تؤيد رحيل الاسد عن السلطة، عادت الحكومة التركية وخففت موقفها هذا، مشيرة الى أن الرئيس السوري يمكن ان يحظى بدور ما في تحديد مستقبل البلاد.
لكن واعظ قال إن عملية المفاوضات السورية تصل الى طريق مسدود، فيما تتضارب دوائر نفوذ ايران وتركيا في سوريا.
واضاف: "في نهاية المطاف سيكون على تركيا وايران بصفتهما دولتين متجاورتين أن تتعايشا مع النزاعات المشتعلة حاليًا في محيطهما".
وخلص الى القول: "أي حل مستدام سيتطلب توازنًا للقوى الاقليمية يقبل به الطرفان"، داعيًا كل من الدولتين الى الاعتراف بمصلحة الدولة الاخرى.&
التعليقات
الحقائق اولا
كندي -الدور التركي في سوريا محدود جداً وضعيف ، لا يتعدى تصديها لبعض الفصائل الكردية التي تعتبرها ارهابيه لانها تهدف بالحقيقة الى تقسيم تركيا لاحقا ( حزب العمال الكردستاني ) وقد تمكنت تركيا بشق الانفس من التوصل الى شبه تفاهم مع الولايات المتحده التي تدعم بدورها فصيل كردي آخر ( سوريا الديمقراطيه ) في محاولاته لإنشاء كيان كردي انفصالي في سوريا ، تعهدت تركيا بعدم الاصطدام بأكراد الولايات المتحده ! عدا ذلك فليس لتركيا اي دور حاسم ، ايران وظفت كل امكاناتها منذ البدايه وعلى مستوى واسع جداً لمد نفوذ عسكري وسياسي واقتصادي ضخم وقوي في سوريا ونجحت في ذلك تماما ، حاليا لها الكلمة العليا في سوريا ، روسيا هي القوة الحقيقيه المسيطره عسكريا ، بدونها لن يستطيع النظام الصمود حتى مع التواجد الايراني ، روسيا تنظر للمستقبل البعيد ، تؤيد النظام لانه الوسيله الوحيده الحقيقيه التي تمكنها من تحقيق استراتيجيتها في سوريا ومن ثم في المنطقه ، تحالف روسيا مع ايران مرحلي ، لابد ان يحدث الخلاف نظرا لاختلاف الاهداف ، روسيا غير مهتمه تماما ببقاء الرئيس السوري لو وجد البديل المناسب اذا كان هذا ينهي العنف والاقتتال ، هذه نقطة خلاف رئيسة مع ايران ، تنحي الرئيس سيحجم المد الايراني في سوريا كثيرا وينتهي بعد فتره نظرا للاختلاف الديني المعروف ، وبالتالي سيؤثر هذا على وضع ايران ( حزب الله ) في لبنان سلبا ، الولايات المتحده تفتش عن ثغره تدخل منها الى سوريا بعد ان فقدت كل نفوذها وتأثيرها في عهد اوباما لصالح روسيا ، من المستبعد جداً ان يصبح لها دور هام ، ولأنها لا تستطيع التدخل المباشر في سوريا فقد بدأت تحاول زج السعوديه وبعض دول الخليج للتدخل العسكري بحجة قتال داعش ، دول الخليج تلك ( السعوديه خاصة ) تريد العوده للمنطقة بعد ان خرجت تماما من العراق وسوريا ولبنان ، لكن السعوديه تواجه حرب استنزاف خطيرة وخاسره حتى الآن في اليمن ، السؤال هل تستطيع الاداره الامريكيه خداع السعودية او الضغط عليها للدخول في مغامرة عسكرية في سوريا وفتح جبهة ثانيه ؟ هذا كله ولم نأخذ لحد الآن اهم المعطيات : الحكومه السوريه لن توافق ابدا الا اذا تم التنسيق الكامل معها اي التنسيق مع ايران كتحصيل حاصل !! ، وهل تقبل روسيا بهكذا تدخل ولا سيما انها ليست بحاجه الى اي دعم لا عسكري ولا اقتصادي فهي مسيطرة على الوضع تماما ، لا يمكن الكلام عن شتات المعارضه
تصاعد الاتهامات!!!!
خلاصة ..السبب -يأتي تبادل الاتهامات بعدما عاد اردوغان من جولة استمرت اسبوعًا على دول الخليج، حيث أجرى محادثات خصوصًا مع السعودية، حليفة انقرة السنية.