صحف عربية: متاهة الاتفاق على قانون للانتخابات في لبنان قد تعيد إنتاج حرب داخلية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
اهتمت الصحف العربية الصادرة السبت بنسختيها الورقية والإلكترونية بالجدل الجاري حول قانون جديد للانتخابات في لبنان.
وسرد العديد من الكتاب المعوقات التي تحول دون التوصل إلى قانون انتخابي جديد يحظى باتفاق مختلف الأحزاب اللبنانية.
وناقشت الصحف اللبنانية الجولة الإعلامية التي نظّمها حزب الله عند الحدود الجنوبية لعاملين في وسائل إعلام محلية وأجنبية.
"معوقات" أمام قانون الانتخابويكتب عمر حنجر أن "الانقسامات المتجذرة حول قانون الانتخابات، هي انقسامات مزمنة، وليست بنت اللحظة، إذ تعود الى أول انتخابات نيابية بعد اتفاق الطائف الشهير".
ويطالب الكاتب بالتوصل إلى "صيغة قانون تضمن عدالة التمثيل، ولا تخدش الوطنية اللبنانية بأظافر الطائفية والمذهبية المهيمنة على الأجواء الانتخابية، منذ شارفت ولاية المجلس النيابي القائم على المغيب".
بينما يرى معن حمية في صحيفة البناء اللبنانية أن المعوقات التي تحول دون التوصل لقانون الانتخابات تتمثل في "الصبغة الطائفية التي تغلب على المقترحات" ويشبهها "بالخنجر المسموم المغروز بعمق في قلب لبنان، والذي يفتت وحدته ويسمّم وحدة اللبنانيين"
ويحذر حمية من "إعادة إنتاج حرب داخلية تؤدي إلى الهلاك" بسبب الفراغ الناتج عن عدم انتخاب برلمان جديد.
كما يقول رؤوف شحروري في صحيفة الأنوار اللبنانية: "هذا هو الوقت المناسب ليقول رئيس الجمهورية كلمته، وليعرف الناخبون، والزعماء السياسيون أي قانون انتخاب يريد رئيسهم، وإذا ما كان هذا القانون يعكس الصفة التي ارتضاها لنفسه بصفته أبو الجميع فعلا".
ويعبر الكاتب عن عدم تفاؤله بالتوصل لقانون انتخاب تتفق عليه مختلف القوي السياسية في ظل "أجواء الكآبة السياسية التي تخيم على البلاد، والخطاب السياسي المتداول بين الفرقاء والذي تطغى عليه نبرة سوداوية بأنفاس سلبية، تنشر الإحباط في النفوس وتذكي مشاكل اليأس من إمكانية التوصل إلى توافق سياسي أو وطني".
ويدعو الكاتب جوزيف الهاشم في صحيفة الجمهورية اللبنانية إلى إجراء الانتخابات استنادا إلى القانون النسبي، مؤكدا أن "القانون الانتخابي الأَمثل يجب أن يُفصَّل على قياس المرشَّح الوطني لا الطائفي، والديمقراطي لا الإقطاعي، والدستوري لا العشائري".
كما يقول الهاشم: "القانون الذي يحقق صحّة العدالة وشمولية التمثيل، ويضع لبنان على طريق التطور والانفتاح الوطني هو القانون النسبي".
أما الكاتب نديم قطيش في صحيفة الشرق الأوسط اللندنية فينتقد ما يصفه بكونه "فوضى كاملة وغابة من مشاريع القوانين" الانتخابية.
جولة حزب الله الإعلاميةوفي صحيفة الديار اللبنانية يكتب إبراهيم ناصر الدين: "خرق حزب الله حالة الاستعصاء الداخلية حول قانون الانتخابات، ونقل الحدث الى الحدود الجنوبية في توقيت مدروس جداً، يحمل في طياته أكثر من رسالة الى الخارج، في وقت تستمر الأطراف السياسية في الداخل بأداء رتيب لمسلسل البحث عن قانون الانتخاب، وسط ملل اللبنانيين من تكرار مشاهد حفظوها عن ظهر قلب".
يضيف الكاتب: "أراد حزب الله ان يبلغ الجميع ان الحرب في سوريا لم تلهه عن القضية المركزية في قتال اسرائيل. جمع المعلومات الامنية عن الانشطة العسكرية الإسرائيلية مستمر، وهو يتطور على صعيد المراقبة والاستطلاع اذ يترصد تحركات الجيش الاسرائيلي والأعمال الهندسية التي يقوم بها على طول الحدود. وهي «رسالة» ردعية بامتياز في توقيت جرى اختياره بعناية شديدة".
لكن في المقابل، ترى صحيفة المستقبل اللبنانية أن الجولة الإعلامية لحزب الله جاءت "تبعاً لأجندة خارجية لا علاقة لها بمصلحة لبنان الداخلية".
وتشير الصحيفة في افتتاحيتها إلى أن "الجولة الإعلامية هذه قد تكون جزءاً من عدّة الردّ الإيراني على تصعيد اللهجة الأميركية ضدّ طهران".
وتذهب المستقبل إلى أنه "لا علاقة لما يفعله حزب الله بلبنان وأهله، بل يتناقض مع المصلحة الوطنية العليا بكل تأكيد، ومع الجهد المركّز الذي يقوم به كبار المسؤولين المعنيين لتأكيد حضور الدولة واستعداد جيشها لحماية أمنها والذود عن سيادتها".
ويقول صادق النابلسي في صحيفة الأخبار اللبنانية: " مهما بلغت تبريرات الحزب في كون مهمته مقتصرة على الفعل الجهادي، فإنّ هذه التبريرات لا تصمد أمام حقيقة بسيطة، وهي أنّ الناس، هم ناسه ومن كل الطوائف. إنّ الذين ضحّى من أجل كرامتهم، يشعرون بالامتهان".