طوكيو وواشنطن طلبتا اجتماعًا عاجلًا لمجلس الأمن
ترامب يناقش مع آبي مسألة إطلاق الصواريخ الكورية الشمالية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
طوكيو: أطلقت كوريا الشمالية، مساء الاثنين، أربعة صواريخ بالستية سقطت ثلاثة منها قرب اليابان، ما دفع بطوكيو وواشنطن إلى طلب اجتماع طارئ لمجلس الأمن.
وأعلنت وكالة الأنباء المركزية الكورية الشمالية الثلاثاء أن عملية إطلاق الصواريخ الأربعة التي أجرتها بيونغ يانغ الإثنين، كانت تدريبًا على ضرب القواعد الأميركية في اليابان.
وقالت الوكالة إن الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون أشرف على العملية وأمر شخصيًا ببدئها.
وأضافت: "وهو يناظر مسارات الصواريخ الباليستية"، أشاد بوحدة "هواسونغ" المدفعية التي أطلقت الصواريخ.
وتابعت الوكالة أن كيم "قال إن الصواريخ الباليستية الأربعة التي أطلقت بشكل متزامن دقيقة جدًا، بحيث تبدو كأنها أجسام بهلوانية طائرة في طور التشكيل".
وأشارت إلى أن عملية الإطلاق نفذتها وحدات عسكرية "مكلفة ضرب قواعد القوات المعتدية الامبريالية الأميركية في اليابان في حالة الطوارئ".
وتوعدت بيونغ يانغ أعداءها بالرد "بلا رحمة" على المناورات العسكرية المشتركة السنوية، التي باشرتها سيول وواشنطن الأسبوع الماضي، فقد تكون عملية إطلاق الصواريخ ردًا على هذه التدريبات التي يندد بها كل عام النظام الشيوعي الذي يملك السلاح النووي.
ويطمح الشمال لامتلاك صاروخ بالستي عابر للقارات قادر على تسديد ضربة نووية على القارة الأميركية، غير أن دونالد ترامب أكد أنه لن يسمح لبيونغ يانغ بذلك.
وأعلنت سيول أن بيونغ يانغ أطلقت أربعة صواريخ باتجاه البحر الشرقي (بحر اليابان) اجتازت بحسب متحدث باسم هيئة أركان القوات الكورية الجنوبية ألف كلم، وارتفعت إلى علو 260 كلم، مستبعداً أن تكون صواريخ بالستية عابرة للقارات.
إلا أن المتحدث باسم البنتاغون جيف ديفيس لم يستبعد إطلاق عدد أكبر من الصواريخ، رغم سقوط أربعة صواريخ.
وسرعان ما توالت الادانات من المنطقة وخارجها.
واشنطن وطوكيو تناقشان قضية الصواريخ
من جهته، ناقش الرئيس الأميركي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الياباني شينزو آبي الاثنين مسألة قيام كوريا الشمالية بإطلاق صواريخ باليستية، وهو الأمر الذي دفع بواشنطن وطوكيو إلى طلب اجتماع طارئ لمجلس الأمن، بحسب ما قال مسؤول أميركي.
وأكد المسؤول الذي طلب عدم كشف هويته لوكالة فرانس برس أن ترامب وآبي، اللذين التقيا قبل أسبوعين في الولايات المتحدة، ناقشا المسألة خلال اتصال هاتفي.
وأعلنت بيونغ يانغ أن التجربة الصاروخية كانت تدريبًا على ضرب القواعد العسكرية الأميركية في اليابان.
وأكد آبي لصحافيين بعيد المحادثات أن "اليابان والولايات المتحدة أكدتا أن إطلاق الصواريخ الكورية الشمالية يمثل انتهاكًا واضحًا لقرارات مجلس الأمن وتحديًا جليًا للمجتمع الإقليمي والدولي"، متحدثًا عن "مرحلة جديدة" في التهديد الشمالي.
وأضاف رئيس الوزراء الياباني أن "الرئيس ترامب قال إن الولايات المتحدة كانت 100 في المئة مع اليابان، وطلب مني أن أنقل تصريحاته إلى الشعب الياباني"، مشيرًا إلى الرغبة في الحفاظ على التعاون مع واشنطن وسيول.
