تشكل اختبارًا له في مقاطعة شمالية
حزب ميركل متفائل قبل انتخابات تشريعية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
برلين: يدلي سكان مقاطعة شليسفيغ-هولشتاين في اقصى شمال المانيا باصواتهم الاحد لاختيار اعضاء برلمانهم في انتخابات تشكل اختبارا للحزب المحافظ بقيادة المستشارة انغيلا ميركل، الذي يبدو متفائلا، مع تراجع تهديد الاشتراكييين الديموقراطيين بقيادة مارتن شولتز.
تشكل هذه المنطقة الزراعية الواقعة على بحري الشمال والبلطيق، بسكانها البالغ عددهم 2,3 مليون نسمة، اقل من 3 بالمئة من سكان المانيا. لكن نتيجة التصويت بالغة الاهمية لانها هذه الانتخابات هي ما قبل الاخيرة التي تسبق الانتخابات التشريعية التي ستجرى في 24 سبتمبر وتأمل ميركل في الفوز بولاية رابعة فيها.
وفتحت مراكز الاقتراع ابوابها عند الساعة الثامنة (06,00 ت غ) على ان يستمر التصويت حتى الساعة 18,00 (16,00 ت غ). وستنشر التقديرات الاولية للنتائج فور انتهاء الاقتراع. وبلغت نسبة المشاركة قبيل الظهر 21,6 بالمئة بزيادة اربع نقاط عن الاقتراع السابق العام 2012. ومنذ 2012، يهيمن على هذه المقاطعة الاشتراكيون الديموقراطيون الخصوم المباشرون لحزب ميركل الاتحاد الديموقراطي المسيحي.
منعطف
لكن حسب استطلاعات الرأي الاخيرة التي بثت الشبكة العامة "تسي دي اف" نتائجها، لن يتمكن الحزب الاشتراكي الديموقراطي من الحصول على اكثر من 29 بالمئة من الاصوات مقابل 32 بالمئة لحزب ميركل. وبذلك سيخسر الاشتراكيون الديموقراطيون قيادة حكومة المقاطعة، بينما تدل الاستطلاعات على ان النتائج المتوقعة للاحزاب الاخرى لن تترك لهم مجالا للمناورة من اجل تشكيل تحالف حكومي.
وكتبت صحيفة "دي فيلت" ان هزيمة للحزب الاشتراكي الديموقراطي في هذا الاقتراع ستشكل "منعطفا" لمصلحة ميركل. وقالت "ستكون هذه المرة الاولى منذ توليها منصب المستشارية في 2005 التي ينجح فيها الاتحاد الديموقراطي المسيحي في استعادة واحدة من المقاطعات العديدة التي خسرها خلال هذه الفترة".
سيشكل ذلك ضربة قاسية الى الحزب الاشتراكي الديموقراطي الذي تولي رئيس البرلمان الاوروبي السابق مارتن شولتز قيادته في مطلع العام الجاري. وقد نجح شولتز الحديث العهد على الساحة السياسية الالمانية، في تحقيق تقدم كبير للحزب الذي كانت نوايا التصويت له في استطلاعات الرأي قد تراجعت الى 20 بالمئة على المستوى الوطني. وقد كسب 15 نقطة ووصل الى حد التعادل مع المحافظين.
لكن "ظاهرة شولتز" هذه المرتبطة ببرنامجه اليساري جدا في القضايا الاجتماعية تراجعت في الاسابيع الاخيرة مع خسارة الحزب انتخابات في السار في نهاية مارس، بينما تراجع على المستوى الوطني ثماني نقاط، كما كشف استطلاع للرأي نشرت مجلة "شتيرن" وشبكة "ار تي ال" نتائجه.
وافاد هذا الاستطلاع ان الحزب الاشتراكي الديموقراطي سيحصل على 28 بالمئة من الاصوات مقابل 36 بالمئة للاتحاد الديموقراطي المسيحي. وبعد شليسفيغ-هولشتاين، سيواجه الحزب الاشتراكي امتحانا آخر مهما في الاسبوع المقبل، لقدرته على زعزعة موقع ميركل.
فمن المقرر اجراء انتخابات في 14 مايو في معقله مقاطعة رينانيا-فستفاليا التي تضم اكبر عدد من السكان في البلاد ويهيمن عليها الاشتراكيون الديموقراطيون منذ الحرب بلا انقطاع.
البديل من اجل المانيا في تراجع
نظرا الى اهمية الرهانات، توجهت ميركل شخصيا الى شليسفيغ-هولشتاين لدعم مرشح حزبها دانيال غونتر (43 عاما). كما اوفد الحزب الاشتراكي الديموقراطي شولتز الى مدينتي كيل ولوبيك للقاء المؤيدين مع رئيس الحكومة المحلية تورشتن البيغ (53 عاما).
في هذه المنطقة المجاورة للدنمارك والتي هيمنت فيها قضايا مثل مصادر الطاقة المتجددة والنقل على الحملة، يبدو التحالف الحالي مع حزبي دعاة حماية البيئة (الخضر) والاقلية الدنماركية مهددا. فدعاة حماية البيئة يواجهون تراجعا كما في باقي انحاء البلاد.
كما تراجع حزب "البديل من اجل المانيا" القومي.
وهذا الحزب المعادي للمهاجرين والمشكك في الوحدة الاوروبية، حقق النجاح تلو الآخر عندما انتقد فتح ميركل ابواب البلاد امام اللاجئين. الا انه يبدو ضحية خلافات داخلية عنيفة بين المتطرفين وانصار اتباع خط معتدل. وهذا الحزب لم يعد واثقا من الحصول على عتبة الخمسة بالمئة التي تسمح له بدخول البرلمان في شليسفيغ-هولشتاين ولا في رينانيا-شمال فيستفاليا.