أخبار

خبراء يستشرفون مستقبل الإمارات نحو 2050

برلمانية إماراتية: عملنا يجب أن يناسب عصر المدن الذكية

-
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

شددت عزة سليمان بن سليمان عضو المجلس الوطني الاتحادي الإماراتي (البرلمان) على أن مخرجات العمل البرلماني لا بُد أن تناسب احتياجات الدولة والمجتمع في العصر الرقمي وعصر حكومة المستقبل وعصر المدينة الذكية.&

إيلاف من دبي: أوضحت أن "مهمتنا كبرلمانيين خلال المرحلة المقبلة الانتقال بهذا الدور الذي مارسه المجلس على مدار 45 عامًا مضت إلى مرحلة ممارسة العمل البرلماني بأسلوب وآلية عمل مبتكرة تواكب رؤية القيادة المستقبلية، وهو ما بدأناه فعلًا عبر وضع المجلس استراتيجيته البرلمانية للأعوام 2016-2021م، والتي تعدّ الأولى من نوعها في المنطقة".

جاء ذلك في ورقة عمل ألقتها عزة سليمان بعنوان "استشراف المستقبل في العمل البرلماني" في المؤتمر السنوي الرابع لجمعية الإمارات للتخطيط الاستراتيجي "استشراف المستقبل وتحقيق الرفاهية نحو 2050" الذي نظمته اليوم جمعية الإمارات للتخطيط الاستراتيجي في قاعة زايد في مقر المجلس الوطني الاتحادي، بحضور الفريق الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، والدكتورة أمل عبدالله القبيسي رئيسة المجلس الوطني الاتحادي، وعدد من أعضاء المجلس، إضافة إلى جمع غفير من كبار قيادات الشرطة والمختصين والإعلاميين.

وقالت عزة سليمان إن الملتقى البرلماني الأول الذي عقده المجلس في شهر يناير 2016 تزامن مع تغيير الإمارات لمفهوم العمل الحكومي وإطلاق حكومة المستقبل في فبراير 2016 واستحداث وزارات للمستقبل والسعادة والتسامح والشباب، وهو توقيت مثالي جعل الاستراتيجية البرلمانية التي أطلقت بعد نحو 9 أشهر من تشكيل حكومة المستقبل تعالج المتطلبات المستقبلية لمسيرة المجلس الوطني.

عضو المجلس الوطني المستقبلي
تحت هذا العنوان أفادت البرلمانية عزة سليمان أن كل ما سبق من التطوير الحاصل على آلية عمل المجلس الوطني الاتحادي الإماراتي (البرلمان) والاستراتيجيات وتطوير الأدوات التي أشارت إليها سابقًا مهم جدًا، ولكن الأهم يتوقف عليهم كأعضاء المجلس الوطني ودورهم في تفعيلها وترجمتها إلى نتائج.&تطرقت إلى هذا الموضوع من زاويتين هما: الأعضاء اليوم والجهود المبذولة من قبلهم كبرلمانيين، وتصورها لعضو المجلس الوطني المستقبلي.

وفي ما يتعلق بالزاوية الأولى الخاصة بالأعضاء اليوم والجهود المبذولة من قبلهم كبرلمانيين، قالت "في البداية لا بُد من التذكير أن رؤية القيادة الرشيدة لاستشراف المستقبل لم تعد تكتفي بالأدوار التقليدية لمؤسسات الدولة وسلطاتها، سواء أكانت الحكومة أو المجلس الوطني الاتحادي، وكذلك غيَرت مفهوم العمل الحكومي بلا رجعة، وجعلت الإيفاء بمتطلبات المستقبل منذ الآن وتحقيق سعادة ورخاء المجتمع العنوان العريض لكل ما يندرج تحته من أبجديات العمل الرسمي".&

أضافت: "لذا في رحلتهم لاستشراف المستقبل طوَر أعضاء المجلس الوطني الاتحادي أدواتهم، واستثمروا التطور الرقمي في توسعة قنوات التواصل مع المواطنين، وأصبح بإمكان أي فرد الوصول إلى عضو المجلس عبر قنوات التواصل الاجتماعي، عدا القنوات المتاحة عبر الموقع الإلكتروني المطور للمجلس".

