أطفال النازحين يموتون على أبواب كركوك
اتهام طيران التحالف بعدم الاكتراث بحياة مدنيي الموصل
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
اتهم مرصد عراقي لحقوق الانسان طيران التحالف الدولي ضد تنظيم داعش بعدم الاكتراث بحماية مدنيي الموصل وعدم اتخاذه لأي إجراءات لحمايتهم من قصفه... وحمّل إدارة محافظة كركوك بالتسبب في موت أطفال النازحين من قضاء الحويجة لمنعها دخولهم إلى المدينة.
إيلاف من لندن: قال المرصد العراقي لحقوق الإنسان إن المدنيين في ما تبقى من مناطق الساحل الأيمن بمدينة الموصل، ما زالوا عرضة لقصف الطيران الجوي الذي يُعتقد وبشكل كبير انه تابع للتحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة الأميركية، كما قال في بيان صحافي الاحد تابعته "إيلاف".
وأكد أن طيران التحالف الدولي ما زال يستخدم ذات الاسلوب الذي أودى بحياة المئات من مدنيي الموصل خلال الأسابيع الماضية، ولم يقم بأية خطوات جديدة تُجنب سكان الساحل الأيمن نيران طائراته، التي يُفترض أن تستهدف عناصر تنظيم "داعش".
وأشار إلى أنّ الجنرال ريك يوريبي وهو ضابط كبير في التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأميركية قال في مؤتمر صحافي ببغداد الأسبوع الماضي "ما زلنا نطبق قواعد الاشتباك نفسها، جرى تفويض هذه السلطات قبل أي تبديل في الإدارة". واكد المرصد انه وثق يوم 10 أبريل الحالي مقتل خمس عوائل في حي اليرموك بالساحل الأيمن من مدينة الموصل، بعد أن أُستهدف منزلهم بقصفٍ جوي.
وقال ليث الراشدي وهو نازح من مدينة الموصل إن "الحادثة التي وقعت في الأفرع المقابلة لجسر اليرموك وبجوار اعدادية ميسلون للبنات، أودت بحياة أحد أبناء عمومتي وهو عماد عبد الغني الراشدي ووالدته وزوجته وبناته الاربع وإبنة أخيه اياد عبد الغني وخمس عوائل أخرى بعد لجوئهم لدار جارهم عماد".
وأضاف أن الدار قُصف بعد ساعة من هروب أحد عناصر تنظيم داعش، الذي تواجد فوق سطح المنزل. أتوقع أن عدد الضحايا وصل لثلاثين مدنياً بقوا تحت الأنقاض ".
ومن جانبه قال اياد عبد الغني الراشدي وهو ناجٍ من حادثة اليرموك: "تعيش في منزلي 4 عوائل، عائلتي وعائلة أخي اضافة إلى عائلتين من جيراننا. احد الجيران انتقل إلى منزلنا بعد أن سيطر قناص من داعش على منزله".
وأوضح أنه "في الساعة الواحدة ظهرًا من يوم 10 أبريل الحالي، أستهدف منزلي بصاروخ أصاب مقدمته التي تتكون من محلات تجارية وغرف نوم، مما ادى إلى مقتل 14 شخصا اغلبهم من النساء، من عائلتي قتل 8 أشخاص، امي وابنتي واخي وزوجته وبناته، ونجا منهم إبنه فقط. اما جيراني قتل منهم 3 اشخاص وهم زوجته وبنتاه، ومن عائلة جيراني الاخر قُتل ايضًا 3 اشخاص".
وأبلغ سكان محليون في منطقة باب سنجار المرصد أن "عائلة غانم صبحية وهو مواطن موصلي معروف في منطقته قد قُتلت بأكملها وتتألف من 42 شخصاً بعد أن إستهدف منزلهم قصف جوي فجر يوم السبت 15 أبريل الحالي".
وقالوا أيضاً إن "منزل غانم الصبيحة المكون من 16 غرفة، كان يلم شمل أكثر من عائلة في لحظة القصف. كان فيه شقيق غانم وعائلته، وأولاده الستة بالإضافة إلى بناته الخمس وأحفاده".
وأشار المرصد من جهته إلى أن الطيران إستهدف منزلاً في الخامس عشر من أبريل الحالي في حي الإصلاح الزراعي. المنزل المكون من طابقين أصبح مع الأرض.
وقال شاهد عيان جُرح إبنه في قصف المنزل بحي الإصلاح الزراعي، "بعد صعود عناصر داعش على سطح المنزل وإرسال طائرة مسيرة من هناك ثم الفرار، تم قصف المنزل بصاروخين متتابعين أسفرا عن مقتل 8 مدنيين على الأقل (أب وابناؤه بينهم أطفال) وما زالت جثثهم حتى الآن تحت الأنقاض".
وأوضح شاهد العيان وهو جيران العائلة، التي قُصف منزلها، أن "إبنه ويبلغ من العمر تسع سنوات قد جُرح أيضاً بالقصف عندما كان خارج المنزل. سمعت عناصر داعش يقولون لبعض الجيران الذين يرفضون صعودهم على الأسطح "أرواحكم ليست أغلى من أرواحنا".