وفي وقت لاحق، أكد الرئيس الأميركي "الالتزام الثابت" للولايات المتحدة بأمن اليابان وكوريا الجنوبية، وفقًا لبيان صادر عن البيت الأبيض.
وأوضح البيان أن "الرئيس ترامب أكد الالتزام الثابت للولايات المتحدة إلى جانب اليابان وكوريا الجنوبية، في مواجهة التهديد الخطير الذي تشكله كوريا الشمالية".
وأضاف أن ترامب "شدد على أن إدارته تتخذ تدابير لتحسين قدرتها على الدفاع ومواجهة الصواريخ الباليستية الكورية الشمالية، عبر استخدام كافة القدرات العسكرية للولايات المتحدة".
أعلنت وكالة الأنباء المركزية الكورية الشمالية أن عملية إطلاق الصواريخ الأربعة التي أجرتها بيونغ يانغ الإثنين، كانت تدريبًا على ضرب القواعد الأميركية في اليابان.
وقالت الوكالة إن الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون أشرف على العملية وأمر شخصيًا ببدئها.
وأشارت إلى أن عملية الإطلاق نفذتها وحدات عسكرية "مكلفة ضرب قواعد القوات المعتدية الامبريالية الأميركية في اليابان في حالة الطوارئ".
وسيعقد مجلس الأمن الدولي جلسة طارئة الأربعاء في هذا الصدد، بطلب من واشنطن وطوكيو.
وكان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أدان عملية إطلاق الصواريخ، قائلاً إن "أعمالاً مماثلة تنتهك قرارات مجلس الأمن وتقوض بشكل خطير السلام والاستقرار الإقليميين".
منظومة أميركية مضادة
وأعلن الجيش الأميركي الاثنين أنه بدأ عملية نشر منظومته المتطورة المضادة للصواريخ "ثاد" في كوريا الجنوبية، غداة قيام كوريا الشمالية بإطلاق صواريخ باليستية باتجاه اليابان.
وكانت سيول أعلنت العام الماضي موافقتها على نشر منظومة الدرع الصاروخية، الذي تعتبره الصين تهديدًا لأمنها.
وأشارت قيادة القوات الأميركية في المحيط الهادئ في بيان إلى أنها "نشرت العناصر الأولى" من منظومة "ثاد" في كوريا الجنوبية الثلاثاء (بالتوقيت المحلي).
وبحسب البنتاغون، فإن نشر هذه المنظومة يرفع مستوى الحماية نسبة إلى المنظومة الحالية، ويحمي الأراضي الكورية الجنوبية والقوات الأميركية هناك.
ومنظومة "ثاد" مصممة لاعتراض وتدمير الصواريخ البالستية، وهي لا تزال خارج الغلاف الجوي أو على وشك دخولها خلال آخر مراحلها.
ونقل البيان عن قائد القوات الأميركية في منطقة آسيا المحيط الهادئ الأميرال هاري هاريس قوله إن "الأعمال الاستفزازية لكوريا الشمالية، بما في ذلك عملية إطلاق الصواريخ الأخيرة، ليست إلا تأكيدًا على قرارنا" مع كوريا الجنوبية بنشر "ثاد" في البلاد.
عواقب مروعة
من جهته، أعلن رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي أن ثلاثة صواريخ سقطت في المنطقة الاقتصادية الحصرية لليابان الواقعة ضمن مسافة 200 ميل بحري (370 كلم) من سواحلها.
وتعد هذه المرة الثانية فقط التي تسقط فيها صواريخ كوريا الشمالية، التي تضاعف عمليات إطلاق الصواريخ، في المنطقة الاقتصادية الحصرية لليابان.
قال آبي إن "التجارب الصاروخية المتكررة لكوريا الشمالية هي عمل استفزازي لأمننا وانتهاك فاضح لقرارات مجلس الامن الدولي"، وندد بـ"مستوى جديد من التهديد" مؤكدًا "لا يمكننا بأي شكل من الأشكال التساهل مع هذا الأمر".
وأدانت الأمم المتحدة الاثنين عملية الإطلاق، ودعا المتحدث باسم المنظمة الأممية فرحان حق كوريا الشمالية إلى "الامتناع عن أي استفزازات أخرى والعودة إلى الالتزام الكامل بواجباتها الدولية".