تابعت قائلة: "حتى إن الحملات الانتخابية لمرشحي المجلس كانت متركزة في قنوات التواصل الرقمي مقارنة مع الاهتمام بالإعلام التقليدي في الماضي. وعلى سبيل المثال نجح زميلنا سعيد الرميثي بدخول قبة المجلس من خلال ثقة متابعيه على قنوات التواصل الاجتماعي. وقد وظفت أنا هذه القنوات خلال ترشحي خلال عامي 2011 و2015. وسيرًا على خطى قيادتنا لاستشراف المستقبل تركز اهتمام الأعضاء على تلمس احتياجات الناس وقضاياهم من خلال التواجد في الميدان والمجالس والزيارات الميدانية".&

استدركت متسائلة: "ولكن هل يكفي هذا لتلبية احتياجات المستقبل واستشرافه؟، بالطبع لا لأننا كأعضاء للمجلس الوطني مطالبون بتطوير قدراتنا وأدواتنا باستمرار بالانسجام مع استراتيجية المجلس 2021 لنكون جزءًا فاعلًا في تحقيق رؤية الإمارات 2021 ومئوية الإمارات".

وفي ما يختص بالزاوية الثانية الخاصة بتصورها لعضو المجلس الوطني المستقبلي، ذكرت سليمان "هنا لا بُد أن نستحضر مسألة جوهرية ذكرها الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي في إحدى مقولاته ألا وهي (ليس المال أو الموارد هي التي تصنع الفرق في العمل الحكومي، بل الأفكار هي التي تضعنا في المقدمة). وحتى نتمكن أنا وأنتم من وضع تصور لملامح عضو المجلس المستقبلي في إطار سعينا إلى استشراف المستقبل، لا بُد أن ننظر إلى أسلوب الحياة ومكونات الحياة المادية والاجتماعية بحلول 2021".

استشراف المستقبل
تابعت سليمان موضحة: "دورنا في استشراف المستقبل يندرج في جزئين، الأول أنه رغم الجهد المميز الذي يبذله المجلس في التواصل المجتمعي، إلا أن الفترة المقبلة تتطلب المزيد من الابتكار في التواصل بين المجلس والمجتمع، ليكونوا في أعلى جاهزية لاستشراف المستقبل. وممارسة الأعضاء لدور سفراء العمل البرلماني بين جيل الشباب، ومحاولة نقل هذه الخبرات للشباب على مقاعد الدراسة، من خلال الفعاليات التي تستهدفهم. وهذا ما انعقدت الخلوة البرلمانية لأجله، وأثمر استراتيجية المجلس الوطني 2016-2021، وكانت من ثماره مبادرة الجولات الميدانية لأعضاء المجلس الوطني الاتحادي في رأس الخيمة والفجيرة ضمن برنامج مستدام سيشمل الإمارات كافة ضمن جهودنا لاستشراف المستقبل".

وأفادت أن "الجزء الثاني مرتبط بالسعي إلى استشراف المستقبل، حيث إنه لا بُد أن نستذكر المقولة القديمة المتجددة، وهي (العلم في الصغر كالنقش في الحجر)، فإذا أردنا أن نؤسس للمجلس الوطني المستقبلي منذ اليوم لا بُد أن نستحدث فصلًا ضمن مناهجنا بعنوان الثقافة البرلمانية تهدف إلى التعريف بدور ومهمة المجلس الوطني الاتحادي، وهي توصية آمل تضمينها في التوصيات المنبثقة من المؤتمر".&

أضافت: "وما نحتاجه هو أن يكون عنوان كل ما نفعله هو خلق القدوة الحسنة، كما قال الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة خلال حديثه للطلبة في مجلس محمد بن زايد لأجيال المستقبل: (أنا من المتفائلين جدًا بالسنوات الخمسين المقبلة، مع العلم أننا في منطقة صعبة فيها تحديات ووجهات نظر مختلفة.. لكنني مقتنع بأن الإمارات مثل النور في أرض مظلمة.. الإمارات قدوة حسنة.. وأنا لا أزايد.. أنا أقول أرقامًا، والأرقام لا تنافق.. دولة الإمارات بغضّ النظر عن التحديات، قدوة حسنة لمنطقة الشرق الأوسط.. فخلال السنوات الـ60 التي مرت.. كم رسالة إيجابية خرجت من منطقة الشرق الأوسط إلى العالم؟، بلادكم ترسل كل يوم رسالة إيجابية إلى العالم)".

أفضل الممارسات لنقل الأعضاء
وفي ورقته في المؤتمر قدم الدكتور أمين حسين الأميري وكيل وزارة الصحة المساعد لقطاع سياسة الصحة العامة والتراخيص في الإمارات ورقة عمل ركزت على المنظومة الصحية في دولة الإمارات العربية المتحدة واستشراف المستقبل تحت إشراف الأمم المتحدة، مشيرًا إلى أن تغيير مسمى الوزارة إلى وزارة الصحة ووقاية المجتمع في حد ذاته استشراف للمستقبل ووقاية المجتمع من الأمراض السارية، خصوصًا أمراض القلب وارتفاع ضغط الدم والسكري والسمنة بسبب التغييرات التكنولوجية.