ودعا المرصد العراقي لحقوق الانسان قادة الجيش العراقي وجميع من يساندهم في معركة استعادة الساحل الايمن من مدينة الموصل إلى الإلتزام بالقانون الدولي الإنساني واتخاذ الخطوات اللازمة للحد من خطورة تنظيم "داعش" على سلامة المدنيين.
وطالب التحالف الدولي والجهات الإستخبارية المسؤولة عن تحديد أهداف عناصر "داعش" على تحديدها بدقة تامة لمنع تعرض المدنيين للخطر مشدداً على أهمية إعطاء سلامة المدنيين الأولوية في الطلعات الجوية التي يشنها ضد التنظيم.
وفي الاول من الشهر الحالي، أقر التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة بتسببه بمقتل نحو 400 مدني خلال الفترة بين 2014و2017 في العراق وسوريا نتيجة لغاراته الجوية. وجاء في بيان صادر عن القيادة المركزية للجيش الأميركي "وفقًا للبيانات الصادرة منذ أغسطس 2014 ولغاية فبراير 2017، نفذ التحالف ما مجموعه 18600 ضربة جوية.. وخلال هذه الفترة كان العدد الإجمالي للضحايا المحتملين 396 شخصًا من بين السكان المدنيين".
أطفال النازحين يموتون على أبواب كركوك
وعلى صعيد آخر، طالب المرصد العراقي لحقوق الإنسان الحكومة المحلية في محافظة كركوك بالإسراع في إدخال النازحين الفارين من قضاء الحويجة الذي يقطنه غالبية من العرب السنة إلى المحافظة بأسرع وقت، وعدم إبقائهم بالقرب من مكتب خالد في الجانب الغربي منها.
وأكد المرصد أن النازحين الذين ما زالوا عالقين في مناطق خارج مدينة كركوك، لن يكونوا بعيدين عن خطر سلاح عناصر تنظيم "داعش" ما داموا هُناك، وأن إبقاءهم عالقين في مناطق غير مؤمنة وغير صالحة للعيش ولا تتوفر فيها الخدمات يُفاقم مأساتهم ويضعهم أمام خطر الموت.
ونقل المرصد عن مصادر محلية في كركوك قولها إن "السلطات المحلية أوقفت عملية إدخال النازحين الهاربين من الحويجة بإتجاه المدينة حيث معبر مكتب خالد الذي يُعتبر منطقة تماس بين قوات البيشمركة الكردية وتنظيم داعش".
وقال نازح من الحويجة ما زال يتواجد في قرية سلطان مرعي القريبة من مكتب خالد، خلال مقابلة مع المرصد العراقي لحقوق الإنسان، إن "إمرأة تبلغ من العمر سبعين عاماً توفيت يوم 14 أبريل الحالي، بينما توفي 4 أطفال آخرين بسبب الجوع وعدم توفر الدواء".
النازح الذي تحدث عبر إتصال هاتفي مع المرصد، قال إن "العوائل النازحة تتواجد منذ عشرة أيام على حدود محافظة كركوك في قرية سلطان مرعي القريبة من مناطق إشتباك البيشمركة وداعش".
وأوضح مؤيد عزاوي، وهو ناشط إغاثي، "تم إبلاغنا من ضابط في البيشمركة بعدم إستحصال موافقة مكتب محافظ كركوك حول إدخال العوائل العالقة في معبر مكتب خالد من دون ذكر الاسباب. شرحنا لهم الظروف المعيشية الصعبة التي تعاني منها العوائل العالقة لكننا لم نلقَ أي تجاوبٍ وقالوا ننتظر تعليمات السلطات".
ومن جانبه، قال رئيس لجنة المهجرين في مجلس النواب العراقي رعد الدهلكين "رغم المطالبات والمناشدات المستمرة من اجل السماح بدخول العوائل من منفذ خالد الا أن القوات الامنية أوعزت للنازحين والبالغ عددهم اكثر من 250 مواطنًا بعدم السماح لهم بالدخول عبر هذا المعبر، مما سيسبب بكارثة إنسانية يندى لها الجبين".
علاء محسن، وهو طبيب مقيم من الحويجة، قال خلال مقابلة مع المرصد العراقي لحقوق الإنسان، إن "مصير الأطفال بات مهددًا. سمعنا عن حالة ولادة حدثت في المكان الذي يتواجدون به الآن قرب مكتب خالد". اما عبدالله الجبوري وهو نشاط حقوقي، فقد أشار إلى أنّ "هناك استغلالاً سياسياً لأزمة العوائل النازحة من الحويجة ولاتوجد أي اسباب منطقية أخرى تُبقيهم في العراء".
وطالب المرصد العراقي لحقوق الإنسان الحكومة المحلية في محافظة كركوك بالإلتزام بالمادة 44 من الدستور العراقي، التي تُتيح للعراقيين حرية التنقل والسفر داخل البلاد وخارجها، كما أن المبدأ الثالث من المبادئ التوجيهية للنزوح الداخلي تنص على حق طلب وتلقي الحماية والمساعدة الإنسانية من السلطات.
وقال المرصد: "على حكومة كركوك المحلية بضرورة الإسراع بتوفير الحماية اللازمة للنازحين من مناطق سيطرة تنظيم "داعش" وإيقاف العمل بالإجراءات التي تؤخر عملية دخولهم للمحافظة، لأنهم ما زالوا معرضين للخطر".