وفي سيول، عقد الرئيس بالوكالة هوانغ كيو-آن اجتماعًا طارئًا لمجلس الأمن القومي، معتبرًا أن الاستفزازات الكورية الشمالية تمثل "خطرًا آنيًا وفعليًا" على بلاده.
وقال هوانغ إنه "على ضوء ما أظهره قادة كوريا الشمالية من وحشية وتهور مع قتل كيم جونغ-نام، فإن عواقب حيازة الشمال السلاح النووي مروعة ولا يمكن تصورها".
وتتهم سيول بيونغ يانغ بالوقوف خلف اغتيال الأخ غير الشقيق للزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ-أون في 13 فبراير في مطار كوالالمبور بواسطة نوع بالغ الشدة من غاز الأعصاب.
ودعا هوانغ إلى نشر الدرع الصاروخية الأميركية (ثاد) "على وجه السرعة"، عملاً بمشروع أعلنت عنه سيول وواشنطن العام الماضي ويثير غضب بكين.
وفي واشنطن، نددت وزارة الخارجية "بحزم" بعمليات إطلاق الصواريخ وتوعدت باستخدام "كل مجموعة" الوسائل الممكنة "للتصدي لهذا التهديد المتزايد".
ومن المقرر أن يزور وزير الخارجية الاميركي ريكس تيلرسون قريبا اليابان والصين وكوريا الجنوبية. وقال كيم يونغ-هيون من جامعة دونغوك ان بيونغ يانغ "تسعى الى التاكيد منذ بدء ولاية ترامب على ان كوريا الشمالية لن تقبل اساءات إدارته".
وفرضت الأمم المتحدة عدة مجموعات من العقوبات على كوريا الشمالية بسبب برنامجيها البالستي والنووي، لكنها لم تنجح في الحد من عزمها على تطويرهما.
مشكلة كبيرة جدا
قبل ثلاث سنوات، أمر الرئيس الاميركي السابق باراك أوباما البنتاغون بمضاعفة الهجمات المعلوماتية على كوريا الشمالية لتخريب تجاربها الصاروخية، قبل اطلاقها أو خلاله، على ما نقلت صحيفة نيويورك تايمز في نهاية الاسبوع. وفشل عدد من التجارب بعيد الاطلاق.
ورأى كيم دونغ يوب المحلل في جامعة كيونغنام أن الصواريخ الأخيرة التي تم إطلاقها ليست جديدة على الأرجح. وقال "لو كانوا يختبرون صواريخ جديدة، لما أطلقوا أربعة صواريخ&دفعة واحدة. من المرجح أنهم أطلقوا صواريخ متوافرة لديهم ردا على التدريبات الأميركية الكورية".
وكان ترامب اعتبر أن كوريا الشمالية تطرح "مشكلة كبيرة جداً"، مؤكدًا أنه سيرد عليها "بشدة".
وباشرت كوريا الجنوبية والولايات المتحدة الأربعاء مناوراتهما العسكرية المشتركة السنوية التي تعتبرها بيونغ يانغ بمثابة تدريبات على اجتياح أراضيها، فيما تؤكد سيول وواشنطن أنها دفاعية.
وفور بدء مناورات "فول إيغل"، هددت كوريا الشمالية القوات "العدوة" باتخاذ "تدابير نووية مضادة بلا رحمة".
وكان الشمال أطلق العام الماضي سبعة صواريخ احتجاجًا على هذه التدريبات.
في فبراير، أعلنت الصين، الحليف الرئيس لبيونغ يانغ، وقف استيراد الفحم من كوريا الشمالية حتى نهاية 2017، ما يحرم حليفتها من مصدر أساسي للعملات الأجنبية.
الاثنين، كررت بكين تأكيد معارضتها للتجارب الصاروخية الكورية الشمالية لكنها اعربت عن القلق ازاء التمارين العسكرية المشتركة الاميركية الكورية الجنوبية مؤكدة "في الظروف الراهنة يجب على الأطراف المعنية توخي ضبط النفس وتفادي أي عمل يستفز الآخرين أو يضاعف التوتر الاقليمي".
وحذر المبعوث الخاص الصيني لشؤون كوريا الشمالية وو داواي واشنطن وسيول من أن "المناورات العسكرية المشتركة الواسعة النطاق بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية لا تسهم في حل أزمة شبه الجزيرة الكورية، بل قد تؤدي على العكس إلى توسيع الشرخ وتعقيد المسألة".
&