وقال إن الوزارة وبالتعاون مع شركائها المعنيين بالصحة في الدولة ركزت على استغلال الفرص المستقبلية في توفير العلاجات الحديثة التي تركز على جميع الأمراض من خلال رؤية للمستقبل القريب والمتوسط وما فوق عشر سنوات للمستقبل البعيد.

كما تطرق إلى تميّز دولة الإمارات في تحقيق معدلات متميزة على المستوى العالمي، والعمل نحو الابتكار التكنولوجي وتحقيق ثورة في العلوم الوراثية بالاستفادة من التقنيات الحديثة في المجال الصحي، لافتًا إلى أن الإمارات أسرع دولة في تحليل الاتجاه الخاص بالتشريعات الوطنية وتطوير الإطار القانوني لممارسة المهن الصحية في الدولة بكيفية تضمن تحديد حقوق وواجبات مزاولي هذه المهن والعمل وفق أفضل الممارسات العالمية في مجال نقل الأعضاء والأنسجة البشرية.

مشروع الطاقة النووية الأكبر عالميًا
تناول المحور الثالث من المؤتمر "الطاقة النظيفة"، وقدم خلاله المهندس محمد إبراهيم الحمادي الرئيس التنفيذي لمؤسسة الإمارات للطاقة النووية ورقة عمل تضمنت عرضًا موجزًا لأهمية الطاقة النووية السلمية ودورها في تلبية احتياجات الدولة من الطاقة الكهربائية ودعم النمو الاقتصادي والاجتماعي لدولة الإمارات العربية المتحدة تماشيًا مع توجهات قيادة الدولة في استشراف مستقبل الطاقة ووضع الحلول المثلى لها، وفي مقدمها الطاقة النووية كطاقة آمنة وموثوقة وصديقة للبيئة.

وأوضح الحمادي أن سياسة دولة الإمارات لتقييم إمكانية تطوير برنامج سلمي للطاقة النووية للعام 2008 وضعت معايير صارمة في ما يخص الشفافية والسلامة والأمان، ما يجعل دولة الإمارات العربية المتحدة نموذجًا يحتذى به في تطوير الطاقة النووية في جميع أنحاء العالم، وعليه عملت مؤسسة الإمارات للطاقة النووية منذ إنشائها في العام 2009 على تطبيق أرقى معايير السلامة والجودة العالمية في كل مراحل إنشاء محطات براكة للطاقة النووية.

أضاف أن مشروع الطاقة النووية السلمية في الدولة هو الأكبر من نوعه في العالم، حيث يتم بناء أربع محطات متطابقة في آن واحد وفق أعلى المعايير العالمية التي جعلت من المشروع نموذجًا للدول الراغبة في تطوير برامج نووية سلمية جديدة.. مشيرًا إلى فوائد جمّة للمشروع، أبرزها تطوير الكادر البشري المتخصص انسجامًا مع خطة أبوظبي 2030، إضافة إلى تطوير القطاع الصناعي &في الدولة، حيث تمت ترسية عقود تجارية مع أكثر من 1400 شركة محلية بقيمة تصل إلى نحو 12 مليار درهم.

تصدير الأنظمة التقنية والأفكار الجيدة
واستعرض المحور الرابع في المؤتمر ورقة عمل بعنوان "اقتصاد الإمارات في عام 2050.. استشراف المستقبل وتحقيق الرفاهية نحو 2050" قدمها محمد العبار رئيس مجلس إدارة شركة إعمار العقارية، لافتًا إلى أن القيادة العليا تركز في اهتمامها وهدفها على الإنسان، وأن الإمارات وضعت سياسات من قيادات متميزة لتحسين مستوى معيشة الإنسان.. مشيرًا إلى أن الإمارات تعد سوقًا مهمة للمنطقة في النظرة الاقتصادية، بسبب النوعية الموجودة في البنية التحتية.. كما إنها تمثل مصدرًا للدول المجاورة في تصدير الأنظمة التقنية أو الأفكار الجديدة.

أضاف: "إننا نعتز بالماضي الجميل لدولتنا، لكننا في الوقت نفسه لا بد أن ننظر إلى التحدي القادم وسبل مواجهته من أجل أولادنا والعمل على بناء أسس وقوانين تساعد على النمو والاستمرارية للمستقبل، خاصة في مجالات التكنولوجيا والصناعة والسياحة والتجارة والحرص على التعليم التكنولوجي والاستثمار فيه" .

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف