أخبار

لكونه فاز في الاستفتاء بفارق ضئيل وخسر كبرى المدن

غليان داخل حزب أردوغان!

-
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

قد يعود الاستفتاء في تركيا بالنفع على الرئيس رجب طيب أردوغان الذي عزز صلاحياته، لكن الأمر ليس كذلك في حزبه الحاكم منذ سنوات، إذ ظهرت بوادر تململ ضد الرئيس.

إيلاف من لندن: تكفل مؤيدو الرئيس التركي رجب طيب اردوغان بضمان فوزه في الاستفتاء الأخير مثلما ضمنوا فوزه المرة تلو الأخرى في الانتخابات منذ عام 2002 رافضين التحذيرات من انه يقود تركيا الى حكم فردي.

ولكن فوز اردوغان بفارق ضئيل في الاستفتاء وهزيمته في مراكز مدينية مهمة مثل اسكودار في اسطنبول وفي أكبر ثلاث مدن تركية، دفع حتى الأوفياء من انصار حزب العدالة والتنمية الحاكم الى اجراء مراجعة ذاتية غير معهودة بل وحتى الى ظهور بوادر تململ ومعارضة بينهم.

واعترف مؤيدون لحزب العدالة والتنمية في اسكودار ومناطق أخرى بأن الذين صوتوا ضد اردوغان في المدن الكبيرة أوصلوا رسالة الى الحزب، فيما أصر اشد المتحمسين لتأييد اردوغان على ان هزيمته في هذه المدن ناجمة عن اخطاء تنظيمية وعناد ناخبي احزاب المعارضة.

آخرون أقروا بأن الاستفتاء عمّق الخلافات المجتمعية في تركيا، واتهموا الحزب الحاكم بالغطرسة والحكومة بالهوس بتطهير اعدائها المفترضين في حملات يرى البعض من مؤيدي الحزب أنها تعدت الحدود المقبولة.

وقال مليح اجرتاش، رئيس رابطة الشباب في حزب العدالة والتنمية، إن ناخبي الحزب الذين صوتوا ضد اردوغان في الاستفتاء ينقسمون&الى معسكرين، معسكر يضم انصار شيوخ الحزب القدماء الذين أبعدهم اردوغان عن حلقته الداخلية، ومعسكر يضم الذين تساءلوا لماذا شعر الحزب بضرورة مثل هذا التغيير الجذري في نظام الحكم رغم نجاحه في ظل النظام البرلماني.

ونقلت صحيفة واشنطن بوست عن اجرتاش أن هؤلاء "يقولون "لماذا التغيير؟ فنحن اقوياء"".

وفي احتجاج مبطن لكن له مغزاه، خرج الرئيس السابق عبد الله غُل، أحد مؤسسي حزب العدالة والتنمية، عن صمته يوم الخميس ودعا الى "عملية اصلاح شامل" في تركيا. &وبدا غُل كما لو انه يعقد مقارنة بين حزبه حين كان قيادياً فيه والحزب نفسه اليوم.

وقال غُل إن الاصلاح "سيقرب الديمقراطية والقانون ومستوى حقوق الانسان من المعايير الدولية بالاسراع في انهاء الصدمة النفسية التي احدثها انقلاب 15 يوليو&الماضي".

ورأى فهمي كورو وهو صحافي قريب من قياديين في حزب العدالة والتنمية أن الحزب يبدو منشغلاً في تخطيط الفوز في الانتخابات المقبلة أكثر من توقفه عند احتجاجات المتذمرين في صفوفه.

ولاحظ كورو الذي عمل مع عبد الله غُل في صفوف حركة شبابية اسلامية أن حزب العدالة والتنمية حين جاء الى الحكم في عام 2002 كان "شديد الاهتمام بأن يكون البلد أكثر حرية"، والحكومة كانت "تخدم الشعب"، لكن خيبة أمله تعاظمت خلال السنوات الخمس الماضية بسبب مشاكل تركيا الاقتصادية وقرارات الحكومة في السياسة الخارجية والاحساس المتزايد بأن تركيا "ليست بلداً موحداً".

وتحدث كور عن سجن اصدقاء له من الصحافيين في حملات الاعتقال التي تواصلها حكومة اردوغان.

وأشار كور الى ان هناك شروخاً مرئية في العلاقة بين الاتراك وحكومة حزب العدالة والتنمية قائلاً "حين ينظر المواطنون اليهم لا يقولون انهم متواضعون وكأنهم خففون من مشاكلهم".

وأكد الصحافي كور انه صوّت ضد توسيع سلطات الرئيس في الاستفتاء، لأسباب منها انه يعتقد ان النظام البرلماني يتماشى مع تاريخ تركيا، ولأن الاستفتاء كان تغييراً جذرياً بدا مفصلاً لخدمة اردوغان.

بعض مؤيدي حزب العدالة والتنمية إذ يعترفون بوجود أزمة في تركيا ينفون انها تهدد موقع الرئيس التركي.

وعلى سبيل المثال ان سيلين اولوستو (40 عاماً) التي تدير مخزناً لمستحضرات التجميل تقول إن الاستفتاء سلط الضوء على صراع بين مسلمين متدينين مثلها تستوحي تاريخ تركيا العثماني وخصوم اردوغان، الذين بدأ التاريخ بنظرهم مع مصطفى اتاتورك مؤسس الجمهورية التركية العلمانية الحديثة.

ونقلت صحيفة "واشنطن بوست" عن اولوستو انها وشت بثمانية من افراد عائلتها، أبلغت السلطات بأنهم من المشتبه بتأييدهم الداعية الاسلامي فتح الله غولن، الذي&تتهمه الحكومة التركية بالوقوف وراء المحاولة الانقلابية في صيف 2016. &

هدى اوزدمير (24 عاماً) دخلت الجامعة في منطقة اسكودار، وقالت إنها من عائلة مسلمة محافظة لكنها ضد تركيز السلطة بيد اردوغان وضد تصاعد النزعة القومية خلال حملة الاستفتاء وما سمته خطاب الضحوية الذي اشاعه حزب العدالة والتنمية باسم الدفاع عن نساء محافظات مثلها.

وأكدت انها صوتت بـ"لا" في الاستفتاء، وأقنعت شقيقتها ابنة العشرين عاماً، التي كانت من الانصار المتحمسين لحزب العدالة والتنمية بأن تصوت مثلها.

أعدّت "إيلاف" هذا التقرير بتصرف عن "واشنطن بوست". الأصل منشور على الرابط التالي:

https://www.washingtonpost.com/world/middle_east/erdogans-loyalists-wrestle-with-lessons-and-divisions-after-narrow-referendum-win/2017/05/03/aa818c8a-2a9a-11e7-9081-f5405f56d3e4_story.html?hpid=hp_hp-more-top-stories_turkey-1110pm%3Ahomepage%2Fstory&utm_term=.a1c1f1d57cd8

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
الحل الابسط
كندي -

على اردوغان ان يعيد الانتخابات في المدن الكبرى التي خسر فيها ، فإذا فاز في بعضها فهذا من صالحه وتنتهي القضيه ، اذا خسر من جديد فلا بد من الغاء نتيجه الانتخابات والعوده بيتركوا الى ما كانت عليه قبلها وتحديد موعد جديد للانتخابات بعد سنتين تكون فاصله